في مقاله الثامن (هل خلق السودان في كبد – الأمام في ملكوته تناول الأستاذ فتحي الضو) مواقف السيد الصادق المهدي في عهد الأنقاذ وقد أوفي الرجل حقه فيما يتعلق باخلاق وصفات الرجل وشمائله فضلا عن الاعتراف بتأهيل الرجل وثقافته الموسعوعية وذكر الرجل أن الصادق المهدي رجل عفيف اليد واللسان ويعف عند المغنم إلا ان قدمه كادت ان تزل عندما طالب وقبل بمبدأماسمي بتعويضات آل المهدي وفي هذا الموضوع تحديدا فقد حكى لي أحد أعضاء الجمعية التأسيسية السابقة عن الحزب الاتحادي الديمقراطي وهذه شهادة لاشك انها غير مجروحة بحكم العداء التقليدي بين حزبي الامة والاتحادي فقد ذكر لي الرجل وهو الآن قد انتقل الى مثواه الاخير ولا يحق لنا ولا يجوز ان ننسب قول للرجل مالم ينطق به وهو الشريف زين العابدين الهندي فقد ذكر الرجل أنه على خلاف مع السيد الصادق في كثير من المواقف والقناعات والتوجهات الا انه مطلقا لم يشك في نزاهته وامانته وان موضوع تعويضات آل المهدي هي حق بدليل انهم ابرزوا المستندات التي تؤكد ملكيتهم لاراضي ام دوم موضوع محرجا بسبب هذا الموضوع وانه شخصيا لم يتقدم بطلب لوزارة المالية او يوجه وزير المالية بالتصديق على هذه التعويضات وان مجموعة من آل المهدي هم من قاموا بهذا الامر وتفاجأبه الصادق المهدي والتقطت الجبهة الاسلامية الخبر وتم نشره عبر الصحف ولاقى رئيس الوزراء مالاقى من نقد وتجريح وانتق الامر الى قاعة البرلمان فتبارى نواب الجبهةى الاحياء منهم والاموات في تقديم المواعظ والفتاوى والانتقادات اللاذعة لرئيس الوزراء بالرغم من أن وزير المالية وقتها الدكتور بشير عمر أقر بأنه هو من اتخذ قرار التصديق بهذه التعويضات ولم يقم رئيس الوزراء بتوجيهه (ماذا عن الآن يافتحي والسودان كله مستباح) وأردت بهذه المقدمة أن ابرئ ساحة الرجل ليس لانه فوق النقد او انه معصوم من الخطأ كلا ؛ الا انه الثابت يقينا فإن الرجل تعصمه مثل عليا وقيم نبيلة من الولوغ في المال العام وهذا احقاق للحق وجب علينا اظهاره وتبيانه. ونعود لمواقف الرجل في عهد الهلاك الوطني فلعلك اخري فتحي تتفق معي وأن مماراسات هذا النظام الذي يدعي زورا وبهتانا للاسلام لم يسبقه عليها أي نظام حكم في السودان بل أن شئت منذ أن خلق الله الخليقة فقد ماثلوا فرعون وتفوقوا عليه وأتوا بأفعال يندي لها جبين هتلر خجلا وأن شئت أبليس معه وإنطلاقا من هذه الحقيقة فإن هذا النظام الاجرامي إمتثالا لطبيعته وتكوينه وايدلوجيته الأقتصادي المنكرة للآخرين والأخرين هم رموز المعارضة الذين اعتصبوا سلطتهم بليل فقد كان تركيزهم على الحزب الشيوعي وحزب الامة باعتبار ان الاتحاديين ليسوا أهل من صدام ومواجهة قد كان كتاب صحافة الجبهة يسمون أبوهاشم (أبوناعم) لذلك فقد انصب كل جهدهم على الصادق المهدي في سبيل اغتيال شخصيته معنويا قاموا باستقدام سيدة بريطانية برفقة ابتها وتمت استضافتها بفندق الهيلتون ورتب لهم جهاز امن النظام لقاءا صحفيا وذكرت في ذلك اللقاء ان ابنها المرافق لها هو نتاج علاقة غير شرعية مع الصادق المهدي هكذا هوت انحطت الممارسة السياسية في هذا العهد الظلوم الغاشم المأفون وكل اهل السودان يعرف الكثير المثير الخطر عن اخلاقيات هذه العصابة وسلوكياتها غير القويمة . بيد ان النظام لم يكتف بتلك المحاولة الفاشلة وامتدادا لخبثه ودناءة خلقه قام بإستمالة مابارك الفاضل في سلوك اشبه الى مايعرف بالدارجي السودانية (المديدة حرقتني) لأنهم كانوا على علم بخلاف مبارك مع الصادق وارادوا بهذه المشاركة شق صف حزب الامة وشغله بصراع داخلي لالهائه عن مواجهة ومجالدة النظام وقد كانت هذه المشاركة عظيمة الكلفة ولا تزال اما ثالثة الاثافي والنازلة الكبرى التي حلت بحزب الامة واصابته في مقتل هي استعانة النظام باحد كوادر جهاز امن الدولة السابق وهو مالمدعو صديق محمد اسماعيل فعندما تم اعفاءه من منصب محافظ كلبس بدارفور انضم الى صفوف حزب الامة ومد النظام معه حبال التواصل وان جازت التسمية حبال التجسس واعدق النظام عليه بالاموال والسيارات الفارهة وقام بممارسة افعال النظام داخل حزب الامة وفهرت الشلليات والكيمان لاول مرة في تاريخ حزب الامة عندما وغفا واغفل الزمان وتهاون وفرط اهل الوجعة في حزب الامة فتسنم المدعو صديق منصب الامين العام لحزب الامة ذلك المنصب الذي تشرف من قبل برجال في قامة المرحوم امين التوم والمرحوم عبد الرحمن علي طه والمرحوم الأمير نقد الله والمرحوم عمر نور الدائم . ولم يكتف الرجل بحقن جسد حزب الامة المنهك اصلا بالفيروسات الخبيثة بل امتد تأمره مع النظام الى أن تمكن من نقل عدوى الاستئناس والتدجين لهيئة شئون الانصارذلك الجسد الذي كنا نحسبه عصيا على كل الجراثيم والفيروسات وان سار الحال كما هو عليه نخشى ان يتناول الحزب خلسة جرعة الانبطاح والاستكانة ليتم الاجهاز عليه وبعد ذلك يا أخي فتحي تتساءل عن اسباب ابتعاد البروفيسور مهدي امين التوم والبروفيسور فيصل عبد الرحمن علي طه. ان الحقيقة التي يجب ان يعلمها الجميع ان حزب الامة الآن في حالة حرجة وخطيرة إن لم تتداركه العناية الالهية لأن معاول هذا النظام عملت ماشاء لها ان تعمل وترغب في المزيد إذ أن مايعرف بالعمليات الخاصة بجهاز امن النظام وبالتنسيق مع المؤتمر الوطني يقوم بكل الاعمال القذرة من تجسس وإختراق وترهيب وترغيب ورشاوى وابتزازات وكل ماهو قبيح وخبيث وكان نتاج ذلك أن تشظى الحزب وهو الذي كان له النصيب الأوفر في تشريد كوادره من وظائفهم فأصبحوا هائمين على وجوههم داخل السودان وخارجه في المنافي نخلص في نهاية هذا المقال الى أن النظام نجح وبنسبة مقدرة في أختراق حزب الأمة وهيئة شئون الانصار فكيف يستقيم عقلا ومنطقا ان يكون عبد المحمود ابو أمين عام هيئة شئون الانصار عضوا في مجغالس مايسمى بهيئة العقيدة والدعوة والمجلس الاستشاري لوزير الارشاد والاوقاف ومجلس الذكر والذاكرين وغيرها من منظمات النظام المشبوهة فكان لزاما عليه ان يمنع المصلين بمسجد السيد عبد الرحمن بود نوباوي من التحرك وقيادة المظاهرات ضد النظام. وهاهو المدعو صديق محمد اسماعيل لايخيب ظننا ويوقع على تصريح يستنكر فيه اصدا ربيان من حزب الامة يشيد بموقف الدكتور يوسف الكودة بتوقيعه على وثيقة الفجر الجديد فقد جن جنون الرجل وقام بالرد على بيان الحزب متخذا موقف المدافع والمنافح عن النظام لأن هنالك فاتورة مدفوعة الثمن مسبقا لصفقة الخاسر الاكبر حزب الامة والشعب السوداني. إنه زمن الفواجع والمواجع في حزب الامة فكيف يستقيم عقلا ويستوي منطقا أن يتم تعيين رجل اطاحت به الهيئة المركزية لحزب الامة من منصب الامين العام وفقا لصلاحياتها المنصوص عليها في دستور الحزب وهي الجسم التشريعي الأوحد بالحزب ثم يؤتى بالرجل نائبا لرئيس الحزب عن طريق التعيين. سيدي الإمام مالكم كيف تحكمون ؛ الم يكن هذا هو نهج ومسلك أهل الانقاذ في ترفيع وتلميع الفاشلين والفاسدين وغير المرغوب فيهم. ونحن اذ نخاطبك نربأ بك ان تكون نصيرا لهذا النظام المنبوذ داخليا وخارجيا ولا ننكئ الجراح ونذكرك بما فعله معك من فجور في الخصومة وأنت إمام الانصار المنتخب والمبايع وغير مسموح لك بالصلاة بمسجد الخليفة جوار قبة المهدي وأنت أدرى بالأسباب ختاما نقول لك أن هذا النظام الى زوال طال الزمن او قصر وتأكد تماما أنه لن يذهب بالتفاوض أو الحوار كما ترغب وقطعا وحتما سيذهب عن طريق العنف الذي يحبذه وإذا حاور او فاوض فسيكون تحت ضغط البندقية لهذا نرجو ونكرر الرجاء رفع يدك وإطلاق يد نصر الدين الهادي أفعل هذا لأنها رغبة وخيرا السواد الاعظم من قواعدك وقيادتك بل هو خيار كل الشعب السوداني والسلام على الجميع وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين [email protected]