لاشك بأن سيرة تلك المدارس الثانوية فيها كثير من العبر الأكاديمية والاجتماعية والتى كانت تعبر عن انصهار كل أطياف النسيج السودانى المشكل بكافة ألوان الطيف الجميل ... المدارس الثانوية كانت محدودة وكانت هنالك مدارس قومية مثل الفاشر الثانوية وخورطفت وحنتوب والخرطوم القديمة, تجمع كل أبناء السودان من كل حدب وصوب بلا فرق في اللون ولا الدين ولا العرق ولا النسب وهي مدارس كانت معروفة بمستوياتها الممتازة والدولة هي التي كانت تصرف على هذه المدارس ولا توجد ما تسمى بالمدراس الخاصة والحصص الخصوصية والمدارس مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات والمعامل وتتوفر فيها الكتب والكراسات. الداخليات كانت تمد الطلاب بمواد غذائية جيدة مجانية تساعد وتشجع الطالب على البذل والعطاء والأجتهاد. القبول لهذه المدارس كان يعتمد في المقام الأول على المنافسة الحرة والشريفة بلا تفريق ولا واسطة. المدارس كانت تحتوي على ملاعب رياضية بكل انواعها وتحتوي على مكتبات توفر كتب باللغتين العربية والأنجليزية والأساتذة كانوا في كامل التأهيل والمعرفة حيث كانت توفر لهم دورات تدريبية وتأهيلية بين الفينة والأخرى والأستاذ كان له هيبته والمرتبات كان تكفي احتياجات المعلم مع التوفير حتى لو كان له أسرة كبيرة المدارس الحكومية كانت هي الاقوى والأجود في كل شيئ وكانت ليست بتجارية فلذلك الأهمية كانت قصوى من كل فئات الشعب السوداني بأمتحانات الشهادة السودانية. أما لأن فلماذا نهتم بأمتحانات التزوير السودانية؟ هل لكي نقوم بالدعاية لمدارس تجارية خاصة أنشئت من أجل مصلحة تاجر ما وليست من أجل مصلحة الوطن؟ تلك وقفات على جدار الأمس الجميل فيها كثير من القراءات لمستقبل زاهر يعيد سيرة الماضي التليد ... فهل أنت معي ... "حكايات مدارس الزمن الجميل " توثيقي للفن السوداني سليمان عبد الله حمد [email protected]