كانت بورتسودان ودارفور والابيض ونيالا وعطبرة ماقبل وصول اهل الانتكاس الى الكرسي العاجي تزدان باحلي حليتهما وحيث كانت هناك ظاهرة التنقلات الخاصة بعمال وموظفي السكك الحديد والبريد والنقل الميكانيكي ووزارة الزراعة والتي انتهت عهدها ببيعها جلها أو اغلبها في سوق مواسير الانقاذ التخصصي، وكانت اخي القاريء الكريم جل التنقلات التي تتم في ذلك الزمن الجميل لا تقابل بالرفض والاستقالة بل كانت تتقبل بصدر رحب ووطنية كبيرين،وكان الجميع لا تذهب للمدن الكبيرة الا لدواعي حالات اكمال الاجراءات الخاصة بالسفر او الدراسة الجامعية او استخراج الشهادات الجامعية وتوثيقها ,ولكن الان حدث هذا التدفق النهري لجميع او بعض سكان الوطن الجريح الى العاصمة الخرطوم من كل صوب وحدب بلا حرج وهو يسكنون تخوم الخرطوم تاركين الريف بما حمل، حيث الهدوء والاريحية وسكون الليل ولكن الان اصبح الريف تسكنه الكلاب الضالة والاشباح خالي من كل حبيب بسبب السياسات العشوائية التي اقترفتها حكومة الانقاذ اتجاه الشعب الجريح،بتجفيف المدن الكبيرة مثل الابيض وبورتسودان والفاشر ونيالا ومحاولة البناء والاهتمام بالخرطوم كعاصمة قومية،مما خلق حالة من التهميش والتي دفعت من خلالها العديد من الحركات المسلحة لرفع السلاح في العديد من اركان البلاد من اجل خلق حالة من الاتزان والتوازن. وهنالك فكرة تراود خيالي المتواضع والبسيط وهي ان نجعل لكل عشرة سنوات او خمس سنوات مدينة من مدن السودان كعاصمة قومية للبلاد واخرى كعاصمة تجارية لنفس المدة،حتى نستطيع ان نبعد شبح التهميش عن جميع الولايات ونكون بهذه الطريقة قد ثبتنا وبنينا سودان كبير بعيداَ عن الاحتراب والاقتتال فمثلاَ نكون في العشر سنوات الاولى العاصمة السياسية للبلاد بودمدني،اما العاصمة الاقتصادية تكون في الابيض على ان يتم نقل جميع المرافق والهياكل السياسية والاقتصادية الى العواصم المذكوره الجديدة سواء اكانت اقتصادية او سياسية بشكل رسمي ،وتتوالي ترشيحات الولايات الاخرى كعواصم اقتصادية او سياسية لنفس المدة السالفة الذكر،حتى نكون قد مررنا على جميع مدن ولايات السودان وابعدنا شبح التهميش لغة واصطلاحاَ، فهل يقبل اهل الانتكاس بتلك الافكار حتى لا يحدث عميق جرح أخر في مكان أخر ؟؟ د/ احمد محمد عثمان ادريس [email protected]