أرى قطرات الدم تقطر من بين أصابعك الطويلة ,أو سوف أقول مخالبك الحادة . أيها الجلاد الذي أمامك الأن جسد محطم وعظام متعبة وبطن خاوية وعين تدمع . لكني موجود في أعماقي ,أستمتع برسم الأحلام التي هي من حق كل حر. لا أريد أن أتكلم معك لمجرد الكلام ,بل لأنك وحدك تقف أمام الزنزانة تنظر إلي وكأني سبب تعبك وشقاك ,وبعد كل جولة تعذيب تتنفس متعبا مرهقا ,تبحث عن روحك المسكينة التي اختبأت من أهات المعذبين ولا تجدها . تنظر إلى الفراشة وتتخيلها في كرسي التعذيب ,تنظر إلى العصافير الجميلة وتتخيلها مكسورة الجناح في ظلمة الزنزانة . أنت مرهق جدا أيها الجلاد لا تستطيع أن تضحك على نكتة أو أن تقرأ قصيدة ,لا تستطيع أن تتذكر الله إلا وأنت تشعر بغضبه عليك والعياذ بالله . لا تستطيع أن تتذكر الموت إلا وأنت تتخيل ظلمة القبر ,الحجارة تحتضنك بقوة تحطم عظامك عظمة عظمة . أيها الجلاد أنت المعذب هنا ,أنت التعيس في غياهب الزنزانة ليس لدي من الدنيا إلا العشق ,عشق فكرة اسمها الحرية . حريتك أنت حريتنا جميعا . لا شك بأن زمان القهر علمك أن تقهر الناس ,لاشك بأن الذئاب التي نهشت لحمك علمتك أن تعض وتأكل أيضا . تأتيني بجرعة ماء ,وبكسرة خبز شكرا لك أيها الجلاد .الألم صديقي ,عندما أشعر بالألم هذا يعني بأني حي ,وبأني على الموقف الصحيح , الأنبياء أيها الجلاد رجموا بالحجارة ,عذبوا وتم اغتيالهم ,لأنهم أروع الناس ولأن العدل مثل ضربات الفلاح القوية الذي يقتلع الحشائش الضارة .. (شجرة الحرية يجب أن تسقى بدم الطغاة والوطنين ).. ألا تزال تعذبني أيها الجلاد ,هذا الجسد ليس له ذنب فما هو إلا عظام ولحم ولكن الفكرة في داخلي , ألا تراني أبتسم سعيدا ؟. ليقيني بأنك لن تصل إليها . الجماهير سوف تأتي مثل الطوفان ,سوف تحرر جثتي من الأغلال ثم سوف أدفن تحت الشمس أرتوي بالدموع وبدعوات الرحمة . تمت .. طلال الطيب [email protected]