لعب الهلال شوطاً رائعاً أمام نيل الحصاحيصا بالأمس قدم خلاله كل فنون الكرة تقاربت الخطوط خلال شوط اللعب الأول وشهدنا تنويعاً في اللعب ووضعاً للكرة على الأرض وتهديفاً من مختلف المسافات. سجل تراوري هدفين جميلين وقدم تمريرة ولا أروع لكاريكا ليسدد الأخير بكل قوة فترتد الكرة من الحارس محمد كمال ليضعها إيكانغا بكل هدوء في المرمى. إيكانغا تفوق على نفسه وقدم تمريرة جميلة لزميله تراوري على طريقة لاعبي برشلونة ( مع حفظ المقامات والفوارق الكبيرة بالطبع ).. قدم تراوري شوطاً رائعاً أظهر خلاله مهاراته في التهدف وصناعة الأهداف، ولم يخطي فيه سوى في تلك الكرة التي راوغ فيها محمد كمال وهدف خارج المرمى. أضاع تراوري تلك الفرصة لأن سيطرته على لكرة منذ الوهلة الأولى لم تكن سليمة حيث ارتطمت الكرة بقدمه الأخرى، وفرض عليه تأخره ذاك أن ( يطول) الكسرة من محمد كمال، وبعد ذلك ضاقت عليه الزاوية ولا أدرى لماذا استعجل وهدف من ذلك المكان رغم أنه كان يملك المساحة والوقت للعودة للوراء قليلاً ثم التسديد بعد ذلك. نظراً للضغط الشديد الذي مارسه لاعبو الهلال على منافسهم وتركيزهم الشديد في هذا الشوط توقعت أن ينتهي اللقاء بعدد وافر من الأهداف. لكن فاجأنا غارزيتو بتغييرات غير موفقة قلبت الأمور رأسا ً على عقب. فما أن يحضر خليفة إلا وتحضر معه الخرمجة والهرجلة. ورأيي الشخصي أن المكان الأنسب لخليفة أن يجاور مدربه وبقية أعضاء الجهاز الفني على الكنبة إلى أن يغادر كشف الأزرق. جميل ألا يعتمد المدرب على 11 لاعباً فقط، وأن يجري تغييرات خلال مثل هذه المباريات لكن ليس بهذه الطريقة يا غارزيتو. ولو أن لاعبي النيل امتلكوا المزيد من الجرأة والتركيز كان من الممكن أن يعادلوا النتيجة. بعد انتهاء شوط المباراة الأول استمعت لما دار في الأستديو التحليلي لقناة النيلين وأعجبت بفكرة الاحصائيات والرسومات التي قدمها مرافق الدكتور قاقرين في الأستديو الشاب أيمن. جيد أن يستمر في تقديم مثل هذه الإحصائيات والرسومات، شريطة ألا تكون هذه الرسومات مجرد ( خمة ) لأنه بالأمس كان يهيم في واد آخر غير وادي الشوط الأول الذي حدثنا عنه. قال أيمن أن الهلال لعب جيداً خلال ذلك الشوط لأن غارزيتو أشرك ثلاثة محاور بدلاً عن محورين كما حدث في مباراة مريخ الفاشر. وهو ما ناقضه قاقرين حيث أوضح الدكتور أن غارزيتو يلعب بثلاثة مدافعين وطرفين وليس محورين كما خُيل لأيمن، وهذا هو الفرق دائماً بين من لعب الكرة ومن ينظرون حولها دون تجارب سابقة. بعد نهاية المباراة أسهب أيمن في الحديث عن التحولات التي حدثت في لعب الهلال وقال كلاماً كثيراً عن تأخر فلان وتقدم علان، والواقع أن سوء الأداء في شوط اللعب الثاني سببه الرئيس هو التغييرات غير الموفقة لغارزيتو وليس أي شيء آخر. الهدف الوحيد الذي سجله مهاجم النيل شعيبو جاء نتيجة خطأ كبير ومألوف جداً من المعز. دار حديث طويل داخل الأستديو التحليلي عما إذا كان شعيبو قد قصد توجيه الكرة نحو المرمى أم أنه أراد أن يعكسها، وبدلاً عن كل تلك التكهنات كان يفترض أن يتم التركيز على السبب الذي جعل الكرة تعانق الشباك، خاصة أنهم رجحوا احتمال أن يكون المقصود عكس الكرة وليس تسديدها في المرمى. لو التزم المعز بالوقوف في مرماه لما ولجت الكرة الشباك سواءً قصد شعيبو عكسها أم تسديدها في المرمى، وهذا هو المهم والمطلوب سماعه من المحللين. تحسن أداء النيل في الشوط الثاني ومرد ذلك بصورة جزئية لتغييرات غارزيتو التي أضعفت أداء الهلال. نتمنى أن يدرك غارزيتو أن تغييراته غير الموفقة هي التي منعت لاعبيه من تسجيل المزيد من الأهداف أو تقديم نفس المستوى الذي ظهروا به في الشوط الأول. لأن الهلال إن سار على نهج الشوط الأول من مباراة الأمس سيكون له شأن كبير. o نقطة أخيرة: شاهدت بالأمس إعلاناً لصحيفة رياضية جديدة في طريقها للصدور تحت اسم " الأسياد". استوقفني كثيراً هذا الاسم غير الجميل وصفقت يداً بيد عندما علمت أن رئيس مجلس إدارتها هو الصحفي الذي عندما سمعت اسمه لأول مرة كنت طالباً في المرحلة الإبتدائية. محي الدين تيتاوي نقيب الصحفيين وصاحب الخبرات الطويلة في مجال الصحافة بصدد إصدار صحيفة تحمل اسم ( الأسياد)!! أسياد منو؟! اسم غير مقبول من وجهة نظري الشخصية، واستغرب كيف أجازه مجلس الصحافة والمطبوعات في بلد يعاني من التعصب الذي أوشك أن يتسبب في كوارث خلال العديد من المناسبات. ألا تتفقون معي في غرابة فكرة أن يتولى نقيب الصحفيين رئاسة مجلس إدارة صحيفة ذات لون واحد معلن وواضح؟! صحيح أن الصحيفة تضم العديد من الأقلام الجيدة، لكن لم اتوقع من رجل في عمر وخبرة تيتاوي رغم اختلافي مع توجهاته السياسية أن يركب الموجه بهذا الشكل ويرأس مجلس إدارة صحيفة بهذا الاسم لمجرد أنها ستستقطب أعداداً كبيرة من أنصار الأزرق. وأعيد السؤال: إلى متى يسعى معظمنا للتكسب على حساب كياناتنا الكبيرة؟! ومتى نفهم أن هذه الكيانات تنتظرنا أن نقدم لها لا أن نأخذ منها ونتركها تعاني كا يحدث للناديين الكبيرين حالياً! [email protected]