خارج السياق Wednesday, March 6th, 2013 اكدت مديرة البرنامج القومى لمكافحة الدرن هبة كمال ان نسبة اكتشاف المرض بلغت 56% فى السودان بثباتها منذ العام الماضى .وعزت ذلك الى عدم اكتشاف حالات جديدة نسبة لعدم استقرار الكوادر الطبية وهجرتها وقالت ان الخرطوم سجلت اعلى معدل اكتشاف حيث بلغت ( 6 ) ألف حالة حسب منظمة الصحة العالمية بان من بين كل (100) ألف مواطن (119) حالة من السكان وقالت ان ولاية شمال كردفان اقل نسبة فى انقطاع العلاج وذلك لتقديم الغذاء مقابل العلاج . الجريدة 5 مارس 2013. الاصابة بالدرن يمثل خلاصة سياسة (تمكين ) الفقر وسوء التغذية , الخريطة العامة فى العاصمة الخرطوم تشير لارتفاع البنايات وتمدد ( المولات المترفة ) وتسابق السيارات العالية السعر فى شوارع الاسفلت , هذه الصورة شديدة الوجاهة لم تستطع ان تخفى الصورة الحقيقية مكتملة الملامح التى قادت للدرن وسوء التغذية وارتفاع معدلات الوفيات وسط الامهات والاطفال , اذا امعنا النظر فى تلك الصورة لوجدنا انها مترابطة ..حرمان من حق العمل بالتشريد وازالة مواقع العمل وارتفاع تكلفة تسيير اى عمل خاص وهضم الحقوق وارتفاع تكاليف السكن والعلاج والتعليم انها دوامة مفزعة تقود مباشرة لتقليص الوجبات لواحدة شديدة الفقر هذا هو حال الاغلبية . فى دوامة الفقر الغذائى لا احد يتوقف ليتمعن فى تاريخ صلاحية , بعض اشهر المحال التجارية فى الخرطوم لاتتورع عن عرض مواد غذائية باسعار زهيدة تاريخ صلاحيتها شارف على النهاية , يتدافع عليها المحسوبون (على الطبقة الوسطى ) المهم الحصول على وجبة باى شكل , والبعض يبحث عن لقمة فى بقايا المطاعم والمناسبات الاجتماعية . انه وضع مؤلم تبتذل فيه كرامة الانسان فى اشد الامور حساسية لدى السودانيين وهو الطعام .ويكفى ان الغذاء تبدل حاله من حق (لايخضع لنقاش) لوسيلة اغراء لتغيير مواقف ( التعليم مقابل الغذاء والعلاج مقابل الغذاء ) بتنا فى زمن المقايضة بالحقوق ..انه زمن الانقاذ ...الدرن واهدار الكرامة . الميدان