* وما سُميَّ عادل إمام (هلفوتاً) في الفيلم الذي يحمل مفردة عنوان كلمتنا هذه إلا لأنه كان كذلك.. * وما كتبنا كلمةً إبان زيارة (المخلوع) حسني مبارك لبلادنا بالعنوان هذا نفسه إلا لأننا- نحن الصحفيين- عوملنا كما يُعامل (الهلافيت!!).. * ولأن منا من أبى أن يمشي في طريق (الهلفتة) إلى نهايته فقد انسحب (احتراماً لنفسه!!).. * وأذكر من الذين انسحبوا هؤلاء- ومنهم كاتب هذه السطور- رئيس تحرير «الرأي العام» آنذاك أستاذنا إدريس حسن.. * أما (المحترمون) من زملائنا المصريين فقد كانوا يرافقون رئيس بلادهم (الحجل بالرجل).. * فاشقاؤنا بشمال الوادي صاروا يرفضون لأنفسهم أن (تُهلفت) في وقت قلت فيه حساسية إخوان لهم- جنوباً- إزاء الصفة هذه.. * ولعل ما حدث من تلقاء حارس المريخ الحضري بمطار لواندا- قبل أيام- خير دليل على صحة هذا الذي نقول قياساً إلى زميليه الذين رضيا ب(ملطشة) مداها الزمني سبع ساعات بالتمام والكمال ومعها (حبسة!!).. * وعند هذه الفقرة من كلمتنا يتلقى جوالي اتصالاً- في مصادفة عجيبة- يقول فيه من رفض إفصاحي عن اسمه: (والله بقينا ملطشة يا أستاذ).. * أما (الملطشة) هذه التي أشار إليها مهاتفي فكانت (تأخيراً) لساعات عدة بمطار دولة ما إلى أن جاء من (الداخلية) ما يفيد بأن المذكور (سوداني صالح!!).. * والسوداني (الصالح) هذا- من وجهة النظر (الأمنية) الخارجية هذه- قد يكون محض (هلفوت!!) في بلده.. * فهو لا تُقضي حوائُجه- إن لم يكن ذا مال أو ظهر أو سطوة- إلا ب(إذلال!!).. * ثم هو- إن كان حاله كذلك- عرضة إلى أن (يُطرد) إبنه من المدرسة.. * وعرضة إلى أن يُجرجر إلى المحاكم بسبب (الضرائب!!).. * وعرضة إلى أن يُحبس جراء رسوم (النفايات!!).. * وعرضة إلى أن يموت له عزيز- أو هو نفسه- إن لم يكن بجيبه (مال العلاج!!) في حال المرض.. * وحين أشرنا إلى حكاية المشافي هذه (بالذات)- يوم الأول من أمس- ما كنا ندري أن هنالك (حالة) تؤكد الذي نقوله هذا في تلكم الحظات.. * فقد أبرزت صحف البارحة مأساة إمرأة ماتت بعد أن رفض المشفى إجراء عملية قيصرية لها ما لم (تسدد الرسوم!!).. * وعندما يرضى الغالبية من شعب ما ب(الهلفتة)- تحت مسمى (المقسوم)- يكون مصير أفراده مثل الذي نتحدث عنه هذا.. * ولن تتوقف ممارسة (الهلفتة) على (الهلافيت) ما لم تُستنهض في الأنفس (عزة نفس) طالت لحظات (نومها!!).. * أي أن (يحترم!!) كل واحد (نفسه) مثلما فعل عصام الحضري قبل أيام.. * و(عزة نفس) الحضري هذه- بالمناسبة- مستمدة من ممارسة جمعية لإحترام الذات في مصر(الثورة) الآن.. * فعلى خلفية (أخونة!!) نحو (13) ألف وظيفة قيادية- خلال فترة وجيزة- استشعر المصريون خطراً على (آدميتهم!!) فانتفضوا صائحين: (ولماذا ثرنا إذاً؟!).. * فنقترح على إخوتنا المصريين إذن- عقب نجاح ثورتهم (الثانية)- أن يهدونا آلاف النسخ من فيلم (الهلفوت!!).. * فعل وعسى أن يكون بمثابة (المرآة!!) لكل واحد منا !!!!!!!!! آخر لحظة [email protected]