صحيفة يومية نشرت بالأمس موضوعين يرسمان مشهدا لا يسر عن خلفَية اجتماعية شديدة البؤس لحكم الانقاذ، الموضوع الأول يشير إلى هيمنة مؤسسات نظامية على أندية كروية، والموضوع الثاني عن مقابلة مع مواطنة تدعي(عشُرة تجمعها مع الجن منذ سنوات) ....الموضوعان تمددا بطول وعرض الصفحات بالصحيفة بكل ارتياح، من الوهلة الأولى قد يبدو أن لا رابط بين الموضوعين لكننى نظرت فاذا أكثر من رابط ، وأول ما يتبادر للذهن سؤال: ترى ماهو السر وراء اهتمام المؤسسات النظامية بالأندية الرياضية ؟ قد يقول قائل هي ظاهرة قديمة تظهر بشكل سافر إبان الأنظمة الدكتاتورية، التي تحاول أن تملأ الفضاء بين الدولة والمجتمع بوجودها غير المرغوب، لكن في زمن الانقاذ تظهر تلك الرغبة بعمل ممنهج لتضَييق الخناق على المجتمع، بحيث يصرخ: أنا السلطة والسلطة أنا. والهدف واضح هو التدجين، بحيث تقام الحواجز أمام أي ثغرة للثورة على الأوضاع، إنه أمر أشبه بالأطباق، بعض الصحف تَروج للظاهرة بأن تلك المؤسسات مترعة بالرحمة تجاه الرياضة وأنديتها، بينما هي محاولة من تلك المؤسسات لتعزيز سطوتها، ولتصبح محبوبة من قبل عشاق كرة القدم. الموضوع الثاني عن (الجَن حَلال العُقد والمشبوك) في زمن الأزمات الاقتصادية وتنصل السلطة عن واجباتها الاجتماعية، يصبح الوهم هو الملاذ، تَروج لذلك صحيفة مقروءة متناسية مسؤوليتها الاجتماعية التي تلزمها أن لا تكون بوقاً لما من شأنه تغييب الوعي، إنه المشهد الخلفي لسلطة الانقاذ، حيث الدمار يسري كالنصل في جسد المجتمع بنعومة الفاعل الذي يتدثر بالدين والمال لتحسين وجهه وإخفاء هدفه ويا له من هدف. المعارضة للقمع السياسي والاقتصادي وحدها لاتكفي ، لابد من الاهتمام بالشأن الاجتماعي والثقافي، تلك الباحة التي لا نوليها حقها الكافي من الاهتمام والدراسة والتحليل، وحسب المرئى من المشهد هي باحة تكشف بكل شفافية مدى الخراب الذي أصاب حياتنا الاجتماعية، ومدى تغلغل السلطة وخطابها وتأثيرها على نوع وشكل الحياة الاجتماعية، وهو تغلغل يعبرعن نفسه بالسيطرة المادية والمعنوية ...ماذا نحن فاعلون ؟ الميدان