يبدو ان ضمير وزارة تنمية الموارد البشرية دون غيرها من الوزارات قد إستيقظ فجأة وقرر سراً ومن غير إعلان التوبة والإقلاع عن ما عُرف بمال التجنيب الذي هو من دماء الشعب المغلوب على أمره واللجوء لمصادر أخرى تؤمن للوزارة عائداً سريعاً يغطي النفقات الخاصة بملاّك الوزارة ..و لربما لا يكون الأمر توبة وإنما بسبب تدني الدخل عقب إعلان سياسة التقشف وتدهور الأحوال الإقتصادية وعدم توفر ذلك المال السائب الذي كان يدخل الجيوب بلا حساب وعليه فإن البحث عن مصدر آخر يضمن إستمرار تلك الرفاهية وتلك البحبوحة يصبح أمراً لا بدّ منه فكانت الجهود والسعي الحثيث الذي أثمر عن تلكم الفكرة المستوحاة من مقولة شعبية قديمة..( ...إن تابت ...) وعليه فقد كان ذلك الإعلان إعلاناً عن البدء في ممارسة ذلك النشاط الذي سوف تصبح الوزارة المذكورة بموجبه وزارة لتعرية الموارد البشرية .. و على وجه الخصوص تعرية الجنس اللطيف.. فيأتي الإعلان في الصحيفة التي علاقتها بالنظام كعلاقة إسرائيل بأميركا ..الإبنة المدللة التي تفعل ما تفعل وتكتب ما تكتب وتقول ما تقول وتعلن ما تعلن دون أن تطالها يد رقيب أمني او ان تُحجب او يُصادر لها عدد كما هو الحال بالنسبة للصحف الأخرى.. البلد بلدنا والحكومة حكومتنا والزارعنا غير الله يجي يقلعنا.. صحيفة محسوبة على نظام إسلامي أتى لرفع لواء الإسلام وحفظ كرامة الإنسان كما يدّعي فكان على صفحاتها مثل هذا الإعلان الإباحي .... جميلة..طويلة..بشرة غير داكنة..العمر 21 إلى 35 سنة .. 3 صور ملونة تظهر الشكل من الرأس للقدم.. خالية من العمليات الجراحية.. والأخيرة هذه تثير التساؤل !!... فإذا كان المقصود عملية جراحية على الوجه فهذا أمر يتعارض مع الشرط الأول وهو جمال الشكل فبالتالي لن تتقدم متقدمة بطلبها إذا كانت تعاني من مثل هذه العاهة لعدم توفر الشرط لديها .. إذن يكون القصد عمليات جراحية في أجزاء أخرى من الجسد غير ظاهرة سواء في البطن او الظهر او الأرداف او الثدي او حتى عمليات الختان وهذا مايبعث على التعجب فما شأن صاحب العمل بكل هذه الأجزاء من الجسم مالم تكون الغاية امور أخرى غير المُعلن عنها.. امور تعرض المتقدمة بطلبها للوظيفة لكشف جسدها بل عورتها لطرف آخر !! وهنا تكون الوزارة قد تحوّلت مهامها من خدمة الفرد وحفظ كرامته إلى خدمة أفراد في الخارج وإهانة أنسان الداخل من الجنس اللطيف وما أفظعها من إهانة .. تمييز عنصري وعهر مُعلن في واحدة من كبريات الصحف وأكثرها حركة وحرية.. صحيفة يملكها حماة الدين ! أتساءل هنا كما يتساءل غيري : ناس النظام العام ويييييين ؟!! .. اين دورهم وأين سياطهم التي كانت تلحي ظهور فتيات إرتدين بناطلين او لم يضعن الطرحة على الرأس او وضعن المكياج على الوجوه بشكل صارخ او كنّ يسرن لوحدهن ذات مساء !!؟... أين سياطهم ومركباتهم التي تحمل المخالفات إلى أقسام التأديب وتقويم الأخلاق وأخلاق مؤسساتهم الرسمية قد وصلت إلى هذا الدرك وباتت تدعو إلى الرذيلة على صفحات الجرائد وتعلن عنها ... أين مقص الرقيب الذي كان ومازال يفرض على الصحف حذف موضوع يتعرض صاحبه لقضية فساد مالي مارسه أحد المسؤولين او جريمة كان لأحد المتنفذين يد فيها او الخوض في موضوع لا يرغب أدنى أفراد النظام مرتبة الخوض فيه من قبل العامة ... لماذا لا يحملون سياطهم الآن وتتوجه مركباتهم تجاه مبنى تلك الوزارة ومكتب تلك الصحيفة !! من يستحق ان يُجلد فتاة إرتدت بنطال وكشفت عن شعرها ام وزارة تدعو للكشف عن عورات بنات الوطن وصحيفة تروّج بخط عريض لكل ذلك !! لن يفعلوا ذلك بالطبع وليس في مقدورهم حتى مجرّد الإقتراب فالعهر خشم بيوت !! [email protected]