الأزمة السودانيه والتى تتصاعد بوتيره مريعه لتصل سنامها ومن ثم يحدث الزلزال الذى ظهرت بوادره عيانا بيانا . هذه الأزمه تتكون من ثالوث هو المتسبب الرئيسى لما وصل اليه الحال فى السودان اليوم وعلى كل ضلع من اضلاع هذا الثالوث ان يتحمل مسؤليته التاريخيه عما هو حادث ونتائجه الكارثيه ان لم ينحنى الجميع دون استثناء للعاصفة الهوجاء القادمه والتى ستقتلع الجميع من اعماق جذورهم بلا هواده هذا الثالوث يتكون من حزب المؤتمر الوطنى المهيمن على مقاليد السلطه المعارضه السياسيه السلميه المعارضه المسلحه بعد ان تناولنا ما يلى كل من المؤتمر الوطنى والمعارضه السلميه وهى القوى التى تنادى بالتغيير السلمى للسلطه او ما يطلق عليه الجهاد المدنى نتناول اليوم المعارضه المسلحه وهى التى آثرت حمل السلاح وشن الحرب على النظام القائم بتتبعنا لمسيرة إدخال العنف فى العمل السياسى السودانى الذى جبل على التسامح نعنى هنا تحديدا العنف المسلح فى ظل الانظمه الحاكمه بعد الاستقلال فنجد ان جذوته بدأت مع اشراقات فجرالاستقلال وقبيل ظهور خيطه الأبيض من الاسود بالتمرد الذى حدث فى توريت وقتل فيه عدد من الشمالين موظفين وتجار ثم تطور الامر الى ان ظهرت انيانيا وانيانيا 2 واخيرا الحركه الشعبيه لتحرير السودان التى انهت المسلسل بنيل مرادها واخذت جمل الجنوب بما حمل . وهذا للحقيقه والتاريخ امر مخطط له منذ ان سن الاستعمار البريطانى قانون المناطق المقفوله وبكل اسف لم يفطن له ساسة الشمال بعد الاستقلال بل وعلى وجه الدقه علموا به وتجاهلوا امر اخذه بالجديه المطلوبه مما حفر عميقا فى الذاكره الجنوبيه مجرى عدم الثقه فى الوعود الشماليه اتجاه الجنوب ولم يقتصر العنف المسلح فى العمل السياسى على الحركات الجنوبيه بل كانت هناك انواع من العنف المسلح وضد انظمه ديمقراطيه مثل حوادث مارس الشهيره عندما تم جلب الانصار بحرابهم الى الخرطوم لافساد زيارة اللواء محمد نجيب ثم العنف الدموى ابان حكم نميرى المتمثل فى حوادث ودنوباوى والجزيره ابا و بعده ما سمى بالمرتزقه وهذه كانت بداية التدخل الخارجى فى الشأن السودانى مما ادى لاعاقة مسيرة الحكم بعد الانتفاضه عندما طالبت الجهات التى مولت المعارضه بسداد فواتير ودين مستحق بالتدخل فى الشان الداخلى للحكومه المنتخبه منها الغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر وخلافه من قرارات تمس السياده الوطنيه وما بين هذا وذاك كانت القرصنه الدوليه بعد حركة هاشم العطا التى دفع الحزب الشيوعى ثمنها غاليا وصفى من خلالها القذافى حساباته معهم وتبع ذلك تلك الدماء البرئيه التى سالت فى غرف بيت الضيافه بخسة وغدر ممن ارتكب تلك المجزره وقبل مجىء الانقاذ بدأت بوادر ازمة دارفور مما اجبر حكومة الصادق تسليح الموالين له للقضاء على بوادر تلك الحركه وعند مجىء الانقاذ شمل الحريق الجميع فكانت العدل والمساواة عقب ما سمى بالمفاصله وقادها امير المجاهدين ابان العشر الاوائل للانقاذ الراحل د/ خليل ومن بعد انفصلت وتفرعت كالاميبيا حركات التمرد من صلب العدل والمساواه باسماء حركة عبدالواحد ومناوى ووو ساهمت اتفاقية نيفاشا بتوسيع دائرة التمرد ضدالسلطه الحاكمه وكانت رسالة الحكومه انها لا تتفاوض الا مع الاقوياء وحاملى السلاح لقد دفع الشعب السودانى غاليا جدا تهور ساسته ولجوئهم للحوار بالسلاح وراح ضحية ذلك اجيال من الاطفال والقصر والشباب بجانب العجزه والنساء الذى وقع عليهم العبء الاكبر نفسيا وجسديا ومهما كانت مردودات تلك الحركات ونتائجها فانها لا تساوى ثمن ما دفعه شعب تلك المناطق لانهم فى النهاية ملزمون بدفع ثمن الحرب موتا ودمارا وتشردا وثمن السلم ضرائب لاعادة الاعمار وثمن راحة الحكام الجدد فى اقتسام او نزع الكعكة كلها كما حدث فى الجنوب وكانت بروفته العمليه عندما استكان مناوى بازيز مكيفات القصر بعد ابوجا ألم يطالبوا من قبل وبدون مزعة خجل بثمن نضالهم من تحت قبة برلمان ما بعد الانتفاضه ولم يحسبوا حسابا للرعاع الذين عليهم الموت فى سبيل راحة سادتهم وقادتهم من كل قبائل العبث السياسى بل ويطالبونهم بسداد ثمن نضالهم الذى اصلا لم يطلبه منهم احد لان الشعب هو الذى قرر بارادته انهاء ديكتاتورية نميرى وقبله عبود ، إنه عبث حد الاستفراغ يمارسه بساديه من نصبوا انفسهم قاده يكنكشون فى كراسيهم لما بعد ارزل العمر والان يستمر مسلسل العنف واعادة انتاج ماقبل نيفاشا واشتعال جبهة ما سمى بالجنوب الجديد وبقيادة نفس من كانوا فى السلطه ولم يقدموا من خلالها ما يحفز الناس بالانضمام لهم حيث كانوا فى عسل سلطانهم يتمرغون وشعبهم من تحتهم يتلمظون ويتمرغون فى وحل الفاقة والعوز تائهون ولذلك لم يحضرون عند الموعد المضروب فى أب جنزير لانهم بعمائلهم مجنزرون الحقيقه المره ان الجميع دون استثناء اكرر دون استثناء لهم دور فى ما آل له الوضع السودانى اليوم والحقيقه ايضا ان حكام الاسلام السياسى لهم القدح المعلى فى ذلك ومهما كانت نسبته الا انه لن يسجله التاريخ انه مسوغ للاخرين جر السودان لحالة ال (ببح) اى التلاشى والتبخر ورغم كل ذلك فان هناك طاقة ضوء فى نهاية النفق الشديد الظلام وهذا موضوع حلقتنا القادمه باذن الله. [email protected]