في ظهر الأحد 16 سبتمبر من العام الماضي استقبلت مصر الرسمية (مجرم الحرب السوداني) البشير بالرغم من المناشدات الدولية بعدم استقباله وعزوف كثير من احزاب مصر عن لقاء المجرم . حيث تمت الزيارة رغم أنف دعوات منظمة العفو الدولية لمصر بعدم استقبال البشير لصدور مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحقه. وكانت المنظمة قالت قبل يومين من الزيارة: إنه في حال استضافة مصر للرئيس السوداني فإنها ستصبح - حسب تعبيرها - ملاذا لمقترفي المذابح . وكانت تعبيرات صادقة وقوية قالها القيادي المصري أيمن نور إنه يرفض لقاء البشير وقد اعتذر مع آخرين من الأحزاب عن لقائه وعبر عن اندهاشه من توقيت زيارته لمصر. وأردف أيمن نور القيادي في ثورة 25 يناير المصرية، ورئيس حزب غد الثورة: يجب أن يتم النظر إلى زيارة الرئيس عمر البشير إلى مصر بنظرة مختلفة نتيجة لسياسته الأخيرة في السودان، والتي ترتب عليها وجود دماء غزيرة لأبناء الشعب السوداني، ونرحب بزيارة أي مسئول سوداني، ولكن أرفض البشير، لأن له وضعية أخرى، مشيرا إلى أنه اعتذر عن مقابلة البشير احتراما للشعب السوداني . و إبان الزيارة المذكورة للمجرم السوداني البشير إلي مصر يحفظ التاريخ للسيد : مارك مارزينسكي، مدير بحوث العدالة الدولية والسياسية، في المنظمة، إنه قال «إذا رحبت مصر بالبشير، فستتحول إلى ملاذ آمن لمرتكبي الإبادة الجماعية المزعومين»، مشددًا على ضرورة «عدم سماح مصر للبشير بدخول أراضيها، وإلقاء القبض عليه إذا وصل». ولفت مارزينسكي إلى أن «الرئيس محمد مرسي في خطابه الأول قال إن مبادئ مصر وهويتها سوف تحترم القيم الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بالحرية وحقوق الإنسان، فكيف يمكن الآن أن يضع يده في يد الرجل المطلوب لارتكابه جريمة الإبادة؟». في حينها ضربت مصر الرسمية كل الرجاءات والدماء التي أُفرقها المجرم البشير من أجساد السودانيين ومازال. ظهر ذلك في البرود والفتور الدبلوماسي الذي استقبلت به مصر الضيف (تقيل الظل) حيث استحي رئيسها من استقبال الضيف بمطار القاهرة الدولي وفق ما تقتضيه (البروتوكولات) الرسمية في عرف الدبلوماسية، وكان لقاءه بالرئيس المصري بمقر الاخير ولفترة قصيرة جداً. وبالرجوع لحديث السيد مدير بحوث العدالة الدولية والسياسية بمنظمة العفو الدولية نخلص إلي هل ان مصر الرسمية أرتضت أن تكون (ملاز آمن لمرتكبي الابادة الجماعية) ؟. حيث ان زيارة مجرم الحرب إلي مصر تزامنت مع رفض كثير من دول المنطقة إستقباله بل وأعلنت علي المستوي الرسمي انها سوف تقبض عليه حال دخول أراضيها. ربما ظنت عصابة الخرطوم أن حكومة مصر (الإخوان) سيكونون لهم ملازاً آمننا وخط دفاع في مواجهتهم مع المجتمع الدولي بعد ان انفضت من حولهم كثير من الحكومات الوطنية. ولكن علي مجرمي الخرطوم (الذين يدعون تمسكهم بالنهج القرآني) أن يعلموا أن (إخوان مصر) وصلوا إلي قصر الرئاسة عن طريق الانتحاب (مع وجود معارضة شرسة في مواجهتهم الآن). هذا الوصول (الديمقراطي) إلي كُرسي السلطة يضع عليهم إلتزامات بعدم موالاة الدكتاتوريات والوقوف في صفها ضد إرادات شعوبها. ولكن الأمر الذي يدهش المراقبين لعلاقات البلدين ما ذكره الدكتور محمد نوري استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الذي قال: رغم تحذير كثير من المصريين لحكومة مرسي بعدم اقتفاء أثر حكومة البشير إلا أن ذلك لم يمنع حكومة الحرية والعدالة من الانفتاح على الخرطوم. ويذهب نافع علي نافع (أحد أبرز المشبوهين بمحاولة إغتيال الرئيس المصري عام 2005 ، بجانب علي عثمان طه) إلي إن السودان «لن يجعل من قضايا الحدود الخلافية قضية تشغل مصر الآن، لأنه يرى أنها تتصدى لقضايا كبيرة جداً، وأنه سيدرس لاحقاً هذه الخلافات في إطارها وحجمها، ونسبتها إلى المصالح الكبرى بين الشعبين!!. من سخرية الاقدار ان تورد قناة (الشروق) السودانية قبل يوم واحد من زيارة الرئيس المصري إلي السودان خبراً مفاده ان الولاياتالمتحدة تحتج علي التضييق علي الحريات في مصر وذلك بعد إعتقال حكومة مصر للدكتور باسم رأفت. (إنتهي الخبر ) والمذكر هو الاعلامي المصري الشهير باسم رأفت محمد يوسف (طبيب جراح مصري ومقدم برامج سياسية الساخرة). اشتهر عبر تقديم برنامجه (البرنامج) على قناة أون تي في قبل الانتقال لقناة سي بي سي في نوفمبر 2012 م لتقديم ذات البرنامج. يحاكي البرنامج الذي يقدمه يوسف البرنامج الأمريكي العرض اليومي الذي يقدمه الإعلامي جون استيوارت. عتقل واطلق سراحه بعد التحقيقات مباشرة، والآن يعد للحلقة القادمة مع فريق عمل البرنامج. غدا تترجل أقدام الرئيس المصري د. مرسي بأرض مطار الخرطوم في زيارة أعدت لها حكومة الخرطوم لجان خاصة ذلك لندرة زوار البلد الذي أصبح جُل قادة نظامه مطلوبون للعدالة الدولية بسبب إرتكابهم أو أمر الآخرين بإرتكاب جرائم الابادة الجماعية والاغتصاب ونهب الممتلكات والتهجير القسري لآلاف السكان ، هذه الزيارة التي لم يرض عنها كثير من سياسيي مصر ناهيك عن اللعنات التي تطلقها الارامل وأرواح أكثر من 300 ألف قتيل وحوالي 3 مليون لاجئ ونازح ، تُري ماذا تقدم هذه الزيارة للشعب المصري الذي يعيش أزمات أمنية واقتصادية كبيرة ؟ وبماذا ترمق عيون الزوار جُثث القتلي الين قتلتهم أيادي المجرم البشير وانها ذات الأيادي التي ستصافح الدكتور مرسي غداً؟؟. هل تُراه سيقف مع إرادة الشعوب كما قال في أول خطاب له إبان توليه كرسي السُلطة في مصر الحبيبة أم أنه ذاهب لنقل تجربة رصيفه البشير ؟ . صلاح سليمان جاموس [email protected] جمعية الصحفيين السودانيين بمصر