للطرب الجميل ألق خاص ومساحة فرح وبهجة داخل وجدان المتلقي وخاصة عندما يكون خارج حدود الوطن وهو يحمل الوطن في حدقات العيون ، ويحنو لذرات ترابه وكل معالمه التي تسكن في الحنايا ، وللماضي والزمن الجميل الذي كان للفن دوره في إبراز مغني رائع يحمل كل صفات الفنان الأصيل ، وهي الصوت والأداء والإلتزام باختيارالكلمة واللحن والتطريب المكمل لهذا العمل والممزوج بالروح الجمالية للفنان التي تجمل هذا الألق ليجذب المستمع والمشاهد ويظل في ذاكرته عبر الازمنة والأمكنة ،،،، وهذا ما أثبته لنا الفنان الرائع عبدالوهاب الصادق عبر مسيرته الفنية الثرة واختياره لدرر شعراء كبار أمثال / الشاعرعبدالرحمن الريح والشاعر والملحن القدير / عوض جبريل والذي كان يجمل أعماله ويكملها باللحن ويسلمها للمغني جاهزة نصاً ولحناً ، ثم محمود فلاح الشاعر والملحن والمؤسس لدار فلاح لتطوير الغناء الشعبي والتي كان عبد الوهاب أحد ركائزها المتينة والقوية وغيرهم من عمالقة الكلمة في ذاك الزمان المتوهج ،،،، ظهر عبدالوهاب في فترة كانت سائدة فيها الكلمة الجميلة التي خلدت في أذن المستمع السوداني من عمالقة الطرب الأصيل ولكن عبدالوهاب أثبت بأنه فنان موهوب يمتلك مقومات الفنان الرصين وله منهجه الخاص ومدرسته وبخطي ثابته سار عبدالوهاب وأحدث ضجة في ميادين الطرب بالعاصمة القومية ومراكزها وبيوت الأفراح ، وهو اليافع الآتي من منطقة أبوقوته متشبعاً بروائع الجمال والخضرة ونفحات دلال الريف الثر بكل القيم والثقافات العالية والشجن مما أخاف منافسيه وقتها وأصبح كل الأسبوع يكون برنامجه مليئاً بالحجوزات و لتحديث الأغنية الشعبية أدخل آلة البيز ليضيف لصوته ذوالأبعاد المدهشة ألقاً وبعداً آخر مما رسخ فنه في وجدان المستمع والمشاهد وعبرالعصور تجده حاضراً ولكل الأجيال ،،،، ليلة الخميس الماضي وعلي قناة النيل الأزرق كان حضور الفنان عبدالوهاب الصادق وحرمه الزهراء ورفيق دربه الشاعر الكبيرعبدالله شرفي والأستاذ أحمد محمود فلاح عشنا سهرة جميلة والتي صدح فيها البلبل الواعد والرزين حسن شرف الدين بأغنيات عبدالوهاب الصادق وأعادت لنا أيام الفن الرائع والجميل ولكن برغم البهجة والسرور التي عشناها هنالك لحظات حزن تنتابنا عندما ننظر للفنان عبدالوهاب الصادق وهو يحاول أن يعيد لصوته نبراته العالية وتيهه لكي يعاود الغناء من جديد وهو يتابع بكل شغف وحرقة وألم أقعده عن مسيرته الخالده وجمهوره التواق فترة ليقف مشواره متكأ علي ماضي من أروع ما يكون وشاهدعليه الفنان شرف الدين وهو يتغني له ويذكره بالماضي التليد وعنفوان صباه وهوالآن حبيس ظروف وأقدار ليس له يد فيها والمقدر لابد يكون ،،،، نسأل الله له باللطف وأن يكسيه ثوب الصحة والعافية وأن يعيد له ذات الصوت الفريد والراسخ في مخيلة المستمع السوداني ، والذي عاش معه زمن من أروع الأزمنة وها هو يعيد لنا حلاوة اللقاء والبهجة ونحن أحوج ما نكون لها ورسالتنا لوزير الثقافة بالدولة أن ينظر لحال عبدالوهاب ويأخد بيده والشكر لكل من وقف معه في محنته وأعانه كما نرجو من الدولة الاهتمام والرعاية بمثل هؤلاء النوادر وهم الذين أعطونا ثمرة شبابهم ونضارتها وخلدوا لنا هذا الجمال ،،،، فتحي أبودبارة السعودية [email protected]