في بلادي مبدعون كثير بتعدد ثقافاتها ومناخاتها وجغرافيتها الغير محدودة ، ولكن كثيرون لم يحالفهم الحظ بنشر إبداعاتهم وجماليات صنعها حتي يتلقاها القارئ والمستمع والمشاهد ، لذا أقول بأن هنالك شخصيات منسية تستحق الوقوف عندها لقراءة بعض إبداعاتها وكشف آلياتها التي نزين وتجمل الصنع الراقي البديع ،،، ولد أستاذنا بشير أحمد فضل الله رجب ، بقرية القردود ريفي الدويم ولاية النيل الأبيض ، درس القرآن في بواكير صباه علي يد الشيخ العارف بالله التجاني ود الريح أحد مشايخ الطريقة التجانية بقرية القردود آنذاك ، درس الإبتدائي في مدارس بخت الرضا الأولية ، ثم انتقل للعاصمة القومية حيث الزخم والضجيج هناك ، كان مولعاً بالفن يمتلك مواهب حباه الخالق بها دون سواه فهو مغني رائع وشاعر مجيد وملحن قدير قل أمثاله الآن في الوسط الفني ورتابة الألحان وفداحة الغنا الذي نشاهده علي بعض الفضائيات يومياً في زفة العولمة العجيبة ، له أنامل تجيد العزف علي الفن المعماري كما تجيده علي العود وفاق في ذلك ( سنمار ) التحق بهيئة توفير المياه بالعاصمة القومية ونقل منها معلماً آنذاك لمشروع خشم القربة ومكس فترة بمشروع خشم القرية ثم رجع للعاصمة الخرطوم .. وفي العاصمة القومية الخرطوم انضم أستاذنا بشير لدار فلاح للغنا الشعبي بأم درمان وكان في عنفوان شبابه، أحتضنه مؤسسها / الأستاذ / محمود فلاح وكانت تعج وقتها بالدرر من الأصوات الكروانية الجميلة والطروبة ، وأثبت أنه مغني رائع لا يشق له غبار صدح بأغنيات الحقيبة الخالدات والتي كانت المحك الرئيس لإجتياز الإمتحان في إجازة صوت المغني الأصيل ، لحن للفنان ذو الصوت الفريد عبد الوهاب الصادق أغنية ( يا ندية يا سماحة ) والتي شكلت وجدان المستمع السوداني وأضافت لعبد الوهاب ألقاً جميلاً و بعد آخر ، ومن كلماته وألحانه أسعد دوام بلقاك أهداها للفنان الراقي كمال كيلا ،، ولكنه وقع فريسة سهلة في شباك الغربة كغيره من المبدعين في أواخر سبعينات القرن العشرين وظل حبيسها حقبة من الزمن , ولحسن ظنه كان مغترباً بالمملكة العربية السعودية يطوف بالكعبة ويحج ويعمر ويزور الحبيب المصطفي كثيراً وكان مجتهداَ ومثابراً ومشاركاً في كل احتفالات القنصلية السودانية بجدة في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينيات وشارك كذلك مع إخواننا التشادين احتفالاتهم في قنصليتهم بجدة ،، له زخيرة كبيرة من الأغنيات الرائعة لعدد من الشعراء الكبار والشباب من أبناء قريته القردود / أمثال / الشاعر الراحل / يوسف محمد يوسف / والراحل / علي محمد يوسف / والأستاذ / أحمد الدالي / ورفيق دربه بلة أحمد بلة / وصديقه / عبد القادر محمد أحمد / الحاج مصطفي / والصادق محمد يوسف / وتغني لي بعدد من الإغنيات زمان الهم وغريبة الصدقة تجمعنا وقصر مشوارك وليك راجع وطني العزيز وروعة القردود وغيرهم الكثير ،،، وأخيراً كون مع الشاعر الكبير اسماعيل عبد الله كباشي ثنائي وتغنوا ( زاد الأسي وفي الغرام كم قبلي عانوا وكسلا وعمق البحار والشذي الفواح وأنا وطني وبحب وطني وبكتب حرف وبشطب حرف ولي شراك الريد نصبتو والكثير من الدرر لا تسعها هذه السطور ، مما أعاد لنا عهد الثنائيات الجميل / الشاعر محمد عوض الكريم القرشي والفنان الشفيع والشاعر حسين بازرعه والفنان عثمان حسين والشاعر إسماعيل حسن والفنان محمد وردي وهذا علي سبيل المثال وليس الحصر / الشذي الفواح يا العبيرك منعش ،،، قلبي كيف يرتاح وإنت رائع مدهش نواصل ،،،، فتحي أبودبارة ،،،، أمين الثقافة للجالية السودانية المجمعة شمال العاصمةالسعودية الرياض ،،،، جوال: 00966569955664 [email protected]