الأحداث المتواترة التى تجرى فى فضاء جماعة الإسلام السياسى تشير بوضوح الى عمق الأزمة التى ترقى لدرجة المأساة .. وهذه الأزمة هى نتيجة لتراكمات الأسباب التى نجمت من المفارقة الأليمة بين الفكر والواقع .. والشعارات التى ظلت ترفعها الجماعة الأسلامية منذ نشأتها والى ان وصلت الى مرحلة التطبيق الذى حدث بالإنقلاب العسكرى .. وبدأت مرحلة التجريب فى شعبنا الصابر .. واختلط الحابل بالنابل .. لم يعد لدينا اقتصاد .. وواقعنا السياسى فى اقصى درجات ترديه ..ومشهدنا الاجتماعى يعانى مالم تعرفه امتنا عبر تاريخها المكتوب وغير المكتوب .. للمستوى الذى بدأ شبابنا يتجهون نحو الديانات الأخرى ودونكم ماترونه من حملات التنصير .. فهل كان العيب عيب الإسلام ام عيب دعاته ؟! وهل الأسلام يهزم باعدائه ام هزيمته تتم بادعيائه ؟! ان فشل الجماعه يكمن فى عجزها التام عن إستخلاص الفضائل التى استجمعت من خلال التطور البشرى الطويل .. الذى يمثل الخروج من طور والدخول فى طور جديد ، فاذا اتفقنا باننا فى اُخريات طور قانون الغابة الذى نعيش نهاياته .. حيث لاتزال القوانين متأثرة برغبة الأقوياء ضد رغبة الضعفاء .. والدخول الى ساحات قانون الإنسان ، حيث القوانين دستورية والقوانين الدستورية هى قسط موزون لايطمع فيها القوى ولاييأس منها الضعيف إنما هى العدل والمرحمة والخير.. وفشلوا عندما وقفوا من الإسلام على مرحلة الوصاية وهى مرحلة اريد بها ان تكون مرحلة إعداد ليترشد خلالها القصر كيما ينتقلوا الى مرحلة اصول الإسلام .. واصول الإسلام هى المسئولية .. وفيها الفرد حر ومسؤول عن حسن تصرفه فى الحرية فاذا اخطأ الفرد صودرت حريته بقانون دستورى وهنا ليس غرض القانون الإنتقام انما غرضه التربية ، لكل رجل وكل امراة ليتحقق لكل منهما حسن التصرف فى الممارسة المقبلة ..وهذا هو القانون الدستورى ..وهو الوصي على الجميع .. إغفال هذا الفهم عمِل على الإطاحة باشواق المجموعات الصادقة تجاه إقامة دولة الله .. وبدلاً منها تم تشويه الإسلام ..وإذلال الإنسان .. فانشقت الجماعة .. وظلت تكيد لبعضها بعضا .. وليت الأمر بدا انه إختلاف رؤى ولكنه ظهر على انه تضارب مصالح .. وحسبناه صراعات دين فاذا بها تكالب دنيا .. وحتى قرار الأمس بتنحية الدكتور غازى صلاح الدين مهما كانت الأسباب خلف هذا القرار ودون ان نتدخل فيما يراه الحزب الحاكم ..فان الحقيقة التى لاتحتمل المكابرة هو ان د. غازى صلاح الدين مشروع مفكر ورجل مشهود له بقوى المواقف وقوة العارضة .. فان كان الذى حدث معه من باب عدم إحتماله فان النظام يضع نفسه فى مقام عدم القدرة على احتمال غيره اكبر .. خاصة والرجل من كبارناشطي مذكرة العشرة التى اطاحت بالشيخ الترابى وهذا الموقف ايضاً يحمل فى داخله نذر فتنة كفانا الله شرورها .. ودعاوى الإصلاح او محاولة وأدها فى نظرنا هى نفس المتاهة .. مالم يقتنع كافة جماعة الاسلام السياسي ان فروع القرآ ن ان اوان الإنتقال منها الى أصول القرآن حيث الإسلام هو السلام ..لامجال للخروج من هذه المتاهة الا بهذا ..فياجماعة الإسلام السياسي .. هذا او المتاهة.. سلام يا .. وطن حيدر احمد خيرالله [email protected]