□ جاءنا في فجر الحرية والثورة والديمقراطية 1989 وظهر على شاشة التلفاز قائد الإنقلاب أو الثورة ذلكم الجنرال المنقذ المفوض من قبل الله عزوجل ، الشيخ المجاهد الفقيه القوي الأمين والرائد الذي لايكذب أهله الجنرال/ عمر حسن أحمد البشير وتحدث في بيانه الأول عن أنه ونفر ميامين ممن جاءوا بهذا الفعل لإنقاذ البلاد من الطائفية والرجعية والديمقراطية □ في ذلكم اليوم انتهى زمان الشهد وجاءنا زمن الشهيد ، ولم يعد هنالك حزب واحد وإنما حزب وحيد □ تم إعتقال المرشد والفقيه والعراب للحركة الإسلامية بالسودان الدكتور / حسن عبدالله الترابي ، حتى لايشك أحد بأن هنالك علاقة بين الإنقاذ والأخوان المسلمين (الشينة منكورة والأسلاميين لهم تاريخ غير مشرف على الإطلاق فقد ولغوا في الدم وقادوا كل الأعمال القذرة في الوطن العربي والعالم الإسلامي مثل إغتيال السادات في بداية الثمانينات وقتل السياح وتصفية الخصوم السياسيين جسديا ومحاولة إغتيال حسني مبارك في أثيوبيا وفي الشيشان وأفغانستان وووو الخ) □ كانت تلك أول كذبة للنظام على الشعب السوداني وعلى المجتمع الدولي □ ثم خرج الترابي مرشدا لما عرف بالحركة الإسلامية وقاد فترة القمع والقتل والتدمير لكل ما بناه الشعب السوداني منذ الإستغلال "بالغين" ورفعت شعارات الإسلام ورفعت المصاحف على أسنة الرماح لتتم أسلمة كل شئ الطعام وأسماء الشوارع والمشافي والمدارس □ أخرج الكيزان الدين من قلوبنا ووضعوه على اللافتات في الشوارع □ تم التنكيل بكل الخصوم السياسيين وفتح بيوت الأشباح التي قادها الدكتور نافع على أفضل وجه بادئا بمن علمه حينما كان يافعا في قاعات الدراسة بجامعة الخرطوم □ في بداية عهدهم قاموا بقتل 28 ضابط قاموا بمحاولة تصحيحية للوضع السياسي المفزع الذي تتجه نحوه البلاد ؛ تعمدوا قتلهم في 28 رمضان ليوضحوا للشعب السوداني بأكمله بأنهم قوم لا يخشون حتى الله وأنه ليس لديهم محرمات أو قيم أو رادع على الإطلاق □ كونت المعارضة حينها ما عرف بالتجمع الوطني الديمقراطي بجناحيه السياسي والعسكري وكان فعلا قويا ولكن........................ □ صنف الإنقاذيون الناس الى مسلمين كيزان وكفار معارضة □ المعارضة ترى ان مشروعهم الإسلاموي فيه إذلال للشعب السوداني وتهديد للسودان ووحدة أراضيه كما قال العلامة العارف بالله الشهيد محمود محمد طه □ في نهاية التسعينات إنقسم النظام الى حزبين المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور / حسن عبد الله الترابي الذي صار يعرف بعدها بإمام الحريات لأنه كان يقول بأنه قد إختلف مع قادة النظام لأنهم مفسدون وقد حاول إصلاحهم من الداخل ولكنه يئس من ذلك كما يئس الكفار من أصحاب القبور ؛ وقال البشير بأن الترابي بدأ يتغول على سلطاته وصلاحياته كرئيس جمهورية □ صار الترابي خارج السلطة ومعارضا شرسا ؛ يدعى النظام بأنه من أشعل فتنة دارفور والله أعلم !! □ وواصل المؤتمر الوطني في قيادة البلاد مستمدا شرعيته من الدبابة والقوة العسكرية وشراء القيادات القبلية وغيرهم من مخلفات القوى الوطنية الديمقراطية من الإنتهازيين حينا ، ومن إتفاقية نيفاشا التي أدت الى تقسيم السودان الى دولتين فيما بعد □ توالت الإنشقاقات والإعتراضات حتى من المنتفعين من النظام أبنائه □ مذكرة الألف أخ □ مذكرة الجيش □ المؤتمر الوطني جناح الإصلاح □ قيادات المحاولة الإنقلابية التي قام بها صلاح عبد الله قوش وإسلاميين في الجيش يقال ان الأستاذ / علي عثمان محمد طه ، النائب الأول لرئيس الجمهورية وهذا على مسئولية الرواي الدكتور / ناااااااافع □ مجموعة السائحون □ وأخيرا وليس آخرا غازي صلاح الدين العتباني الذي يمثل الجناح الإسلامي المتشدد في النظام الذي تخلى تدريجيا عن مبادئه حتى صار عاريا بلامبادئ □ تناولت وسائل الإعلام رسائل بين غازي والترابي ، وحسب تحليلات وتكهنات المراقبين بأن هذه المراسلات ربما تكون هي ما دفع غازي الى مغادرة القصر ليقبع بعيدا في فترة كمون ربما يصحبها تنظيم سياسي جديد ربما يكون تنظيم المؤتمر الوطني – جناح البطيخ لانستبق الأحداث فالأيام القادمة حبلى بالجديد المثير □ كل هذا من فعل الترابي □ جزيت خيرا يا شيخنا فمن جهز غازيا فقد غزا ويبقى بيننا الأمل في التغيير دوما،،،،،،،،،،، حسن العمدة [email protected]