"صدام مخاطباً أحد الرفاق : اكعد.. اكعد.. الكل تطلعون تروحون على بيوتكم انتوا مفصولين من الحزب ... يلله!". قسماً بالله اللي أسمعه همساً يحجي مع مواطن عراقي أو بعثي أله أطره بيدي أربع وصل! سمعتوا زين الى أن تقرر القيادة مصيركم.. يلله اطلعوا أنعل الله على هالشوارب! قرأت هذا ، في كتاب بعنوان القسوة لدي صدام حسين ( دولاب الدم ) الجزء الاخير للمؤلف الدكتور محمد مجيد . وحينها اعتقدت في المؤلف التحامل بصورة فاضحة علي الرئيس العراقي السابق صدام حسين . وظنيت في هذه القصة مجرد مبالغة مغرضة حاول من خلالها المؤلف تزوير شكل الحقيقة التاريخية التي جعلت من صدام بطل عربي قومي يشار عليه بالبنان . فالفطرة السياسية السليمة ترفض جملة وتفصيلا حقيقة المقولة ( الكل تطلعون تروحون علي بيوتكم انتوا مفصولين من الحزب .. يلله ) . وليس في المنطق شي ان ( يطري الرئيس اربع وصل جامدة من خرطوش اسود ) كل عضو بالتنظيم يجاهر ولو همسا بآرائه المخالفة للسياسات العشوائية للحزب . اعتبرت كل هذا مجرد ( هرطقة ) حتي اصطدمت بواقع التصفيات العشوائية التي مارسها ( صدام ) ضد اقرب الناس اليه داخل التنظيم . فهو اعدم بدم بارد كل من اللواء محمد فاضل عضو القيادة القطرية ومدير مكتب المخابرات وشفيق كمال عضو القيادة القطرية ايضا ، والفريق الركن كامل ساجد قائد قوات الخليج العربي التي سيطرت على الكويت واللواء الركن عصمت صابر عمر مدير صنف القوات الخاصة ومعاون قائد قوات الخليج واللواء الركن بارق عبدالله الحاج حنطة رئيس أركان تلك القوات.. ومدير الامن فاضل البراك عام 1973م وامين سر مجلس قيادة الثورة محي عبد الحسن محسن المشهدي عام 1979م ووزير المالية صالح عبد الكريم 1970م. واعدم وزير الصحة رياض ابراهيم عام 1982م لانه اقترح علي صدام التنحي لصالح ( البكر ) . باختصار شديد اجمالي الذين اعدموا من القيادات في تلك الحقبة ست وعشرون قيادي بالتمام والكمال . والشاهد في القصة كل التنظيمات السياسية اول ما تضع رجلها علي عتبة السلطة يكون بأسها بين عضويتها شديد . ثم يدعي رئيسها الألوهية ؟ فيؤمن به المنافقين لمبادى الحزب ويكفر به المؤسسين الأصلين للتنظيم . فيحدث الصراع بين المؤمنين والكفار ؟ وتكون الغلبة في نهاية المطاف للمؤمنين ؟ . ومحظوظ الدكتور غازي صلاح الدين.فقد تم طرده فقط من حزب المؤتمر الوطني ... عكس وزير الصحة العراقي رياض ابراهيم الذي تم طرده من ( الدنيا ) وما فيها . لانه خاف علي صديقه ( صدام ) من ثورة الشعب واقترح عليه التنحي لصالح ( البكر ) فصدام حسين لم يكن شيئا مذكورا في تنظيم البعث قبل العام 1958م ، كان عضو مغمور داخل الحزب ، وسطع نجمه في العام 1959م عندما شارك في محاولة اغتيال الرئيس عبد الكريم قاسم . وعندما نجح البعث في الاستيلاء علي الحكم برئاسة عبد السلام عارف في العام 1963م قاد صدام حسين انقلاب ابيض ضد رئيس الحزب عبدالرحمن عارف الذي تم تنصيبه خلفا لشقيقه عبدالسلام الذي قتل اثر سقوط طائرته المروحية . و غازي صلاح الدين عندما يصر علي فكرة عدم ترشيح البشير لفترة رئاسية أخري ، الاجدر علي المؤتمر الوطني ان يحتكم لصوت العقل ويناقش بكل ديمقراطية رؤية الدكتور. فالرجل أوتي الحكمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا فصدام حسين وحزب البعث العراقي لو كان استمع عام 1980م لنصيحة الوزير رياض ابراهيم لكان العراق الان من الدول العظمي والمؤتمر الوطني في السودان يمتلك الفرصة الكافية لكي يتواضع ويفكر بتؤدة حتي يفوت علي الجميع فرصة المقارنة بين رئيسه وصدام حسين . ( فلو كانت تدوم لأحد لما آلت اليه ) . تبيان صديق [email protected]