مشاد ترحب بموافقة مجلس الأمن على مناقشة عدوان الإمارات وحلفائها على السودان    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن تسليم الدفعة الثانية من الأجهزة الطبية    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    لجنة تسييرية وكارثة جداوية؟!!    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    المريخ يتدرب بالصالة    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أونيكس Onyx الاسم الذي يبغضه الغربيون ولا يطيقون نطقه..!!2-2
نشر في حريات يوم 16 - 10 - 2011

ليس فقط تمتلك إيران الأونيكس ياخونت منذ أكتوبر 2001م، بل أيضا استفادت إيران من الدرس العراقي 1980م وأخذت تبني ترسانتها الحربية اعتمادا على الذات أثناء وبعد انتهاء الحرب 1988م، وركزت إيران بشكل خاص على تقنية الصواريخ بأنواعها المختلفة استعانة بخبرات كوريا الشمالية ويقال أن هنالك استثمار أو تعاون صناعي عسكري مشترك ما بين الدولتين. وبالطبع لا يمكن الاستهانة بالعقل الإيراني في التطوير والابتكار، ولقد تقدمت إيران في ظرف أثنين وعشرين عاما فقط في كافة العلوم، ورفعت قمرا اصطناعيا، وأخذت خطوات جبارة في التقنية الصناعية مما أستدعى الحاجة إلى المزيد من الطاقة الكهربائية. ولتعطيل هذه النهضة الصناعية الجبارة، واجهها الغرب بمعزوفة الطاقة النووية – هل هي للكهرباء أم لصنع قنبلة نووية؟ رغم جزم إيران إنها لن تصنع السلاح النووي طبقا للشريعة الإسلامية – باعتبار القنبلة النووية هي إفساد وفناء للحرث والنسل والأرض وينطبق عليها قول الله تعالى (ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب المفسدين)، وقوله (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)..ولكن إيران ذهبت شوطا بعيدا في السلاح التقليدي الذكي – خاصة الصواريخ كما قلنا سابقا. فقبل ثلاثة أشهر أسقطت إيران طائرة تجسس أمريكية فوق منشأة نووية بدون طيار!
عندما أنتصر حزب الله انتصاره العسكري المدوي بالسلاح الإيراني على إسرائيل في حرب 12 يوليو 2006م، حرب الثلاثة وثلاثين يوما، دخل العالم العربي السني في دوامة من النقاشات والحوارات الشعبية والإعلامية بشكل مفتوح وانحصرت هذه الحوارات في المقارنة ما بين الأنظمة العربية التي تشتري السلاح الغربي بمئات المليارات وتخزنه ثم تستعمله ضد شعوبها، وبين حزب صغير كحزب الله ينتصر على إسرائيل.
قد بدا واضحا وبينا ارتعاب الأنظمة العربية السنية من انتصار حزب الله بالسلاح الإيراني، وتصاعدت حدة الحوارات الشعبية المحمومة، وأبدت الأنظمة العربية المزيد من عدم رضاها عن انتصار حزب الله. ولم يكن معروفا كيف ومتى تنتهي دوامة هذه الحوارات الشعبية عن حزب الله وصاحبه والانتصار المعجز، وقد تزلزل معها الإعلام العربي من جذوره. وأصبحت قضية حزب الله هي موضوع “العقل الجمعي” لجمهور العرب السنة. والعقل الجمعي هو عقل الشعوب الذي يتخارج عن المجموع الجبري لعقول الأفراد. بل رفع الجمهور العربي السني صور السيد حسن نصر الله في كل أنحاء العالم العربي..وأصبح بطلا إسلاميا وقوميا..!! وكان واضحا لا شيء يستطيع توقيف هذه الحوارات المحمومة عن انتصار حزب الله التي استمرت ثلاثة أشهر ولا شيء في الأفق يشير متى ستنتهي، فالانتصار كان يعبر عن أشواق أمة بكاملها في حدث غير اعتيادي.
وفي صبيحة 11 سبتمبر 2006م كنت جالسا أمام شاشة التلفزيون بمنزلي بميونيخ، والكاميرا مثبتة على البابا بنيديكت في كنيسة ريجينسبورج..ثم هاجم البابا الألماني في خطبته في ذكرى 11 سبتمبر نبي المسلمين والإسلام نقلا عن أقوال قيلت في قرون سابقة..بأسلوب ناقل الكفر ليس بكافر. وقامت قيامة العالم العربي والإسلامي دفاعا عن الإسلام ونبيهم العظيم..وهكذا “نجحوا” بهذه الحيلة في تحويل “العقل الجمعي” من الحديث عن انتصار حزب الله إلى الحديث عن الإسلام والنبي (ص). لو أجتر “العقل الجمعي” السني انتصار حزب الله بشكل مفتوح وبشكل لانهائي لتعرت الأنظمة العربية التي تتشدق بتحرير فلسطين وربما أسقطتها شعوبها!
هذا مثال على ألاعيب السياسات الخليجية القذرة وتعاونها وتخابثها مع أجهزة المخابرات الغربية الدولية! من كان يظن أن البابا الألماني هاجم النبي صلى الله عليه وآله والإسلام بشكل عفوي فهو ساذج سياسيا وحسن النية!.
بعد هذه الخلفية نقول: إذا استطاعوا بهذه الحيلة الدعائية الصغيرة القذرة تحويل العقل الجمعي للشعوب العربية السنية، فإن الدعاية السياسية والدينية السالبة والعدائية ضد إيران تصبح في شرعهم من طبيعة الأمور لتثبيت عروشهم، فالعداء لإيران منبعه خليجي في الدرجة الأولى..وبالتحديد سعودي. مدعوما بخط حزب البعث العراقي الصدَّامي.
يعتبر فن الدعاية السياسية السالبة (البروباجاندا) هو أحد أهم فنون الحرب على الخصوم وبفضلها قد يتحول الانتصار العسكري إلى هزيمة أو العكس، ولا تقل الدعاية السياسية السالبة في تأثيرها على مسار الحرب عن الجيوش المقاتلة. والعباقرة في فن البروباجاندا ليسوا الألمان وليسوا الأمريكان، بل البريطانيون. العروش الخليجية جميعها هي صناعة بريطانية ولا تستطيع الاستغناء عن الخدمات البريطانية، وعلى سبيل المثال لا الحصر تعتبر قناة الجزيرة هي “مولود” قطري-بريطاني!!
صدام حسين وحزبه بلا شك يمتنان للنظام السعودي بشكل عام، وكان فهد صديقا شخصيا لصدام حسين بشكل خاص، فانقلاب 1968م البعثي تم بتخطيط كامل من قبل السفارة السعودية والكويتية ومباركة الملك فيصل آل سعود وبدعم وموافقة الولايات المتحدة في بغداد، عندما “اختارت” المخابرات المركزية الأمريكية “مجموعة” أحمد حسن البكر وساعدتها لتولي السلطة بانقلاب أبيض بعد هزيمة عبد الناصر. وهكذا أزاحت الرياض وواشنطون عبد الرحمن عارف حليف عبد الناصر في 17 يوليو 1968م بهدوء.
تؤرخ الثورة الإيرانية بالضبط ما بين يناير 1978م وفبراير 1979م بسقوط النظام الشاهنشاهي. فكانت هذه الثورة الإسلامية هي الدافع الرئيسي لكي يخلع صدام حسين بدفع سعودي الرفيق أحمد حسن البكر من سدة الحكم في 16 يوليو 1979م – لأن البكر وبعض القيادات لم يكونوا من المؤيدين كأن يتورط العراق في حرب مع إيران!! وما لا شك فيه أن ولي العهد فهد (الملك بدءا من 13 يونيو 1982م)، الذي كان يدير شؤون المملكة نيابة عن أخيه الضعيف نصف الشقيق الملك خالد والمريض بعاهة في القلب، هو الذي حرض و”دحرج” صدام حسين لإشعال تلك الحرب القاسية والمحزنة بدءا من 22 سبتمبر 1980م والتي استمرت ثمانية سنوات وحتى 20 أغسطس 1988م وسميت بحرب الدفاع عن البوابة الشرقية!! وعقب انتهاء الحرب بستة أشهر زار الملك فهد بغداد في 25 مارس 1989م وأهدى صديقه صدام حسين كلاشنيكوف من الذهب الخالص، وقلده قلادة الملك فهد بن عبد العزيز من الطبقة الأولى.
وكذلك في نهاية هذه الخمسة أشهر (فبراير 1979م – يوليو 1979م) عطل صدام حسين بدفع سعودي الوحدة التي كان يقود خطاها الرئيس العراقي احمد حسن البكر ما بين العراق وسوريا، وأفتعل صدام مؤامرة سورية ليبرر تعطيله للوحدة. وصفى كذلك صدام بدفع أمريكي وسعودي القيادات البارزة في الحزب التي لها ميول اشتراكية ووحدوية مع سوريا.
مع الأسف لو تمت هذه الوحدة لتغير وجه التاريخ العربي بكامله، ولكن المهلكة السعودية بالمرصاد لأية وحدة عربية!! وللتاريخ نأتي بحديث حافظ الأسد نقلا من بعض المصادر كيف أجهض صدام هذه الوحدة، ورأيه حافظ الأسد في اتهام صدام حسين سوريا بعمل “مؤامرة” ضد العراق عام 1979:
(بعد أن أتهم العراق سورية بأنها وراء مؤامرة 1979 من خلال ملحق عسكري لها ادعى العراق بأنه كان يلتقي المتآمرين وقدم لهم رشاوى، نفت سورية ذلك ففي مقابلة صحفية لحافظ الأسد مع مجلة دير شبيغل في 26 آب (أغسطس) 1979 قال: “لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يورد هذا الاحتمال إذ لا مصلحة لسورية في ذلك”.
وفي حديث لحافظ الأسد في 12 آذار (مارس) 1985 تطرق أيضاً لما حدث فقال:
“كما تعرفون سرنا على الطريق “الوحدة” خطوات جيدة وضعنا أسساً اتفقنا على مبادئ توصلنا إلى وضع دستور الوحدة، وكان يفترض أن تتحقق الوحدة خلال فترة قريبة بعد آخر لقاء تم فيما بيننا. ودستور الدولة الواحدة الذي اتفقنا عليه أصبح جاهزاً، واتفاقنا كان كاملاً، ونسخه موجودة لدينا ولديهم. وعدنا إلى سورية، وفجأة بعد أيام تغير الحكم في بغداد واتهمنا بالتآمر واعدم عدد من القادة العراقيين متهمين بالتآمر من جهة وبتآمرهم مع سورية على النظام في العراق من جهة أخرى. وقد صدمت وصدم رفاقي في القيادة، وكانت الصدمة كبيرة فعلاً لأننا كنا نعيش مشاعر عرس قومي كبير، فنحن على أبواب حدث ضخم كنا نرى أنه سيشكل الرد على زيارة السادات للقدس، على كامب ديفيد، على تحديات أخرى كثيرة موجودة في مواجهة الأمة العربية، كنا سنعيش مشاعر هذا العرس، وفي غمرة هذه المشاعر نتهم بالتآمر على نظام سنقيم معه الوحدة. وحاولنا أن ننقذ السفينة من الغرق، حاولنا أن نرتفع فوق كل جرح مهما عمق هذا الجرح. أرسلت إلى بغداد وفداً ووفداً، رسالة ورسالة – وأرجو أن استعرض هذه الأمور في وقت مناسب بالتفصيل- في محاولة لإنقاذ السفينة التي بدؤوا بإغراقها.
ولكن جميع محاولاتنا ذهبت عبثاً لأن هناك قراراً بأن لا تقوم الوحدة بين سورية والعراق.
ولم يكتفوا بهذا فقط، ضربوا الوحدة، اتهمنا بالتآمر، ضربوا السوريين العاملين في السفارة في بغداد، وحاولنا خلال اتصالاتنا معهم أن يمسكونا رأس خيط هذه المؤامرة، أن يقدموا لنا مستمسكاً لو صغيراً، مؤكدين لهم أن من يتآمر عليكم يتآمر علينا لأننا في طريقنا لأن نكون دولة واحدة. أنها مهازل تلك التي قيلت في حينها تدعو إلى الضحك والى البكاء وأقول إلى البكاء لأن الأمر يتعلق بحدث جلل. من جملة ما قالوا أن لسورية ملحقاً عسكرياً في بغداد اجتمع بفلان وفلان من القادة العراقيين أكثرهم أعدم، وحسب علمي أن واحداً منهم لم يعدم، وأن هذا الملحق العسكري أعطى سبعة آلاف دينار لذلك المسئول العراقي… وانتم تعرفون أن إخواننا في العراق ليسوا بحاجة إلى أن يأخذوا من سورية بضعة آلاف من الدنانير.
حاول الوفد السوري الذي ذهب إلى بغداد، وكان يضم في ذلك الوقت وزير الخارجية ورئيس الأركان، أن يسألهم من هو هذا الملحق العسكري، وما اسمه، وما صفاته، أين يقيم؟ أين يعيش؟ إذ لم يكن لدينا في العراق منذ سنوات ملحق عسكري، فقالوا لا يعرفون.
قالوا لا يعرفون هذا الضابط وهم يقولون أنه يقيم كملحق عسكري في بغداد منذ سنوات قال الوفد لهم أنتم تعرفون أن لكل ضابط في الجيش في سورية وفي غير سورية اضبارة تحوي صورة هذا الضابط أيضاً، ليذهب من تريدون ممن رأوا هذا الضابط إلى سورية لنعرض عليهم أضابير الجيش كلها وليتعرف هذا الشخص أو هؤلاء الأشخاص على هذا الضابط لكي نضع يدنا عليه فرفضوا. طرحنا عليهم تشكيل لجنة مشتركة سورية – عراقية لتحقق في سورية والعراق، وتحاسب بالشكل الذي تشاء من ترى أن له علاقة بعمل تآمري صغير أو كبير لم يوافقوا. طرحنا عليهم تشكيل لجنة عربية من العرب غير السوريين الموجودين في سورية، ومن العرب غير العراقيين الموجدين في العراق، ولتكن لهم سلطة مطلقة على الساحة السورية والعراقية، وليتابعوا التحقيق وليكشفوا المتآمرين وليتخذوا الإجراءات التي يرون، رفضوا أيضاً. وطرحنا ورفضوا…وطرحنا ورفضوا…المهم أجهضوا وقتلوا قبل الولادة هذا الحدث العظيم الكبير الذي كنا ننتظره”. أ.ه.
هذه هي خدمات صدام حسين الجليلة لآل سعود..ذبح لهم مفكري الحزب البارزين، وأشعل لهم حربا إقليمية مدمرة، وأفشل لهم الوحدة العراقية السورية!!
ما أن قضت دول الخليج على نظام صدام حسين في 9 أبريل من عام 2003م حتى ركزت هذه الدول مع حلفائها الغربيين على سحق حزب الله وسوريا وإيران على هذا الترتيب، وما أن اقتربنا من يوليو 2006م حتى شرعوا في تنفيذ المخطط، ودخلت إسرائيل جنوب لبنان لسحق حزب الله في 12 يوليو 2006م!! ولأول مرة نرى “مجلس الأمن” يصبح “مجلس حرب” و”مجلس رعب”، طالب “مجلس الأمن” باستمرار الحرب!! لقد حسب “المتآمرون” أن إسرائيل ستسحق حزب الله في ثلاثة أيام!! وتمر الأيام..وبعد أسبوع أتضح أن إسرائيل “تكعبلت” في لبنان، وفقدت دول الخليج أعصابها، فأنتقل بندر بن سلطان بنفسه إلى تل أبيب لينضم للقيادة الإسرائيلية يتابع بنفسه المعركة، وتمر الأيام حتى بلغن ثلاثة وثلاثين وقد ظهر تماما هزيمة إسرائيل على يد حزب الله بالسلاح الإيراني!! وأبدع حزب الله ولقن إسرائيل والولايات المتحدة ودول الخليج درسا قاسيا!!
ومع هذه الهزيمة الثقيلة لإسرائيل سقط سيناريو ضرب سوريا وإيران وتمزق إلى قطع!!
وفور هذه الهزيمة الثقيلة لإسرائيل أخذت دول الخليج خطة “إعلامية” سياسية جديدة – بإحلال إيران بإسرائيل، كأن تصبح إيران هي العدو بينما إسرائيل هي الصديق في العقل الجمعي للعرب السنة!! بإدعاء أن حزب الله بدعم إيراني دمر دولة لبنان، وإن إيران تدعم حماس فتعطل فرص السلام لصالح كروتها في المنطقة العربية!! طبقوا هذه الخطة الإعلامية ثلاثة سنوات ثم تآكلت – لقد رفضتها الشعوب العربية السنية، وإن تبقى منها أثر!!
ولنقف هنا قليلا لنرى أين يكون موقع الفرس ودولتهم من الإعراب في السيناريو الديني والإلهي، ثم نستمر في تحليل ظاهرة العداء الخليجي لإيران والفرس.
هذه الصورة المرفقة هي من تفسير ابن كثير “تفسير القرآن العظيم” طبعة المدينة المنورة، السعودية، الجزء الثاني صفحة 67، وفيها تفسير الآية (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم) المائدة، 54.
أجمع المفسرون عند نزول هذه الآية أن الصحابة سألوا الرسول (ص) عمن يكون القوم الذين يأتي الله بهم؟ ضرب الرسول (ص) بيده على ظهر سلمان وقال: هم قوم هذ!! ويعني الفرس!
هذه الحقيقة يخفونها في العالم العربي..أو عميت بصائرهم عنها إلا من رحم ربك!
فانظروا إلى النص في الصورة كيف يخفون الحقائق المفصلية! فهل البتر من فعل السعوديين أم من ابن كثير؟ يدوخك ابن كثير في تفسير الآية…فعن النبي (ص): القوم هم من أهل القادسية، ثم أهل سبأ، ثم أهل اليمن، ثم من كندة وتجيب الخ ويردف كل ذلك قائلا: هذا حديث غريب جدا!! ويختمها مهرولا لا يلوي على شيء، قال رسول الله (ص): “هم قوم هذا”. فماذا تفهم بالله فقط من: “هم قوم هذا” إن لم تكن ضليعا في تاريخ المسلمين وتعرف ألاعيبهم مسبقا وما يكتمون؟
فإذن الفرس هم من عناهم الله تعالى بقوله “فسوف يأتي الله بقوم” يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم! هل هنالك شك أن الآية تحققت في هذه الأيام وبالتحديد انطبقت على الفرس والجمهورية الإيرانية الإسلامية؟
الإمام زين العابدين (علي بن الحسين، وهو أبو الأئمة التسعة) أمه فارسية، وحفيدة كسرى أنوشران وتسمى شاه زان – وهي جدة تسعة من الأئمة وتوفيت بحمى النفاس حين ولدته رضوان الله عليها وحزن عليها الإمام الحسين حزنا شديدا. والله يعلم أين يضع سره من النبوة!! وكان الإمام زين العابدين يقول مفتخرا: أنا ابن الخيرتين!! خيرة قريش بني هاشم، وخيرة الفرس عائلة أنوشران! قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطر بين الصفوف). إذن النبي (ص) من سماه بزين العابدين – وقد كان فعلا زين العابدين أسما على مسمى.
وهنا كما ترى الحكمة الإلهية، فالإمام زين العابدين سبط معصوم وأمه فارسية، كأن يكون بقية الأئمة الثمانية من ولده أئمة أهل البيت المعصومين (ثمانية أسباط) جدتهم فارسية – وبما أن كل “سبط” هو “أمة” أي تنحدر من صلبه أمة، فأبنائهم جميعهم يحملون الصبغة الفارسية من جدتهم شاه زان! إذن لقد ربط الله تعالى خيرة بني هاشم بخيرة الفرس!
وفي عصرنا الحالي أنتقل الثقل الإلهي إلى الفرس مقتفيا أثر ذلك الربط بينما غادر هذا الثقل العرب مبكرا حين رفضوا ولاية الإمام علي. قال عمر لأبن عباس: كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة فيجخفوا جخفا فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفقت فأصابت! فقال ابن عباس: أيميط أمير المؤمنين عني غضبه فيسمع؟ قال: قل ما تشاء! قال: أما قول أمير المؤمنين إن قريشا كرهت فإن الله تعالى قال لقوم: (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ). لقد كرهوا ولاية الإمام علي..فأحبط الله أعمالهم، وهو حال العرب منذ أربعة عشرة قرنا!
إذن من يحكم الفرس والجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم؟ عرب قرشيون هاشميون، وهم أصحاب العمائم السوداء حفدة النبي (ص) وذريته، حفدة أئمة آل البيت عليهم السلام، بينما يحكم بلاد العرب فعلا وقولا البريطانيون والأمريكان..وهو عين إحباط العمل!
نكتفي بهذا القدر من الإشارات الدينية ونرجع لتحليلنا السياسي!
فور حدوث الثورة الإيرانية، استهدفت دول الخليج بدعم أمريكي غربي ضرب إيران بالعراق لإسقاط النظامين معا في حرب مهلكة طالت ثمانية أعوام وقد انتهت الحرب بانهيار الدولة العراقية، ولكن شاء ربك أن “يدق بينهم عطر منشم” حين أكتشف صدام حسين لاحقا أن دول الخليج خدعته من ضربة البداية فدارت الدوائر عليهم!
من يطلع على زيارة الملك فهد للعراق في 25 مارس 1989م، بعد وقف الحرب لتهنئة صدام حسين وتقليده ميدالية يدرك الدور الذي لعبه خدمة لآل سعود!!
http://www.youtube.com/watch?v=WelR8r1acik&feature=related
ومن يرى الكلاشنيكوف المصنوع من الذهب الخالص الذي أهداه الملك فهد في نفس الزيارة لصدام حسين يدرك سفاهة الرجلين!! ومن يطلع على حيثيات الجلسة السرية في نهاية اليوم الافتتاحي لرؤساء قمة بغداد غير الاعتيادية في 28-30 مايو 1990م يفهم طبيعة الخدعة الخليجية التي نفذوها تغريرا بصدام حسين!!
الجلسة السرية نقلا عن كتاب: المفكرة المخفية لحرب الخليج:
في صباح 28 أيار (مايو) التقي الملوك والرؤساء العرب الممثلون لإحدى وعشرين دولة وهم لا يعرفون ما خبّئ لهم. فما كانوا يعرفونه هو أنهم يجتمعون لشجب تدفق اليهود السوفييت وتأييد تهديد صدام حسين (لإسرائيل بحرقها بالكيميائي). فمنذ عهد جمال عبد الناصر لم يُظهر زعيم عربي بأنه قادر على نشر الرعب في الدولة اليهودية. على أن الاجتماع أخذ منحى مقلقا عند نهاية جلسة الافتتاح عندما فاجأ صدام حسين الحضور باقتراح عقد جلسة مغلقة. وحاول الملك فهد معارضة الاقتراح لكنه لم ينجح فاضطر إلى القبول. وطلب صدام أن يقتصر الاجتماع المغلق على الرؤساء والملوك وحدهم دون أعضاء وفودهم لأنه كما قال صدام لا داعي لسماعهم ما سيقال.
وتحدث صدام بكلمات بليغة موزونة لكي يثبت حجته. وبالرغم من أن موضوع القمة كان هجرة اليهود السوفييت إلى إسرائيل فقد أصبح من الواضح أن الموضوع الذي أخذ يتحدث عنه هو دول الخليج. قال: “إنهم يستخرجون كميات هائلة من البترول مما يساعد على الإبقاء على أسعارها المنخفضة. وكلما انخفض سعر البرميل دولاراً واحداً، يخسر العراق بليون دولار في السنة. فأنتم في الواقع تشنون حربا اقتصادية على بلادي”.
وسيطر الذهول على الحاضرين. وكان أول من تصدى للدفاع الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات الذي كان يرتدي عباءة بيضاء موشاة بأسلاك الذهب، لكنه لم يكن خطيبا موفقا. فأجابه صدام بقوله: “إنني اشكر الإمارات العربية على موقفها الإيجابي منا. لكنني أحذركم من إنني لم انس إطلاقا شحنات الأسلحة والاعتدة العسكرية التي شحنت من دبي إلى إيران خلال الحرب. وسوف يأتي يوم الحساب”.
كان مبارك في هذه الأثناء منحنيا بعض الشيء إلى الأمام يحدق في الطاولة أمامه وهو يشتعل غضبا وبدا القذافي وهو يجول بنظره بين الحضور وكأنه يشاهد شيئا مسليا في حين أن الملك فهد الذي سبق له أن انشأ علاقات ودية مع الرئيس العراقي كان يستمع بكثير من القلق. فقد أدرك على الفور أن ما يجري في المنطقة قد أصبح مصدر خطر كبير.
كان خطاب صدام خليطا مزعجا من المطالب العدوانية والاتهامات المحدودة والنوادر العربية ذات المغزى. وكان يستخدم الكلمات المفخمة والحركات. قال: “أيها الإخوة دعوني، أروي لكن أسطورة قديمة قد يعرفها البعض منكم. ذات يوم، حلت كارثة بقرية صغيرة فطلب من القرويين أن يساهم كل واحد منهم بقدر معين لتعويض الخسائر. وكان يعيش في هذه القرية رجل فقير اتفق السكان على ألا يطلبوا منه المساهمة. ولكن الرجل الفقير أبى ذلك وقال لهم إن الإهانة سوف تلحق به، وقدم لهم الشيء الوحيد الذي يملكه وهو وعاء من النحاس. والفقير في هذه القمة هو العراق. ولكننا لن نخل بواجباتنا. سوف نمنح الأردن 50 مليون دولار ومنظمة التحرير 25 مليونا. ونحن نريد من وراء ذلك ممارسة الضغط الأخلاقي والمعنوي على كل من تسول له نفسه عدم المشاركة. وانتم تعرفون التضحيات التي قدمناها سنوات في حين لا يحترم الآخرون الاتفاقات المعقودة.
وهنا توجه صدام حسين بحديثه إلى جابر الصباح أمير الكويت الجالس على بعد أمتار منه، وكان النفور يطغى على شعور الواحد منهما تجاه الآخر، وقال: “يقضي تقسيم اوبيك للحصص أن لا تتعدى حصة الكويت 1.5 مليون برميل يوميا. ولكنها تستخرج باستمرار 2.1 مليون برميل ونحن هم الذين يعانون من هذا. إننا نريد العودة إلى الوضع الاقتصادي الذي كان سائدا في عام 1980 قبل الحرب مع إيران. وفي الوقت الراهن نحن بحاجة ماسة إلى عشرة مليارات دولار بالإضافة إلى إلغاء 30 مليار دولار من الديون التي منحتنا إياها الكويت والإمارات العربية المتحدة والعربية السعودية أثناء الحرب. والحقيقة أيها الإخوة العرب، أننا نعيش في فترة أخرى من النزاع ...” ثم تغيرت نبرته وقال: “إن الحرب لا تعني الدبابات والمدفعية والسفن فقط. فقد تأخذ أشكالاً أخرى أقل ظهورا وأكثر عدوانا مثل زيادة إنتاج البترول واستخدام التخريب والضغوطات لاستعباد أمة”.
قيلت هذه الكلمات الأخيرة وسط صمت ثقيل خيم على الحضور، فتدخل الملك حسين وقال: “ينبغي ألا يحصل شيء يضر باقتصاد العراق”.
ثم جاء دور من جرى اتهامهم وعلى رأسهم الملك فهد والشيخ جابر أمير الكويت. لكنهما قالا كلاما مبهما لا اثر فيه للتشجيع أو الوعد بالمساعدة. ومما أثار عجب الحضور هو هدوء الشيخ جابر وعدم مبالاته شبه التامة. بل أن موقفه وموقف وفده الذي انضم إليه بعد قليل كانا ينمان عما هو اقرب إلى الاحتقار لمركز العراق ومطالبه.
لقد تضاعف إنتاج الأوبيك ثلاث منذ الحرب الإيرانية العراقية وفي كل مرة بضغط من الكويتيين الذين كانوا ينكرون أمام ممثلي العراق أي دور لهم في ذلك. وكان الكويتيون يحبون أن يصفوا بلادهم بسويسرا الشرق الأوسط متناسين بأن العراق كان يصف بلادهم بأنهم “دولة أنشئت من بئر بترول”. ونسوا أيضا محاولة غزو بلادهم عام 1973 عندما اجتاحت العراق شمال الكويت قبل أن يجبروا على التراجع بضغط من العالم العربي. هذا في حين أن المسئولين العراقيين ينفذون سياساتهم بالإشارة دائما إلى خمسة آلاف سنة من التاريخ المجيد الذي تحيط به هالة من الرومانطيقية.
على أن الكويتيين كانوا رجال أعمال مهرة يعيشون في الحاضر ويركزون اهتمامهم في استثماراتهم الهائلة في العالم. وكانوا يعتقدون بأن ذلك هو أقصى ما يمكن أن تبلغه تهديدات العراق، وانه يتجاوزها لسبب واحد واضح وهو انه لم يسبق لدولة عربية أن اجتاحت أخرى. ويمكن تلخيص موقفهم بدقة بمثل تشتم منه رائحة الموت وهو “إن العالم الذي يفقد ذاكرته لا بد وان يصبح عالما بلا مستقبل”.
وفي أعقاب خطاب صدام حسين شهدت غرف القصر ودهاليزه مناقشات طويلة جعلت كل شخص من رؤساء الدول والوزراء والدبلوماسيين المستشارين يرى بوضوح شيئا واحدا وهو أن النظام العراقي وزعيمه يمران في فترة صعبة. لكن بعضهم فقط تنبأ بأن الحل الوحيد أمام صدام هو الاستيلاء على الكويت. نكتفي بهذا القدر نقلا عن كتاب: المفكرة المخفية لحرب الخليج، المؤلفين: اريك لوران، وبيار سالينجر.
ونقول: لقد زاد (!) السعوديون والكويتيون والإماراتيون من ضخ الزيت “العربي” (!) عن عمد (!) لإضعاف حليفهم و”شريكهم الاستراتيجي” (!) الجريح حارس (!) البوابة الشرقية، فأنخفض سعر البرميل من 21 دولارا إلى 11 دولارا (!): أعلنوا حرب على العراق!! فكان رد صدام على هذه الحرب ضمه لدولة الكويت في 2 أغسطس 1990م في بضعة ساعات..بعد شهرين من القمة العربية العاصفة، وهرب آل الصباح والجيش الكويتي…فروا بجلودهم للسعودية تاركين الكوت خلفهم لكي تصبح المحافظة رقم 19.
وهكذا لدغ الخلايجة صدام حسين وانطبق عليه المثل: “من يلعب في بيت الأفاعي تلدغه”!! هذا المثل أنطبق على عبد الناصر حين سقوه سم الأكونتين، والسادات عميلهم اغتالوه، وذي الفقار علي بوتو قتله ضياء الحق في زنزانته بسيف أهداه له الملك فهد وأدعو أنهم شنقوه، وضياء الحق وضعوا له قنبلة في طائرته، وصدام حسين أخرجوه من حفرته وصوروه بملابسه الداخلية ولقي عقابه، وأيضا أتي الدور على عمر البشير قال له الخلايجة: سلم نفسك لأوكامبو!!
التحليل السياسي النهائي:
دول الخليج –خاصة السعودية- هي التي تدير اللعبة (الدينية، والسياسية، والإعلامية) في العالم العربي بخطة وضعها الملك فيصل، ويطبقونها إلى اليوم!! مفادها الهجوم خير دفاع بعد تجربتهم المريرة مع عبد الناصر واهتزاز عروشهم!! إذا أستمر الحال كما هو، ستصبح الدول العربية الطرفية تابعة لمجلس التعاون الخليجي – “الخلافة” العصرية!! والدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية تؤمن لهم هذه الإستراتيجية منذ جون ف. كينيدي!!
حتى حلول 1979م كان هم دول الخليج سحق الأنظمة العربية التقدمية، فسمموا “رأس السمكة” جمال عبد الناصر بسم الأكونتين عام 1970م – فعلها الملك فيصل وفهد وزير داخليته، وكمال أدهم رئيس مخابراته، وحسن التهامي سكرتير عبد الناصر ثم أنور السادات!! وتبقى لهم الذيل، العراق وسوريا، وليبيا واليمن الجنوبي والشمالي، والسودان، ومنظمة التحرير الفلسطينية!! ولكن السيناريو الإلهي (راجع الآية: فسوف يأتي الله..) رمى في سلتهم ما لا يتخيلونه وما لا يتمنونه، سقوط النظام الشاهنشاهي في فبراير 1979م وقيام دولة الفقيه!! فتحولت الإستراتيجية الخليجية والأمريكية إلى النحو التالي: ضم كل القوى العربية القومية التقدمية تحت العباءة الإسلامية، بشعار غير مباشر ومبطن: القومية العربية سنية!! ثم توجه الكل لسحق إيران..فكان باكورة تنفيذ هذا التحول التكتيكي والاستراتجي الحرب العراقية الإيرانية على يد صدام حسين!!
تبقى الكلمة الأخيرة في ختام هذه المقالة..عن “دين” آل سعود الذي يروجون له باسم السلفية لتمرير إستراتيجياتهم السياسية، هل يعقل أن تنجر الشعوب العربية خلف دينهم هذا..الذي صنعه لهم شيخ إسلامهم ابن تيمية الحراني الذي يُنِّظِر فيه بقوله أن (لو قد شاء الله لاستقرّ على ظهر بعوضة فاستقلّت به بقدرته ولطف ربوبيته، فكيف على عرش عظيم!!)، ثم هل يستحق أن يُكَّفَر مسلم واحد فقط..باسم هذا الدين السعودي!!
شوقي إبراهيم عثمان
(كاتب) و (محلل سياسي)
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.