قبل ايام وقفنا في مقام الجريمة في ولاية الخرطوم تحت عنوان(السيطرة الكاملة على الجريمة مستحيلة) وقلنا اننا نقف مع والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر، وهو يؤكد ان حكومته أصبحت أكثر اطمئناناً على الأحوال الأمنية من ذي قبل غير ان الكمال لن يتحقق إلا بعد معالجة تفلتات بعض الشباب وليس النيقرز الذين صار لا وجود لهم بعد أن حسمتهم الشرطة، وان الشباب المتفلت أصبح معروفاً وهم يمارسون تفلتاتهم ك(موضة) افرزتها الظواهر الاجتماعية معلناً العمل على زيادة قدرات الشرطة وتطويرها لاجتثاث هذه الظاهرة وغيرها. ونقول ما هذا الذي يكتب في الصحف؟ فقد جاء في احدى الصحف: هجمت مجموعة من عصابة النيقرز مكونة من عدة أشخاص – على فنانة شابة غير معروفة وشقيقتها بمنطقة الحاج يوسف أثناء عودتهما من حفل غنائي بمنطقة الأزهري، استولت العصابة على موبايل ومبلغ مالي للفنانة وسلسلة ذهبية من شقيقة الفنانة وأجبرتهما على خلع ملابسهما تحت تهديد السلاح الأبيض (مطاوي وسكاكين). وجاء: رصدت مصادر مساء الخميس الماضي هجوم مدبر لإحدى عصابات النيقرز لحفل زواج وهم يحملون زجاج البارد المكسور والسواطير والسكاكين ودارت معركة داخل الحفل أصيب من خلالها عدد من الأفراد بجراح متفاوته فيما فر البعض هاربين، لتصل بعدها شرطة النجدة والعمليات لاحتواء الموقف بعد أن قبضت على اثنين من أفراد العصابة. ونعود ونقف مع الفريق شرطة عادل العاجب على ان الجريمة في العاصمة محدودة مهما كثر حديث الناس عنها، وجدد التأكيد على ان الخرطوم أكثر عاصمة آمنة في الدنيا... ونختلف معه في ان الخرطوم أكثر عاصمة آمنة في الدنيا! ونتمنى لو قال ان الخرطوم أكثر عاصمة آمنة وحذف عبارة (في الدنيا) لان الجريمة نسبية وما يعد جريمة في انحاء المعمورة لا يعد جريمة في انحاء اخرى منها... خاصة وان الاخ الفريق شرطة عادل العاجب عاد وقال ان أكبر المخاطر التي تواجه المجتمع في المستقبل القادم هي افرازات ظاهرة التشرد والعنف الطلابي والخمور البلدية وتعاطي المخدرات، مشيراً الى ان الشرطة مهما فعلت لن تستطيع لوحدها اجتثاث هذه الظواهر. اننا نعلم ان الجريمة تتطور مع تطور المجتمع، ولكن ظاهرة النيقرز دخيلة على المجتمع السوداني وكانت تحتاج الى عقوبات توقف هذه الظاهرة فالتقليل من خطورتها وعدم التعامل معها بقوة هو احد الاسباب الذي ساعدت على انتشارها لذا نقول يجب تشديد العقوبة وعدم التهاون مع هؤلاء ويجب ان يتعاون المواطن مع الشرطة بالتبليغ الفوري عند توفر المعلومة لديه عن وجود افراد من هذه العصابة فالمجتمع السوداني عرف بصفات كثيرة تجعله مؤهل لكشف هذه الفئة المنفلتة. ومن جهة اخرى نرجو ان لا تعمد الصحف ووسائل الاعلام الى ابراز هذه الظاهرة باكثر مما تستحق وتظهر افرادها كابطال لا يطالهم القانون ولا تبطش به يد العدالة... بل على الاعلام توعية المواطنين وكشف اساليب هؤلاء النيقرز حتى يسهل التعامل معه والحد من خطورتهم. والله من وراء القصد [email protected]