حذر رئيس لجنه التعليم والبحث العلمي بالبرلمان من انتشار المدارس الاجنبيه بالبلاد وقال ان هذه المدارس تدرس مناهج لاعلاقه لها بالمجتمع السوداني وعاداته وتقاليده. بروفسير الحبر يقرع ناقوس الخطر من انتشار تلك المدارس الاجنبيه التي اصبح انتشارها لافتا للنظر،والقول ماقال البروفسير الذي امضي سنوات عمره في مدرجات الجامعه العريقه بين الطلاب والبحث العلمي لكن لماذا انتشرت هذه المدارس؟ اولا:سياده روح تسليع الخدمات وسعي الحكومه لتخفيف التزاماتها تجاه المجتمع ومنها التعليم والصحه وتبع ذلك فتح سوق التعليم للمستثمرين واصبحت دراسات جدوي رؤوس الاموال تفاضل بين انشاء شركه بصات سفريه اومدرسه ، وايهما اكثر ربحا وغابت النظره الاخلاقيه من المدارس وتفرغت المدارس لتحفيظ النصوص واحراز الدرجات العاليه ونشرها علي صفحات الصحف كمواد اعلانيه لجذب مزيد من (العملاء) الذين يسمون مجازا الطلاب،تبع سياده تحول التعليم لسلعه غياب روح مبادرات العمل الاهلي والوطني في هذا المضمار وقد كان التعليم ساحه العمل الوطني الاولي ، بني موتمر الخريجيين مدارس الموتمر الثانويه لزياده فرص ابناء السودان في التعليم لان رجالات الحركه الوطنيه حملوا مشاعل التنوير بعلم ، وعرفوا ان قوتهم في زياده عدد المتعلمين وخطه الاستعمار واضحه في خنق زياده المدارس ، الاستعمار محتاج لكادر بمقدار محدد وبالتالي لايسمح بزياده عدد المتعلمين اكثر من حاجته، لجان موتمر الخريجيين ورجالات الحركه الوطنيه استنهضوا الشعب باكمله من اجل بناء مدارس اهليه وتبعتها جامعات ومعاهد اهليه وكانت ملحمه وطنيه شارك فيها انسان السودان بخدمه نفسه من موقع احساسه بالمسوؤليه الوطنيه،شارك الشعراء والكتاب واصحاب المال،اقيمت الليالي المسرحيه وغني المطربون ،بنيت المدارس تحمل لافتات مفخره تقول هذه المدرسه الاهليه تاسست من مال الشعب. ثانيا:تدهور التعليم الحكومي تدهورا مريع في ظل شح صرف الدوله علي التعليم كانها تقصد تصفيته تماما،رغم زياده عدد السكان والمدارس والطموحات الا ان الصرف علي التعليم تراجع بصوره واضحه وارقام السنوات السابقه متاحه ويمكن القاء نظره عليها،انعكست تلك السياسات علي اداء المدارس الحكوميه فتراجع مستواها بصوره مذهله واصبح الطالب يكمل مرحله الاساس دون اجادته للكتابه والقراءه ، لذلك هرب كل من لديه القدره بابنائه من فشل الحكومه الي جحيم مدرسه المبشر عسي ان يصيب نصيب من علم وجذوه من نار. ثالثا: في ظل السياسات المتبعه من قبل حكومه الخرطوم نشات طبقات ترغب في تعليم مختلف يميزها عن عامه الشعب،ويمكن للبروفسير المحترم اجراء دراسه احصائيه علي ابناء تلك المدراس وطلابها واجزم انه سيكتشف حقيقه مفزعه وهي ان الذين اغلقوا مدارس الشعب وعمدوا علي تعريبها واتبعوا سياسه تخفيف الصرف علي التعليم هم من دفعوا بابنائهم لهذه المدارس النخبويه، فمدارس الحكومه لاتناسب طموحاتهم. البروفسير يقول بخطوره تدريس هذه المدارس لمناهج من عندها وهو يعرف اكثر من غيره تاثير ذلك علي الهويه الوطنيه وروح الامه السودانيه ، لكن ماذا نفعل سيدي البروفسير في حاله توفر مدرسه المبشر وغياب معهد وطني العزيز؟ الامر يحتاج لفتوي دينيه واكاديميه ووطنيه، او وقفه لمراجعه التعليم الحكومي