سبحان الله الذى جعل اللغة العربية لغة التواصل والوجدان والعقل.واختزل الله فيها ايقاعات اليقظة بايحاء اللين الذى يجعل الذكرى فى الاذان الواعية والخشية فى القلوب المبصرة فتنهض بالحجة البالغة.واليكم نموذجا يبين ما كان عليه اولاد السلف من ادب الكلام وحسن الخطاب وجمال القول .ونتعلم كيف كان الاولاد فى الماضى يتحدثون ويتكلمون.(قحطت البادية فى ايام هشام بن عبدالملك .فقدمت القبائل الى هشام ودخلوا عليه وفيهم (درواس بن حبيب) عمره اربع عشرة سنة فاحجم القوم وهابوا هشاما ووقعت عين هشام على درواس فاستصغره فقال لحاجبه ما يشاء احد ان يصل الى الا وصل حتى الصبيان .فعلم درواس انه يريده فقال يا امير المومنين .ان دخولى لم يخل بك شيئاولقد شرفنى وان هولاء القوم قدموا لامر احجموا دونه وان الكلام نشر والسكوت طى ولا يعرف الكلام الا بنشره فقال هشام فانشر لا ابا لك واعجبه كلامه فقال يا امير المؤمنين اصابتنا ثلاث سنين. فسنة اذابت الشحم .وسنة اكلت اللحم .وسنة نقت العظم.وفى ايديكم فضول اموال ان كانت لله فقرقوها على عباد الله المستحقين لها .وان كانت لعباد الله فعلام تحبسونها عنهم .واعلم يا امير المؤمنين ان الوالى من الرعية كالروح من الجسد لا حياة للجسد الا به .فقال هشام ما ترك الغلام فى واحدة من الثلاث عذرا وامر ان يقسم فى باديته مائة الف درهم .وامر لدرواس بمائة الف درهم .فقال يا امير المؤمنين ارددها الى اعطية اهل باديتى فانى اكره ان يعجز ما امر لهم به امير المؤمنين عن كفايتهم.فقال فما لك من حاجة تذكرها لنفسك.قال مالى من حاجة دون عامة المسلمين).ونحن احوج لهذة الاضاء فى هذة الايام الصعاب . عادل احمد بليلة محمد [email protected]