كان الأفق ينسد وتحتشد فضاءات المكان بعبق كردفانى جميل ... حين يطل زهاء الطاهر ويدلق ضحكته الرجراجة فى وجوه الحالمين قائلاً : وين يا حبايب الصبايا اللائى حدثتك عنهن فى صباح الشعر ومملكة الأمنيات التى كنا نشيدها ببعض رحيق الكلام وكل قارورة عطر فواح ... بكين حين قلت ( إن زمان المحبين جد قصير ).... ومضيت أنت إلى جنة نصوصك الخالدة وأنا إلى منعطف العذاب .. وحين حدثتك عن (جان جينيه) الذى كنت تسميه الولد العاق للحضارة الرخيصة .. بكينا معاً كما لم نيكى من قبل ... يا ترى من غيرك يصلح للبكاء على ( جينيه )...؟؟؟؟ قال ( العربى ودى ) ذاك المغربى الأطلسى الجميل ... إنك تشبه العزيز ( محمد شكرى ) وقلت أنا نفس الملامح والتفاصيل ... والخروج عن دائرة المعرفة القديمة التى عقمت عن ان تنتج ملائكة للشعر والكلام الأصيل ... وما بين ( هجرة عصافير الخريف ) ووحل هذا الخواء .. متكأ للحزن الجميل ألوذ بك فى زحمة الناس ولا أحد ... غير أن الذى بينك وبين العابرين إلى بوابات الخلود ... مودة وعشق ... لهم إشراقات الزنابق والفراشات والنوافير .. ولك الشمس وحدك ... وحدك لك الشمس والنهار الجديد .... من يؤنس وحشتك الآن يا ( أمدرمان ) ويلبسك قميص الشعر والماء ...؟؟؟ يعطيك الحياة .. من ؟؟ غير زهاء ؟؟؟ [email protected]