شهد القيادى فى تنظيم الأخوان المسلمين –ا لمؤتمر الشعبى - السيد (ابراهيم السنوسى) فى حوار له مع احدى القناوات الفضائيه بأن الراحل حسين الشريف الهندى الذى توفى الى رحمة مولاه فى المنفى ولم يضع يده فى يد (جعفر النميرى)، بأنه كان من اصلب المعارضين والمقاومين لذلك النظام ومن اشد الناس تمسكا بمبادئه وأن المقاتلين من جماهير الأنصار وحزب الأمه لذين كانوا يتدربون فى الصحراء الليبيه لاسقاط نظام (النميرى) كانوا يحبون المرحوم (الهندى) ويدينون له بالطاعة والولاء أكثر مما يدينون لزعيمهم السيد الصادق المهدى لأن (الهندى) كان يقيم معهم فى الصحراء ويأكل ويشرب مما يأكلون ويشربون وربما كان بعضهم يشعر بتردد السيد الصادق المهدى فى اتخاز الفرارات منذ ذلك الوقت وحينما اصبح رئيسا للوزراء فى أخر حكومه ديمقراطيه أطاح بها نظام الأنقاذ المشوؤم، وحتى اليوم وهو فى صفوف (المعارضه – الحكوميه) التى لا يمكن أن تسمى بخلاف ذلك فالسيد الصادق يريد أن يفعل الفعل وضده فى وقت واحد، بلغة (الكوره) يريد أن يصوب ضربة الجزاء وفى نفس الوقت بحرس المرمى ليمنعها من الدخول .. ودائما لدي السيد الصادق موسوعة لتبرير المواقف (المتناقضه) فى لغة حمالة اوجه يجيدها تماما ويجيد فنون التلاعب بها، ففى الوقت الذى كان يتحدث فيه عن السلام بين الشمال والجنوب وضرورة تحقيقه لمصلحة السودان بعد انتفاضة ابريل 1985، وجدناه يعارض تلك الأتفاقيه التى توصل اليها السيد محمد عثمان الميرغنى مع الشهيد الراحل جون قرنق أو لم يكن متحمسا لها لأنه لم يكن الطرف الأصيل فيها .. والتى ربما كان لها دور فى حل مشاكل السودان على نحو افضل يحقق للمهمشين والمظلومين حقوقهم ومطالبهم وفى نفس الوقت تحفظ للسودان وحدته وتماسكه. ولا أدرى مدى صحة العبارة المتدواله فى الأوساط السياسيه السودانيه منذ زمن بعيد التى قيل أن الراحل (االشريف حسين لهندى) قد اطلقها عليه والتى تقول: (لدرجة حب السيد الصادق المهدى للزعامه، أنه اذا رأى جنازه تمر لتمنى أن يكون الميت). ولا أريد أن اتهم السيد الصادق المهدى بناء على ما يراه الكثيرون من تصرفاته ومواقفه اللاحقه بأنه كان على علم مؤكد بانقلاب الأنقاذ المشوؤم وأنه باركه ووافق عليه حتى لا يقع انقلاب آخر من جهات قد لا يكون بينه وبينها تقارب (أيدولوجى)، وبذات القدر ما يربطه من تقارب مع (ألأخوان المسلمين)، الذين يعتبرهم أقلرب اليه من الحزب الأتحادى الديمقراطى اضافة لما كان بينه وبين الشيخ (حسن الترابى) من مودة مودة ووصال، تبدلت وتقلصت تدريجيا بعد المفاصله وتحولت رويدا رويدا نحو تلميذه المتمرد (البشير) حتى وصلت ذروتها الآن وبعد تحرير قوات الجبهه الثوريه لمنطقة أم كرشولا وانسحابها الذكى منها، فسبحان مغير الأحوال وأنها من عجائب السياسه السودانيه، رئيس آخر وزراء سودانى منتخب ديمقراطيا من (الشعب) وهو بذلك مفوض لأدارة البلاد وعدم التفريط فيها أو التنازل لأى جهة أخرى تسعى للسلطه بغير صندوق الأنتخابات .. وهو المنوط به المحافظة على الوطن وحريات الناس والنهج السياسى الديمقراطي وعلى حماية الدستور وأن يزود عن ذلك كله بروحه، وهكذا يجب أن يكون (الزعيم)، فاذا به يفاجأ الجميع يتوقيع اتفاق مصالحه فى (جيبوتى) مع النظام االذى اطاح به فى وقت لا زال فيه سودانيين عاديين لم يصلوا الى المناصب الرقيعه التى وثلوا اليها معارضين للنظام منذ أن اغتصب السلطه وحتى اليوم والى يوم يبعثون .. وللأسف نكث النظام بعهده ووعده واتفاقه معه وكان السيد الصادق المهدى يكافأ النظام مقابل ذلك بتقارب أكثر وبوضع يده فوق يد الضابط (المتمرد) الذى انقلب عليه وقوض سلطته، وأساء معه الأدب ووصفه باقبح بالعبارات، والذى هاجم فى بيانه الأول جميع الأحزاب الحاكمه والمعارضه وقادتها فى النظام الديمقراطى ولم يستثن من السوء غير حزب واحدا هو الذى ينتمى اليه ( الأخوان المسلمين) وهو فى الحقيقه اسوأ من الكل،ومن عجب كذلك أن يعود ذلك الضابط (التمرد) بعد أكثر من 20 سنه للمربع الأول متحالفا مع تلك الأحزاب (السيئه) السمعه كما وصفها ويقوم بتعيين أثنين من ابناء قادة تلك الأحزاب كمساعدى رئيس جمهوريه - بدون اعباء - تذكر تضع على كاهل دافع الضرائب السودانى المقتدر والسيط التزامات ماليه طائله بدون مبرر، وذلك التقارب وتلك التعيينات مفصود بها (الخارج) والمجتمع الدولى أكثر من الداخل كنوع من التصالح وتوسيع دائرة المشاركه وتشبه استعانة النظام بعدد من ابناء (الهامش) المتنكرين لمناطقهم وأهلهم فى مناصب تعطى انطباع (وهمى) بعدم وجود ظلم فى السودان تحت حكم نظام معظم رموزه مطلوبين للعداله الدوليه، حتى لو لم ترد اسمائهم فى الوقت الحاضر. وعلى سيرة مساعدى رئيس الجمهوريه ابناء (السيدين) – فدس الله سرهما - صحيح كل شاة معلقه من رقبتها لكن تنظيما حزبيا مثل حزب الأمه وجماعة مثل جماعة الأنصار وطريقه تركيبتها الاسريه والعقائديه ومبدأ (السمع والطاعه) الذى لا يختلف عن مبدأ (الأخوان المسلمين) لا يمكن أن يخرج منه ابن زعيم الحزب وامام الجماعه وينضم للنظام الحاكم (عدو) الديمقراطية، دون موافقة ومباركة (الوالد) الذى أفضل وصف يمكن أن نصفه به، أنه مثل (الشفقان) الذى يمارس اللعب فى طاولة (الوست)، وفى ذات الوقت حاجز فى تربيزة (الكنكان)! حتى اذا خسر فى الطاولة ضمن مقعده فى الطاولة الثانيه لكى لا يكون خارج (اللعبه) فى يوم من الايام وتحت اى ظرف من الظروف واذا كان فى ظل حكم مدنى ديمقراطى أو شمولى وعسكرى، أوهو الرجل الذى بمجرد أن وصل عمره 30 سنه، وهى السن القانونيه لدخول البرلمان ، اخليت له دائرة بمعنى أن ينسحب ناخب من حزبه فاز فى احدى الدوائر المضمونه، فتجرى انتخابات من جديد فى تلك الدائرة بين كآفة الأحزاب، ليتمكن من خلال ذلك الفوز من يتقلد أول وظيفه له فى جمهورية السودان وهى (رئيس وزراء)!! لذلك وبدون أدنى شك لم يكن السيد/ عبد الرحمن الصادق المهدى الأبن (عاق) لأبيه ومخالفا لتعليماته ورغباته حينما قبل بمنصب (مساعد رئيس جمهوريه) بدون اعباء، حتى لو قيل كلام غير ذلك، وماكان له أن يحصل على ذلك المنصب لولا أنه (ابن) السيد /الصادق المهدى امام الأنصار وزعيم حزب الأمه. ولم تكن المنصوره الأميره الدكتوره / مريم الصادق (ابنه) عاق لأبيها حينما جاءت ذات يوم الى كمبالا لتوقع أتفاقا ونوع من التقارب مع الحركات المسلحه المقاومه (الجبهة الثوريه)، حتى لو وقع ذلك الأتفاق مع حركة واحده! لكن ما هو مؤلم ومحزن ان يعمل السيد/ الصادق المهدى بكل وضوح ضد تلك الحركات التى عملت من أجل السودان كله ومن أجل (التغيير) ولكى يبقى الوطن موحدا ولا يتجزأ أو ينقسم مرة أخرى واتضح باليان العملى استحالة تحقيق ذلك بغير اسقاط النظام وتفكيك مؤسساته وتقديم رموزه للعداله الوطنية أو الدوليه ومن يثبت عدم تورطهم فى ازهاق ارواح أو سفك دماء أو فساد يقال لهم (اذهبوا فأنتم الطلقاء) لكى تؤسس دوله سودانيه حديثه مدنيه ديمقراطيه شبيهة بدولة (مانديلا) التى كان يحلم بها الشهيد البطل السودانى الأصيل (جون قرنق) التى لا فرق فيها بين سودانى دينكاوى أو شايقى أو زغاوى أو فوراوى أو جعلى أو نوباوى أو نويراوى أو شلكاوى أو دنقلاوى أو ينتمى لأى قبيله أخرى الا (بالوطنيه) والأخلاص للوطن. وكان من المفروض على السيد/ الصادق المهدى ورفيقه السيد/ محمد عثمان الميرعنى، أن يكون لهما دور فى العمل السلمى الداخلى لأسقاط النظام علنا وجهارا نهارا، طالما تولى مسوؤلية حمل السلاح والزود بالأرواح ثوار شرفاء بواسل. للأسف وعلى العكس من ذلك أعتاد السيد الصادق المهدى وبعد كل معركه يخوضها الثوار وبهزمون فيها النظام ، أن يشير الى أن تلك الجبهة المكونه من حركات تحرريه، قوميه، لا تعدو أكثر من انها حركات عنصريه وجهويه، فى وقت بعلم فيه السيد الصادق المهدى أن عدد كبير من كوادرها ابناء واحفاد من كانوا ينتمون لجماعة الأنصار ولحزب الأمه، فهل كان اؤلئك الأباء والأجداد (عنصريين) وجهويين؟ أم أن السيد الصادق المهدى يرى تغييرا لا يشارك فيه ولا يقوده، ليس من حقه أن ينقذ الوطن مثلما فعل مع اتفاقية (الميرغنى/ قرنق)؟ ولا اذيع سرا اعرفه جيدا قد لا يعلمه البعض بأن حركة السيد الصادق المهدى وسفره الى امريكا للمشاركه فبما يسمى بمجموعة الوسطيه التى تتكون من عدد من روؤساء الدول الديمقراطيه السابقين، قبل نجاح الثوره المصريه وبتنسيق مع نظام (مبارك) كان لها دور فى تأخير عجلة الثوره فى السودانيه لأنه كان يدافع عن بقاء نظام (البشير) فى الندوات المفتوحه وداخل الغرف المغلقه بمبرر لا يتفق معه فيه أحد يقول أن النظام الفائم اذا لم تشمله تسوية فسوف يعرقل عمل اى نظام أو حكومه وقد يؤدى بالسودان لكى تصبح مثل (الصومال)، وهو يروج بالحق أو الباطل الى أن (النظام) له قوة حقيقيه فى الشارع السودانى، لا ارزقيه ومنتفعين ومأجورين تجمعهم وتحشدهم شوالات السكر وجركانات الزيت ويفرقهم ويشتت شملهم صوت (لاندكروزر) ... وتلك المعلومات بدون شك وصلت للمجتمع الدولى من شخصية لها مكانتها وكانت تراس آخر وزارة ديمقراطيه، وربما اقتنع بها البعض فى عالم اصبح نجاح الثورات يحتاج الى توفر ارادة ثوريه ووطنيه وعلاقات أقليميه ودوليه اذا لم تدعم الثوره، لا تقف فى طريقها! فلمصلحة من يقوم السيد/ الصادق المهدى ، بهذا الدور الذى لا يناسبه؟ وهل كما نرى من شواهد أن السيد الصادق يرى طالما الخيار بين امرين، احدهما (التغيير) الحقيقى الذى يؤدى الى سودان جديد يفتح الجروح وينظفها ثم يداويها وينزع الأحقاد والظلم والضغائن من القلوب ويحقق المساواة بين اهل السودان جميعا، لكن لن يكن للسيد الصادق المهدى الدور الذى يرجوه، لذلك فمن الأفضل له الخيار الثانى حتى لو كان مرا بطعم العلقم وهو بقاء نظام يعلم أنه ضعيف ومهترء وفاسد وفاشل، لكن له دور فيه على أكبر مما سوف يكون له اذا سفط النظام وتحقق التغيير؟ والتعجيل باسقاط ذلك النظام لا يتم النظام بالعمل السلمى الجاد والمنظم فى الداخل تحميه وتسنده قوة السلاح المرفوع فى وجه نظام تحدى الناس من قبل وقال أنه جاء بالقوة ولن يذهب الا عن طريقها، وتلك القوه متوفره لدى ثوار الجبهه الثوريه الأشاوس ومن المتوقع أن ينضم لها الشرفاء فى القوات المسلحه والشرطه. واذا كان السيد / الصادق المهدى قد أضحكنا ذات يوم وهو يصف (الأحزاب) التى صنعها (النظام) وحرضها هلى الأنشقاق من احزابها (الأم) مثنى وثلاث ورباع، وسماها احزاب (شقق مفروشه)، فكيف رضى لنفسه أن يسكن مع قادة تلك الأحزاب فى تلك ألشقق المفروشه بعد أن أتسخ فرشها واصبح قديما وباليا؟ تاج السر حسين - [email protected]