وقفت كثيراً عند دعوة النائب البرلماني، دفع الله حسب الرسول، النواب والشعب لدعم القوات المسلحة عبر الزواج، وقال انه لابد من تطبيق رخصة تعدد الزوجات التي أباحها الدين الاسلامي لرفد الجيش بالرجال ومواجهة الاستهداف الذي يتعرض له السودان . وطالب حسب الرسول - وسط تكبير وهمهمات النواب- بأن يتزوج كل رجل باثنتين وثلاث ورباع وان تعين كل امرأة زوجها على ان يتزوج عليها 3 أخريات، واضاف: لابد من ذلك لاننا امة مستهدفة في ارضنا وعرضنا والجيش يحتاج الي دعم مالي ورجال... وزاد بقوله علمت ان متوسط أعمار الذكور من سن 50 عاما فما فوق لايتجاوز ال7 ملايين و لو تزوج ال7ملايين وانجب كل رجل منهم 5 أطفال فسيبلغ عدد الاطفال 35 مليون طفل، وبعد هذا العدد «مش نفتح كاودا نفتح امريكا ذاتا. نحن نحترم رأي الرجل ولكن نتساءل هل الزواج اليوم ينتج جيشاً بعد ساعات ام بعد سنوات؟ ثم هل تعدد الزوجات فرض؟ ثم ما الدافع لقوله: الرجل لم يخلق من أجل امرأة واحدة خاصة أن المرأة (تقطع) في سن الخمسين بينما في مقدور الرجل الزواج والإنجاب حتى بلوغه 150 سنة وإستدركه متحسراً: عيب على الراجل يزرع في واطة بور مابنتج! وللرد على الرجل نورد مقتطفات من اراء القرضاوي. يتناول المبشرون والمستشرقون موضوع تعدد الزوجات وكأنه شعيرة من شعائر الإسلام, أو واجب من واجباته, أو على الأقل مستحب من مستحباته. وهذا ضلال أو تضليل, فالأصل الغالب في زواج المسلم: أن يتزوج الرجل بامرأة واحدة تكون سكن نفسه, وأنس قلبه, وربة بيته , وموضع سره, وبذلك ترفرف عليهما السكينة والمودة والرحمة, التي هي أركان الحياة الزوجية في نظر القرآن . ولذا قال العلماء: يكره لمن له زوجة تعفه وتكفيه أن يتزوج عليها, لما فيه من تعريض نفسه للمحرم, قال تعالى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم, فلا تميلوا كل الميل) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما, جاء يوم القيامة وشقه مائل. أما من كان عاجزاً عن الإنفاق على الزوجة الثانية, أو كان يخشى من نفسه ألا يعدل بين زوجتيه فحرام عليه أن يقدم على الزواج من الأخرى, قال تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) . وإذا كان الأفضل في الزواج أن يقتصر المرء على واحدة - اتقاء للمزالق وخشية من المتاعب في الدنيا والعقوبة في الآخرة. فإن هناك اعتبارات إنسانية: فردية واجتماعية (سنذكرها) جعلت الإسلام يبيح للمسلم أن يتزوج بأكثر من واحدة, لأنه الدين الذي يوافق الفطرة السليمة, ويعالج الواقع الماثل, دون هرب ولا شطط, ولا إغراق في الخيال. إن شريعة الإسلام لا يمكن أن تحل للناس شيئاً يضرهم , كما لا تحرم عليهم شيئاً ينفعهم , بل الثابت بالنص والاستقراء أنها لا تحل إلا الطيب النافع , ولا تحرم إلا الخبيث الضار. فما رأي شيخ دفع الله؟ والله من وراء القصد د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected]