1- ***- اتصلت هاتفيآ باحد اصدقائي القدامي وطويل الباع بالعمل الصحفي منذ سنوات السبعينيات، وله علاقات وطيدة بغالبية كبار الأعضاء بالمؤتمر الوطني والنواب وايضآ بالوزراء والمسؤوليين الكبار في الدولة، يعمل حاليآ بمؤسسة صحفية كبيرة في الخرطوم، وملمآ بخفايا مايدور في دهاليز القصر واروقة الحزب الحاكم، وسالته عن سبب احجام خروج الجماهير في مظاهرة مليونية تاييدآ ومناصرة لضباط وجنود القوات المسلحة بعد دخولهم منطقة " ابو كرشولا" كما جرت العادة قديمآ في الخرطوم وخروج المظاهرات الكبيرة بعد سماعها بدخول القوت المسلحة منطقة ما واستعادتها بعد معارك ضارية من المنظمات المسلحة المناوئة للسلطة الحاكمة?!! 2- ***- يقول صديقي ردآ علي السؤال: ( اولآ، لم يحدث اطلاقآ وان كانت هناك مظاهرة مليونية في زمن حكم البشير!!، وهذا الرقم المليوني هو رقم تقريبي لا يمت للحقيقة بصلة بعدد المتظاهرين، ولم ينزل احدآ ليعدهم او يحصيهم بالشوارع، ثانيآ، كل الحقائق التاريخية تقول ان اكبر مظاهرة قديمة عرفتها البلاد كانت في سنوات الخمسينيات، وتحديدآ في اليوم الاول من يناير عام 1956، يوم تم رفع علم البلاد، حيث امتلأ شارع النيل والقصر وبعض الشوارع المتفرعة بمئات الألوف من المواطنيين جاءوا ليكونوا شهود عيان هذه اللحظة التاريخية النادرة. وعرفت شوارع الخرطوم ايضآ واحدة من اكبر المظاهرات العارمة في تاريخها يوم تنحي الفريق ابراهيم عبود من السلطة في اكتوبر 1964، وبالطبع لن ينسي احدآ انه وواحدة من كبريات المظاهرات التي عرفتها شوارع الخرطوم تلك المظاهرة الضخمة الكبيرة التي خرجت في يوم 6 أبريل 1985 وهي كانت بالفعل مظاهرات مليونية بحق وحقيق حتي وان لم يحصيها احدآ). ***- يقول ايضآ في سرده لتاريخ المظاهرات، (انه وعندما توفي الامام عبدالرحمن المهدي، خرجت مدينة امدرمان عن بكرة ابيها لوداعه..ونفس الشئ عندما توفي الراحل اسماعيل الأزهري في عام 1969. اما اكبر مظاهرة عرفتها مدينة الخرطوم مؤخرآ فكانت يوم تشييع جثمان الراحل محمد ابراهيم نقد في 22 مارس 2012). 3- ***- ويواصل صديقي الصحفي حديثه فيقول: ( عندما قصفت بارجة اميريكية كانت راسية في البحر الاحمر مصنع "الشفاء" للادوية عام 1998، خرجت مظاهرة كبيرة تندد بالرئيس كلينتون، وكانت بالفعل مظاهرة كبيرة "منظمة"!! تنظيمآ دقيقآ من قبل السلطات في الخرطوم، وشاركوا فيها اعدادآ كبيرة من ضباط وجنود القوات المسلحة بثيابهم المدنية، ولكن لم تكن باي حال من الاحوال "مظاهرة مليونية"، وقتها فرضت الأجهزة الأمنية علي الصحف ان تشير لهذه المظاهرة ب"المليونية"!!...وكانت بالفعل مليونية في الصحف وعلي صفحات الجرائد!!...اما واقع الحال فهي مظاهرة لاتتعدي ال150 ألف متظاهر!!...وشتان مابين الرقمين!!). 4- ***- ويكمل صديقي كلامه، فيقول: ( حاليآ اختفت كل اشكال المظاهرات سواء كانت مظاهرة مع النظام او ضده، الا تلك المظاهرات الصغيرة التي تجهز وتعد وتنسق من قبل جهاز الأمن للتعبير عن تضامنها للنظام او للقوات المسلحة!!.. لقد تم وبصورة قاطعة منع تسيير اي مظاهرة ، وتقوم الجهات الأمنية بقمع اي تجمعات بصورة عنيفة وقسوة بالغة ، ولا تقوم وزارة الداخلية بمنح اي تصاديق تسمح بخروج اي مظاهرة، بل وحتي عندما جاء الرئيس المصري محمد مرسي للخرطوم في ابريل الماضي، رفض جهاز الأمن للمصريين في الخرطوم باستقباله في شكل تجمعات او افرادآ!! ***- خوف النظام الشديد من المظاهرات حتي وان كانت مؤيدة للوضع القائم اصبحت واضحة وظاهرة للعيان، والاغرب من كل هذا- يقول صديقي الصحفي- ان ظاهرة الذين كانوا يقفون خلف البشير اثناء القاء خطبه ويرفعون اصابعهم للسماء ويهتفون " سر سر ياالبشير" قد تم تقليلها للحد البعيد!!، ***- وكل هذه الاجراءات الصارمة والتي تنفذ بدقة من قبل رجال الأمن...وعساكر مكافحة الشغب... و"الرباطيين"...ومليشيا النظام... وبوليس "النظام العام"...وضباط وشرطة وزرة الداخلية الذين يتمتعون بالحصانة من اي مسألة او تحقيقات في حالة اغتيالهم لمواطنيين عزل... والمنظمات الاسلامية داخل الجامعات ... هدفها الاترتفع اي اصوات تندد بالحال المزري الذي ماعرفه السودان من قبل ولا كان له مثيلآ!!...الحزب الحاكم لم يعد يثق في المتظاهرين ايآ كانوا...حتي وان كانوا ضباطآ او جنودآ في ملابس مدنية!! 5- ***- انتهي حديث صديقي الصحفي وبقي السؤال مطروحآ: ( هل حقآ السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي يخلو من مظاهرات سواء كانت مع الحكومة او ضدها?!!)... ***- وسؤال اخير يقول: ( هل تستطيع فعلآ السلطات الحاكمة في الخرطوم تكميم افواه الجماهير طويلآ وتبقي الحال علي ماهو عليه الأن ، وتمارس سياسات كبت الحريات بالقوة... ومصادرة الصحف واغلاق المؤسسات الصحفية ومصادرة المقالات...ومنع المظاهرات والتجمعات كل اشكال التعبير?!! 7- رابط له علاقة بالموضوع: ******************* (أ)- "انحنا واراكم لحدي مانرجعكم لحفركم "..الحاج ساطور : لن نسمح للصحف بالاساءة للمجاهدين (مادايرين كلام فارغ)!! http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-100930.htm [email protected]