أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق امريكية عن سنوات عبود (1 من 20)
نشر في الراكوبة يوم 05 - 06 - 2013


وثائق امريكية عن النظام العسكري الاول في السودان:
خطط حزب الامة للانقلاب، وجمع الانصار من الاقاليم
منشورات شيوعية عن اغتيال السفير الامريكي ونزول القوات الامريكية في الخرطوم
واشنطن تخشى ضم السودان الى الجمهورية العربية المتحدة بقيادة عبد الناصر
"بعد ان فقد الغرب العراق، لا يريد ان يفقد السودان"
"اقتربت نهاية التحالف المهزور بين الختمية والانصار"
-------------------------
واشنطن: محمد علي صالح
قبل سنوات قليلة، تكرمت صحيفة "السوداني"، ونشرت لى وثائق امريكية عن السودان، في ثلاثة اجزاء:
الجزء الاول عن سنوات الديمقراطية الاولى، بقيادة اسماعيل الازهري، اول رئيس وزراء (1954-1956). وكان خمسة وعشرين حلقة.
الجزء الثاني عن الحكومة العسكرية الثانية، بقيادة المشير جعفر نميري (1969-1975، آخر سنة كشفت وثائقها). وكان ثمانية وثلاثين حلقة.
الجزء الثالث عن سنوات عبد الله خليل، رئيس الوزراء في الديمقراطية الاولى (1956-1958). وكان اثنين وعشرين حلقة.
وهذا هو الجزء الثالث عن الحكومة العسكرية الاولى، بقيادة الفريق ابراهيم عبود (1958-1964). وسيكون ربما عشرين حلقة.
ثم الجزء الرابع والاخير عن الديمقراطية الثانية (1964-1969). وسيكون ربما عشرين حلقة، ان شاء الله.
----------------------------------
منشورات شيوعية:
1-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... اليوم، نشرت صحيفة "الميدان" الشيوعية خبرا في صدر صفحتها الاولى، عنوانه: "مجرمون." ومعه صورتا السفيرين الامريكي والبريطاني في الخرطوم.
وفيه الأتي: "نكشف اليوم دور هؤلاء في المنشورات التي تهاجم مصر والمصريين. هكذا، يتحالف مجرمون مع مجرمين. هكذا، يتحالف الاستعماريون مع حزب الامة الرجعي. يكاد المريب ان يقول خذوني. الا يجب ان تقبض عليهم العدالة؟
زادت نشاطات هذا التحالف الامبريالي الرجعي مؤخرا، بعد سقوط النظام الملكي في العراق ...
(يوم 14-6-1958، اطاحت الثورة في العراق بالملك فيصل، الهاشمي، الذي كان حليفا لبريطانيا والولايات المتحدة. واعلنت الثورة انسحاب العراق من حلف بغداد الذي كانت تشترك فيه امريكا وبريطانيا، والذي كان يعارضه القوميون والتقدميون العرب، بقيادة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، الذي كان يراه تدخلا غربيا في الدول العربية).
يريد الامريكيون والبريطانيون التعويض عن فقدان العراق بان يكسبوا السودان، ويبعدونه عن الخط التقدمي الذي يسير عليه الرئيس المصري عبد الناصر. يريدون ان يتحالف السودان مع الملكية الرجعية في الاردن، ومع انصار الغرب في لبنان.
تشمل الخطة استغلال عملاء سودانيين يعملون في السفارة الامريكية في الخرطوم لاغتيال السفير الامريكي. ثم تتدخل القوات الامريكية في السودان، كما تدخلت مؤخرا في لبنان ...
(يوم 15-7-1958، نزلت قوات المارينز الامريكية في لبنان، بناء على طلب الرئيس اللبناني كميل شمعون. وكان شمعون والمسيحيون اللبنانيون في مواجهة مع المسلمين هناك الذين طالبوا بضم لبنان الى الجمهورية العربية المتحدة، التي كانت تضم مصر وسوريا، برئاسة عبد الناصر).
تشمل الخطة اغتيال السفير الامريكي في الخرطوم، وليس اغتيال السيد عبد الرحمن المهدي. وذلك لان القوات الامريكية لن تتدخل اذا اغتيل المهدي. ماذا هو بالنسبة للاميركيين؟ مجرد رجل اسود في افريقيا ..."
رأينا:
هذه مقتطفات من تعليق طويل نشرته صحيفة "الميدان." واليوم، قال لي السفير البريطاني في الخرطوم انه سيجتمع مع وزير الخارجية السودانية، ويسأله عن ما ستفعل حكومته تجاه هذه الهجمات الصحفية البغيضة.
وانا كنت قابلت امين التوم، وزير الدولة، وتحدث معه عن هذا الموضوع، وهو قال لي في بساطة: "هل تتوقع من الشيوعيين ان يقولوا غير ذلك؟"
--------------------------
خطاب دالاس:
4-11-1958
من: وزير الخارجية دالاس
الى: السفير، الخرطوم
"... يجب ان تجتمع سرا مع رئيس الوزراء عبد الله خليل، وتساله عن تقارير في صحف سودانية باننا نخطط لانقلاب عسكري في السودان.
ويجب ان تقولوا له ان مصادرنا الخاصة كشفت وجود تحركات لتنفيذ هذا. وان الشيوعيين وعناصر في المعارضة ينشرون هذه الاخبار. ويحشدون الشعب ليمنع تنفيذ الانقلاب، وليعارض اي حكومة تأتي بعد الانقلاب. ويكررون اننا وراء هذه الخطة.
يجب ان تسألوا خليل عن هذه المواضيع.
يجب ان تقولوا له انه، مهما كان رايه هو، تنتشر اخبار في السودان، وخارج السودان، بانه يخطط لانقلاب عسكري...
وابضا، وصلتنا تقارير من مسئولين بريطانيين وفرنسيين بانهم حصلوا على معلومات بان خليل يخطط لانقلاب عسكري في المستقبل القريب.
يجب ان تقولوا له بانه اذا، حقيقة، يخطط لذلك، لم يعد هذا التخطيط سرا. وها هي صحف الخرطوم تكتب عنه. لهذا، يمكن ان يعرقل كشف الخطة تنفيذها.
يجب ان تقولوا له انه، اذا فشل الانقلاب، سيخسر خسارة كبيرة. وستتضاعف اتهامات الشيوعيين لنا، وباننا وراء الانقلاب الفاشل.
يجب ان تقولوا له اننا نفضل ان يضع خليل جانبا اي خطة لتنفيذ الانقلاب في الوقت الحاضر.
ويجب ان تنقلوا لنا رأيه ... "
------------------------------
خطة الانقلاب العسكري:
5-11-1958
من: السفير، باريس
الى: وزير الخارجية
صورة الى: السفير، الخرطوم
"... نقل لنا دبلوماسي في الخارجية الفرنسية تصريحات على لسان محمد عثمان ياسين، وكيل وزارة الخارجية السودانية، خلال زيارته لفرنسا، عن الوضع السياسي في السودان:
وقال: "الوضع السياسي في السودان ليس مستقرا، اكرر ليس مستقرا. والتحالف الذي ظل مهتزا بين حزب الامة وحزب الشعب الديمقراطي لن يستمر طويلا، اكرر لن يستمر طويلا."
وقال ياسين ان قادة حزب الشعب الديمقراطي صاروا يتحولون الى عملاء للمصريين في السودان. وانهم يريدون من حكومة عبد الله خليل قبول مساعدات روسية، كما يقبلها عبد الناصر. وان الروس مستعدون لارسال وفد الى الخرطوم لتقديم عروض زراعية واقتصادية، منها شراء القطن السوداني، لهم او لدول المعسكر الشرقي في اروبا.
وقال ياسين ان عبد الله خليل، لمواجهة هذه الضغوط من عبد الناصر ومن قادة حزب الشعب، يخطط لانقلاب عسكري. واجرى خليل اتصالات مع قادة القوات المسلحة. وفعلا، وصلت الى الخرطوم جماهير من الانصار، ويتوقع وصول مزيد منها، لدعم الانقلاب العسكري.
وقال ياسين انه يعارض الانقلاب العسكري. وان الدول الغربية يمكن ان تساعد على الاستقرار في السودان بتقديم مساعدات اقتصادية الى حكومة خليل. وذلك لان جزءا كبيرا من المشاكل في السودان مشاكل اقتصادية. وتقدر الدول الغربية على المساهمة في بناء خزان الرصيرص، وتنفيذ امتداد المناقل، وشراء القطن السوداني.
وقال ياسين ان المساعدات من الدول الغربية يجب الا تكون مشروطة ...
(حسب برقيات سابقة من السفير الامريكي في الخرطوم، تريد الادارة الامريكية، والدول الغربية، كسب السودان في صراعها مع القوميين والتقدميين العرب بقيادة عبد الناصر. وهناك اشارات الى "مطامع ناصر التوسعية"، بعد ان حقق الوحدة مع سوريا. وبانه يريد ان يكون "امبراطورا" في المنطقة. وان ذلك سيهدد اكثر المصالح الغربية، وخاصة الامريكية).
---------------------------
خيارات حزب الامة:
6-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... قالت لنا مصادرنا السودانية الخاصة ان الخيارات امام حزب الامة هي كالاتي، مع اقتراب موعد استئناف جلسات البرلمان يوم 17-11-1958:
الخيار الاول: شراء النواب داخل البرلمان، وخاصة الجنوبيين. وبوعود بزيادة الخدمات الحكومية في الجنوب، وباصدار عفو عن الجنوبيين المتمردين. ثم، بعد التأكد من الحصول على اغلبية داخل البرلمان، اصدار قانون بتجميد البرلمان لفترة معينة، وحكم البلاد بواسطة مجلس الوزراء مباشرة.
الخيار الثاني، اذا فشل الخيار الاول، استعمال القوات المسلحة، وربما الانصار، لضمان البقاء في الحكم. ومواجهة المعارضين مواجهة خشنة ...
اذا نجح الخيار الاول، يعرض حزب الامة وزارات على الجنوبيين، والاتحاديين، والختمية الذين يقبلون التعاون معه.
وقالت مصادرنا السودانية ان عبد الناصر استدعى على عبد الرحمن، زعيم حزب الشعب الديمقراطي، ووزير الداخلية في حكومة عبد الله خليل، الى القاهرة. ويريد عبد الناصر اقناع حزب الشعب بانهاء التحالف مع حزب الامة، والانضمام الى الحزب الوطني الاتحادي لتشكيل حكومة مؤيدة لمصر، بعد ان توترت العلاقات بين مصر وحزب الامة.
وقالت المصادر ان حزب الامة بدا في جمع مؤيدين له وسط الجنوبيين، وفي حزبي الشعب والوطني الاتحادي، من الذين يتفقون معه في الرأي، ويخشون ان عبد الناصر يريد ضم السودان الى الجمهورية العربية المتحدة.
وهناك تقارير اخرى بان عبد الناصر طلب من الروس عدم ارسال وفد اقتصادي الى السودان، وعدم تقديم مساعدات اقتصادية لحكومة عبد الله خليل، وذلك لزيادة الضغط على خليل وعلى حزب الامة، ولوضع السودان تحت رحمة عبد الناصر.
لكننا لسنا متأكدين من تاريخ وصول الوفد الاقتصادي الروسي الى الخرطوم، واذا كان، حقيقة، هناك وفد تريد ان ترسله روسيا.
لكننا علمنا ان محمد احمد محجوب، وزير الخارجية، يريد الا يزور الوفد الروسي السودان قبل يوم 20-11-1958. ربما يريد محجوب، اولا، تنفيذ الخيار الاول بتجميد البرلمان يوم 17-11-1958، وان يحكم مجلس الوزراء السودان حكما مباشرا ..."
------------------------------
المهدي رئيسا للجمهورية:
6-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... حسب تعليماتكم، جمعنا تفاصيل معلومات واتصالات بان حزب الامة يريد ان يكون السيد عبد الرحمن المهدي رئيسا للجمهورية...
لكنه، بسبب معارضة من الختمية، عرض عليهم ان يكون السيد على الميرغني رئيسا للجمهورية بعد المهدي. لكن، رفض الميرغني ان يكون رئيسا للجمهورية، بعد، او قبل المهدي ...
وحسب معلوماتنا، قال الميرغني لحزب الامة، عن طريق ممثليه، ان مجلس السيادة يجب ان يكون راس الدولة في السودان، وليس المهدي، او الميرغني، او اي شخص آخر ... "
----------------------------
انقلاب تؤيده امريكا:
7-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجيه
"... نشرت صحيفة "الميدان" الشيوعية اليوم تعليقا عنوانه: "افتحوا عيونكم. تخطط امريكا لانقلاب في السودان." وجاء في التعليق:
"على خطى الانقلابات العسكرية التي تنظمها الامبريالية الامريكية في دول امريكا اللاتينية، وقعت مؤخرا ثلاثة انقلابات عسكرية في اسيا، ايضا بتخطيط الامبريالية الامريكية: باكستان، بورما، تايلاند ...
لجأ الامريكيون الى الانقلابات العسكرية بعد ان لاحظوا ان هناك حكومات مدنية، وتتمتع بالديمقراطية، لكنها لا تطيع اوامرهم. مثل حكومة باكستان الديمقراطية التي اطاح بها انقلاب عسكري ...
ويشبه الوضع في السودان الوضع في باكستان. وتريد اميركا السيطرة على السودان عن طريق حزب الامة. لكن، تكرر التوقعات ان حزب الامة سيسقط في البرلمان عندما يستانف جلساته يوم 17-11-1958.
وتوضح معلوماتنا ان السفارة الامريكية في الخرطوم، لهذا، تخطط مع حزب الامة لانقلاب عسكري لاستمرار سيطرتها على حكم السودان. نجاح او فشل هذه الخطة يعتمد على قدرة الشعب السوداني العظيم على افشالها قبل ان تنفذ ... "
---------------------------
قائمة المطلوب قتلهم:
7-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... اليوم، نشرت صحيفة "الامة"، الناطقة باسم حزب الامة، ما اسمتها قائمة المطلوب قتلهم من قادة في حزب الامة. وقالت ان وراء وضع القائمة منظمة اسمها "قادة تحرير السودان"، وفي القائمة:
عبد الله خليل، رئيس الوزراء، "عميل بريطاني." وامين التوم، وزير دولة، "‘عميل امريكي." وعبد الرحمن على طه، وزير الحكومة المحلية، "عميل للامبريالية البريطانية." ومحمد صالح الشنقيطي، زعيم مجلس النواب، "عميل للامبريالية البريطانية." وعبد الرحمن المهدي، زعيم طائفة الانصار، "بعد ان يصير رئيسا للجمهورية، حسب الخطة الامبريالية." رئيس تحرير صحيفة "الامة."
في نفس الوقت، نشرت صحيفة "العلم" ان تهديدات بالقتل وصلت الى رئيس تحريرها من جهات مؤيدة لحزب الامة. وفي التهديدات اشارات الى العمالة لمصر ولعبد الناصر ... "
-------------------------
رد خليل على دالاس:
8-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... حسب تعليماتكم، قابلت رئيس الوزراء عبد الله خليل. وتحدث معه عن النقاط التي اشرتم اليها. وهذا ملخص رايه:
اولا: لا يخاف من الشعب السوداني، مؤيديه له، ومعارضين له. لكنه يخاف من النفوذ المصري، وهو نفوذ قوي وخطير.
ثانيا: يتابع مؤامرات المصريون مع قادة حزب الشعب الديمقراطي والحزب الوطني الاتحادي لاسقاط حكومته لتنفيذ مطامع عبد الناصر التوسعية.
ثالثا: يفكر في نصيحة من مؤيديه بطرد وزراء حزب الشعب من وزارته. وادخال اتحاديين يقبلون التعاون مع حزب الامة...
وقال لي خليل انه يرى ان على عبد الرحمن، زعيم حزب الشعب الديمقراطي، ووزير الداخلية في حكومته، واسماعيل الازهري، رئيس الوزراء السابق، والان في المعارضة، يراهما عميلين حقيقيين لمصر ...
وقال خليل ان الازهري اتفق مع عبد الناصر على التحالف العسكري معه. وان ناصر يمكن ان يقبل سودانيا ليكون وزيرا للخارجية (اذا انضم السودان الى الجمهورية العربية المتحدة).
وقال خليل ان القوات المسلحة تحت سيطرته. وستنفذ اي امر يصدره لها، اذا دعى الحال (لانقلاب عسكري). لكنه يأمل، ويتوقع، الا يصدر هذه الامر. غير انه يريد ان يكون واعيا، ويتخذ خطوات احتياطية لمنع تحركات مفاجئة من جانب القادة السودانيين المؤيدين لمصر.
رأينا:
اولا: لا اشك في ان خليل يريد حلا دستوريا للمشكلة الحالية في السودان.
ثانيا: قال لي السفير البريطاني في الخرطوم انه، حسب معلوماته، اتصل قادة في القوات المسلحة مع خليل، وقالوا انهم يريدون القيام بانقلاب عسكري. وان صبرهم قد نفذ. لكن، قال لهم خليل ان ينتظروا حتى يسافر الى، ويعود من، اثيوبيا. والا يتخذوا خطوات غير دستورية ...
ثالثا: اذا استعمل خليل القوة لاسقاط حكومته المدنية، ووقع الانقلاب العسكري، ستكون هناك نتائج لا يعرفها احد. لكن، سيكون ذلك افضل من الكارثة المؤكدة التي ستحدث للمصالح الغربية اذا صار على عبد الرحمن، وغيره من حلفاء عبد الناصر، قادة للسودان ... "
-------------------------------
مشاكل بين الختمية والانصار:
8-11-1958
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
"... نشرت صحف سودانية اليوم بان رئيس الوزراء عبد الله خليل قال انه مستعد للسفر الى القاهرة لمقابلة الرئيس المصري عبد الناصر، والعمل لحل المشاكل بينهما. وقال خليل انه سيفعل ذلك اذا تأكد بان المقابلة ستكون ناجحة.
في نفس الوقت، حمل احمد محمد صالح، عضو مجلس السيادة، خطابا خاصا من عبد الناصر الى السيد عبد الرحمن المهدي بان عبد الناصر مستعد لمقابلة رئيس الوزراء خليل لحل المشاكل بين البلدين. وان المهدي اطلع السيد على الميرغنى على فحوى الرسالة.
لكن، يفضل قادة في حزب الامة ان يسافر، اولا، وزير الخارجية محمد احمد محجوب الى القاهرة لمقابلة عبد الناصر. ثم ليعود بالنتائج الى خليل ...
وامس، فجأة، سافر الى القاهرة وزير الداخلية على عبد الرحمن، وهو قائد حزب الشعب الديمقراطي الذي يتحالف مع حزب الامة في وزارة خليل. وقيل انه يحمل رسالة من السيد على الميرغني الى عبد الناصر بان الميرغني مستعد للتوسط بين عبد الناصر وحزب الامة. ومستعد لقبول اي حل وسط حتى اذا رفضه قادة في حزب الامة...
ويوجد في القاهرة الأن امين السيد، رئيس مجلس الشيوخ، ومن قادة حزب الشعب الديمقراطي. ويعتقد ان السيد وعلى عبد الرحمن سيجتمعان في القاهرة مع قادة في الحزب الوطني الاتحادي، وسط اخبار بان الختمية والانصار وصلا الى نهاية التحالف بينهما...
هذا هو التحالف الذي اسقط حكومة الحزب الوطني الاتحادي، بقيادة اسماعيل الازهري، وظل يحكم السودان منذ سنتين تقريبا، وظل الازهري في المعارضة ... "
-----------------------
راي المصريين:
12-11-1958
من: السفير، القاهرة
الى: وزير الخارجية
"... اليوم، كتبت صحيفة "الجمهورية" المصرية: "وضع الامبرياليون سحابة سوداء فوق العلاقة بين الجمهورية العربية المتحدة والسودان. لهذا، لابد من تحالف قوي بين الشعبيين الشقيقين على طول وادي النيل."
رأينا:
نلاحظ ان هذا هو الخط الحكومي والشعبي في مصر. ونشرت صحف مصرية تصريحات لزعيم الحزب الوطنى الاتحادي، اسماعيل الازهري، والذي يقف في المعارضة ألان، بان عبد الناصر مستعد لحل المشاكل مع السودانيين. وصار الازهري نجما في الاعلام المصري، وهو الذي طالما كان هدف انتقادات المصريين، منذ ان رفض الاتحاد مع مصر، واختار الاستقلال للسودان، سنة 1956...
وحسب معلوماتنا هنا، سيعود القادة السودانيون الى الخرطوم خلال الايام القليلة القادمة لان البرلمان السوداني سيستأنف جلساته يوم 17-11-1958. لكن، يبدو ان حزب الامة لا يريد ذلك، وسط اخبار بان اتصالات القاهرة بين الاتحاديين والختمية، وايضا اتصالات في الخرطوم، تمهد لفك تحالف الختمية مع الانصار، وانضمامهم الى حزب الشعب الديمقراطي، واسقاط حكومة عبد الله خليل ... "
------------------------
الحلقة التالية: ايام قليلة والانقلاب
[email protected]
صحيفة "السوداني"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.