الجدل يحتد في مصر .. واختبار امني كبير للرئيس محمد مرسي ولقدراته في التعامل مع ملفات الامن القومي في مصر .. وقرار السودان هو الذي يرجح الكفة .. لأن السودان هو الأهم دائما لمصر والسودان ومنذ حكومة عبود يقدم السبت تلو السبت تلو السبت ..منتظرا الأحد ..!! والسودان كان يقدم السبت بلاوعي في تلك الفترة حيث تقول حيثيات الحدث حدث الموافقة على بناء السد العالي ان كل السادة و(الاسياد) _مجازا طبعا_فسيدنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولكن كل قيادات القوى السياسية من اقصاها الى اقصاها بصموا بالعشرة على قيام السد العالي ووقعوا على الاتفاقية (مغمتين) دون ان يؤمنوا حق السودان مقابل ذلك التنازل التاريخي .. ثم انتبه السودان في مراحل متأخرة جدا ان السبت الذي كان يقدمه في كل مرة تحت تأثير حلاوة اللسان وطلاوة المجاملة لا ولن ينال في مقابله شيئا من المصريين .. وبصراحة يجب ان يبحث الباحثون عن أسرار تلك المرحلة التاريخية وتلك الصفقات السياسية فرائحة الملف ظلت تزكم الانوف والمعلومات في قبر التاريخ .. السودان اعلن قبل المؤتمر المصري ال(مشرور في حبل الاعلام بغفلة) اعلن رسميا انه لن يتضرر من الخطوة الأثيوبية الأخيرة بتغيير مجرى نهر النيل الأزرق في إطار بناء سد النهضة.. هذا هو الموقف الرسمي والمفترض ان يكون هو الموقف المدروس والمحسوب والنهائي بالنسبة للسودان.. والان رئيس المخابرات المصرية في الخرطوم منذ الامس في محاولة لتغيير موقف السودان تجاه سد النهضة الاثيوبي لان تغيير موقف السودان سيرجح الكفة في الامر .. ومصر الان منهارة نفسيا وتتخبط بتصريحات وتهديدات عسكرية ضد اثيوبيا ..اثيوبيا تلك التي ترعى الاتفاقات السودانية ,, اثيوبيا التي لها صداقة صادقة وايجابية مع السودان الان .. ماذا سيكسب السودان لو جامل المصريين مرة اخرى على حساب علاقاته مع اثيوبيا بكل ابعاد تلك العلاقات الاستراتيجية وكل الحدود الممتدة بين البلدين التي لاتسمح الان باستخدامها في الحرب على السودان .. السودان يجب ان يعتذر لمصر عن اي موقف يتسبب في تعكير صفو علاقاته مع اثيوبيا طالما ان السودان لن يتضرر من بناء هذا السد .. ان حدود المجاملات السياسية واضحة ومعلومة وتلويحات التصعيد العسكري المصري ضد اثيوبيا بالنسبة للسودان هي (شهرا ماعندو فيهو نفقة ومابعد ايامو).. والمصريون يريدوننا ان نخسر جارتنا الشرقية المهمة في سبيل الدفاع عن مصالحهم ..ولاتزال حلايبنا السودانية محلوبة الخير لمصر .. هل يحمل رئيس المخابرات المصرية في حقيبته وهو يزور السودان اوراق صفقة جديدة تظهر بين سطورها كلمتان متلازمتان هما (حلايب) و(النهضة) ..؟! ..هل بين أوراق شحاتة مذكرات قديمة ليست بالية حول الديون المائية بين مصر والسودان ..هل سمع شحاتة بمقولة الحساب ولد .. أخبروه إذن ..! جمال علي حسن [email protected]