عندما أصرت أثيوبيا على موقفها من بناء سد الالفية أو سد النهضة لم يكن ذلك الاصرار مبنيا على عناد وحبا في أثارة المشاكل مع ( الكبيرة) مصر، بل تم الامر بعد دراسة جدوى أقتصادية بينت الفائدة الكبيرة التي ستعود على بلادهم من خلال قيام السد. ومن أكبر فوائد سد النهضة ..الكهرباء المتوقع أنتاجها من السد والتي ستفوق حاجة أثيوبيا للكهرباء مما يعني أمكانية أستفادة من الفائض الاثيوبي لدول الجوار وبالأخص السودان. أثيوبيا تلعب لصالح أقتصادها وستمضي في بناء السد بالرغم من( ولولة) المصارنة ،لأن أثيوبيا تعرف مصلحتها ولا تأبه لأتفاقية تمت في زمن أنعدام السيادة. توحيد المواقف بين السودان ومصر ليس له مايبرره في ظل عدم التضرر من بناء السد بالنسبة للسودان بالرغم من أن المسؤولين يحاولون ايهامنا بتضرر السودان من السد ،وأستطيع ان أقول ان بناء السد فوائده اكثر من ضرره بالنسبة للسودان ويكفي فقط أن سد النهضة يمكنه التحكم في مياه النيل في اوقات الفيضانات التي يتضرر منها قطاع كبير من السكان المحازيين للنيل والذين لم يجدوا العون والدعم من مصر في أوقات الشدة قديما كان او حديثا. كان من الممكن أن (نبلع) الموقف السوداني لو أن هنالك مصالح مشتركة بين شعبي وادي النيل ، ولكن الحقيقة مصر تصر على التعامل مع قضايانا بعنجهية وغرور فارغ ،أستنادا على ماض بائد وتصور زائف. نحتاج لمسؤول شجاع( يقرص ودن ) الاعلام في مصر ويبين لهم أن حاجتهم للسودان أكثر بكثير من من حاجة السودان لمصر.والعرف الدبلوماسي المعروف (المعاملة بالمثل) يجب أن يوضع حيز التنفيذ ، ويجب أن تتم المساومة بقضية حلايب وموقف السودان من سد النهضة، وحتى تصدير الماشية .والعمالة المصرية في السودان. لأن السياسة مبدأ ميكافيلي فيه الغاية تبرر الوسيلة . لدى المصرين شعور عام بأن السوداني طيب لدرجة (الهبل) ، ونحن في كل يوم نثبت لهم بأننا كما يتصورون ،فبالله عليكم أي حكومة في العالم تمنح دولة محتلة جزء من أراضيها فرص أستثمارية وأراضي مجانية تفوق 2مليون متر . من دون فائدة ومصلحة ترجى من ذلك . وعندما أقول لامصالح لنا مع مصر فأنا أعي ذلك تماما ، فنحن لانستورد من مصر إلا المنتجات البلاستيكية ، والمسلسلات، في الوقت الذي نصدر لها الثروة الحيوانية ، وحتى حاجتنا لمصر في المواقف الدولية أنتفت نسبة لتراجع أهميتها في المنطقة والمصريين الموجودين في السودان هم عمالة تكسب رزقها بينما السودانيين في مصر هم رجال اعمال وطالبي هجرة وطلاب علم ونادرا ماتجد سوداني يعمل في مصر. العلاقات السياسية تبنى على المواقف وليس على عبارات المجاملة ومواقف مصر مخزية وكل أعلامي ومسؤول في مصر يعلم أين تقع حلايب ولكنه الاستحقار والاستهوان لشعب هان فسهل الهوان عليه. شاذلي الزين [email protected]