فبالأمس قدم وزير اعلام النظام المدعو (احمد بلال عثمان) خدمه لا تقدر بثمن للجبهة الثوريه وللقوى الوطنيه الحره التى وقعت على ميثاق الفجر الجديد الذى يمثل قفزة هائله وهامه نحو حل جاد وحقيقى لمشاكل السودان المتراكمه والتى تفاقمت بعد اغتصاب هذا النظام الفاسد للسلطه فى 30 يونيو 1989 .. ومنذ ذلك التأريخ كشف عن حقده واعلن الحرب والكراهية على كل سودانى حر وشريف غير قابل للشراء .. ثم تفاقمت الأمور ووصلت ذروتها بأعلانه الحرب الجهاديه الزائفه ضد أهلنا فى الجنوب العزيز الذين اباد منهم أكثر من 2 مليون وحينما كادت مشكلة السودان فى الجنوب أن تحل بعد تضحيات جسيمه وتنازلات مقدره من الجنوبيين، وقبل أن تجف دماءهم النقيه اتجه الى حرب جديده جهويه وعنصريه ضد اهلنا فى دارفور وكذلك اباد منهم أكثر من 300 الف وتخلل ذلك العمل الأجرامى المشين الذى تسبب فى أقحام المجتمع الدولى فى الصراع وقضى بوضع عدد من رموز النظام ضمن لائحة المطلوبين للمحكمه الجنائيه الدوليه وفى مقدمتهم رئيس النظام .. تخلل ذلك الفعل ولحقت به جرائم قتل وتعذيب وتشريد قسرى لمجموعات أخرى من شرفاء السودان فى مناطق مختلفه، مثل شرق السودان وضحايا سد كجبار وخلافهم من مثقفين وصحفيين ونشطاء حقوقيين وسياسيين. الشاهد فى الأمر أن (أحمد بلال) – جزاءه الله خيرا - وفى ظل الأحتكار والتعتيم الأعلامى الذى يمارسه النظام على كل من يعارض سياساته وأسلوب (التعميه) على الأفكار والرؤى التى يمكن أن تحل أزمة السودان لكنها تتعارض مع (منهجه) الأقصائى العنصرى، تبرع من نفسه مشكورا شارحا لجماهير الشعب السودانى الصابره والمطحونه والكارهة للنظام، أجزاء هام من أدبيات وبنود ميثاق (الفجر الجديد) الذى يتطابق مع آمال وطموحات كل سودانى حر لم يتلوث بالأنقاذ .. ذلك الميثاق الذى جمع بين قيم وموروثات السودان (القديم) الجميله، وبين حتمية التطور والتطلع الى عقد اجتماعى جديد يصحح اخطاء الماضى وسلبياته ويعمل على صنع (سودان جديد)، سودان العزة والكرامة والعدل والمساواة، الذى لابد أن يتحقق ذات يوم من الايام وأن يغنى يومها الشعب السودانى كله (حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى .. وطن شامخ وطن عاتى .. وطن خير ديمقراطى) ، سوف يتحقق ذلك السودان الذى كادت أن تشرق شمسه وأن كره تجار الدين وأرزقيتهم وطباليهم مثل (أحمد بلال) الذى نسى أنه باع حزبه، ونسى انه قدم ذات يوم ضمن قوات مسلحه من دوله مجاوره لمواجهة نظام (سودانى) نعم ديكتاتورى وشمولى، والآن وبدون ذرة حياء أو خجل يصف ثوار سودانيين شرفاء بأنهم متمردين وعملاء وهم يحاربون من داخل السودان- وحتى أن صح كلامه - وماقاله رفيقه فى المؤتمر الصحفى (محمد عطا) بأنهم يجدون دعما من دولة (الجنوب)، فهى فى الأول الآخر دولة (جنوب السودان) لا دولة (جنوب لييبا)!! وعلى سيرة رفيقه ذاك (الفريق أول) محمد عطا، رئيس جهاز الأمن والمخابرات الذى ظهر يتحدث بصورة لا يمكن أن يظهر بها رجل مسوؤل فى دوله عن الأمن والمخابرات، والمرحوم اللواء (عمر سليمان) رئيس جهاز المخابرات المصرى الدوله المجاوره لنا – لاحظ انه لواء كان يمسك بالعديد من الملفات الخطيره فى المنطقه ويقال انه قتل أو سمم بسبب ذلك – مع أن محمد عطا (فريق أول) .. يا سبحان الله! الشاهد فى الأمر لم يشاهد اللواء/ عمر سليمان يتحدث فى مؤتمر صحفى على ذلك النحو الذى شهدناه بالأمس، والذى يمكن أن تعرف من خلاله اجهزة المخابرات الدوليه مستوى رئيس جهاز المخابرات السودانى وكيف يفكر وكيف يخترق، ومن عجائب (محمد عطا) أنه حدد وجود كل قائد من قادة (الجبهة الثوريه) كما يعتقد وبتفصيل شديد، ففلان مع قواته فى دارفور وذاك مع قواته فى النيل الأزرق وآخر فى كمبالا، فاذا كان الأمر كذلك فما هى علاقة (الجنوب) بالموضوع ؟؟ ولماذا قام قبل يوم واحد من مؤتمرهم الصحفى وبنمره 5 رئيسهم (البشير) الذى خذلوه بالأمس، معلنا ايقاف مرور البترول الفورى عبر اراضى شمال السودان ، فاذا (بأحمد بلال) يقول أن تنفيذ القرار يحتاج الى 60 يوما مع امكانية التراجع عنه، وما هو واضح أن (سيدتهم) امريكا قد رفعت سماعة الهاتف فى نفس تلك الليله، وقالت لهم (بطلوا وقاحه وتطاول وأنتم قصار وشحادين ومتسولين) .. فقالوا سمعا وطاعه .. فمبدأ (السمع والطاعه) ليس غريبا عندهم وموجود فى (الشريعه) وفى التعامل مع (أمريكا). وكالعاده ياتى التراجع على لسان العملاء والأرزقيه أمثال (أحمد بلال)، الذى نقل (لنابليون) ذات مرة عن ضيف مهم و(عميل) وأرزقى مثله جاء لمقابله (نابليون)، فسألهم عن تلك الأهميته، فقالوا له أنه كان جاسوسا فى بلده عمل لصالحنا. فرد عليهم نابيلون قائلا: "بأن (نابليون) لآ يتتشرف أن يضع يده فوق يد عميل خان وطنه .. انفحوه بعض المال ودعوه يذهب". ومن هم مثل أحمد بلال (نفحهم) البشير مالا لكنه احتضنهم واحتفظ بهم لمثل هذه المواقف التى يتراجع فيها دون أن يقوم بذلك الواجب بنفسه أو ان يكلف به أحد اصحاب (الوجعه) من صقور الأنقاذ أو (حناكيشهم) خشية أن يطلع من جماعة (سائحون)! وبالعوده للفريق أول (محمد عطا) الذى قدم موضوعا مرسلا فى مادة (الأنشاء) فى المرحله الأوليه لا علاقه له بالمواضيع الهامه والخطيره والموثقه التى يجب أن يقدمها رئيس (جهاز أمن ومخابرات) حينما يشارك فى مؤتمر صحفى، وكان بأمكانه ان يحيل تلك المعلومات (للكشافى) العقيد (الصوارمى) الناطق الرسمى باسم (الجيش السودانى) ياللمهزله وياللمهانه، ذلك (الجيش) الذى كان فيه رجالا يأكلون النار، وناطقه الرسمى بالأمس رايناه يدخل اصبعه داخل فمه مثل العذارى الخجولات أو مثل تلاميد (الروضه) تحت 5 سنوات ولم يتبق لهم غير أن يقدموا له حلاوة (حربه) يكمل بها ذلك المشهد المخجل. أخيرا .. على الرغم من أن المؤتمر ضم عدد من المراسلين لصحف وقنوات أجنبيه - فالصحفيين المحليين معذورين - وأن وزير (الأعلام) مرر لهم كرة مقشره يستطيع أن يستغلها أى اعلامى مبتدئ ويسجل منها هدفا، حيث قام بفتح مجال الأسئله خارج اطار الموضوع الرئيس، وكنت اتوقع من احد اؤلئك المراسلين أن يسأله لماذا تظهرون كل انواع الشر والعداء وتدقون الطبول وتستدعون حارقى الأبخره والأرزقيه من كل حدب وصوب وتعلنون التعبئيه ونفرات جهاد وجمع التبرعات، ويرتدى (فنانوا النظام) الكاكى، لأن ثوار سودانيين شرفاء قاموا بعمليه تأديبه (خاطفه) معلوم انها لن تطول، فى وقت لم نسمع فيه كلمة واحده منكم عن (حلائب) وهى ارض سودانيه كما تؤكد الوثائق والمستندات وهل تفكرون فى استعادتها سلما أو حربا وهل هناك وقت افضل من هذا للمطالبه بها .. أما انكم نسيتم حلائب من أجل البقاء فى الكراسى؟ مسك الختام: لا انفى شعورى (المستمر) بالضيق من أن المعارضه السودانيه بكل اشكالها، لا تهتم بموضوع الأعلام والعمل على تأسيس اذاعه أو قناة فضائيه، خاصة وأن ميثاق (الفجر الجديد) الذى طرح اساسا جيدا لحل المشكله السودانيه، كان يستحق التعرف عليه بواسطة الشعب السودانى خاصة البسطاء على نحو واسع. لكننى أكتشفت أن الجبهة الثوريه لا تتزود (فقط) باحتياجاتها الميدانية من بترول وسيارات واسلحه من النظام وقواته المنهزمه. وأنما تستفيد كذلك من نوعية وزير اعلام (لقطه) قام بالترويج للجبهة ولميثاق الفجر الجديد على نحو أكثر من رائع، حتى حسبته قد انضم للموقعين على ذلك الميثاق. سفير النظام الكذاب فى مصر قبل اقل من اسبوعين، قال انه حصل على وعد من المصريين بعدم اثارة موضوع (حلائب) من جديد فى القنوات الفضائيه المصريه (صاح) .. ويومها قلنا انه (كضاب) وحديثه (فسو). بالأمس تحدث الصحفى عادل حموده على قناة (النهار) عن حلائب وأن مصر وضعت يدها عليها بالكامل عام 2005 .. وانها لم تسمح للسودانيين باجراء الأنتخابات فيها. تاج السر حسين – [email protected]