إذا دعاك البشير أو أحد أفراد حزبه أو موالي أو متوالي أو متورك أو أحد الكيزان إلي مناسبة أو وليمة، ماذا ستفعل؟. أو إذا قابلت البشير أو احدهم أمامك، ماذا ستقول له؟. أو إذا عرفت ان أحدهم يمكن أن يتوسط لك لدى البشير لوظيفة ومركز؟. هل تلبي دعوته وتصافحه وتقبل الوظيفة؟. بطبيعة الحال نحن شعب متطبع بالدين والطيبة والصبر ومتسامح وخلوق ولو ما كان كذلك لم يكن لتتحكم فيه عصابة تمارس الحكم بالنفاق الديني مع خلطة الجريمة ربع قرن من الزمان. شخصياتنا تغلب عليها المجاملة والإنطباعية التي تغذي العقلية السلبية وتخرس العقليات النقدية وتبسط ذراع النفاق الإجتماعي في المجتمع. بكل براعة إستغل الكيزان نقطة الضعف هذه لتفريقنا ليسودوا. ولذلك إتسعت دائرة الخذلان لهذا الوطن والشعب وكثرت الإنهزامية والأنانية الشخصية خصوصا من النخب المثقفة والقيادات. فمعظمهم يقول يا روحي وأقصاها أهلي وأبعدها قبيلتي. لذا تجد ظاهرة ان بعض المعارضين لهذه الطغمة كانوا ألد الخصام الآن صاروا أعز الحبايب كعينة الدكتور خالد المبارك والأستاذ غازي سليمان. سيقول البعض أن هؤلاء أرزقية ولكن في الأول كنا نعتبرهم من خطوطنا الأولى. هناك مشكلة في قادتنا السياسيين معروفة ولكن هناك خلل أيضا في شخصيتنا السودانية يجب أن نعترف به؟ ورأس الرمح هنا هم النخبة. فمنهم من ينكسرون أسهل من إنكسار القشة ويفصلون أسهل من إنفصال التيار الكهربائي. فبرغم الظروف التي يمر بها الوطن هل سمعت يوما عن تحفيز لإضراب أو لعصيان مدني. هل تذكر ان ذلك حدث قريبا!!. برغم تبين للجميع أن من يقود الوطن كاذب كذاب والذين معه أشداء على الكذب رحماء بينهم إلا أنه لا يزال هناك مغمضون لقصور في عدم توعيتنا لبعض. ولكن في إعتقادي أنه أساسا لم نعطي مثالا للعزم و المسئولية بالمهام التى أمامنا من حق أنفسنا علينا وحقوق الآخرين والأجيال القادمة والوطن. فإذا انت لم تعرف لنفسك حقها هوانا بها **** كانت على الناس اهوانا أولى خطوات تصحيح هذا العبث هو الحزم. الحزم يؤدي إلي عدم التعامل مع الظالم ولا نمد له يدنا كي نصافحه ونقاطعه ونسفهه حتي ينزوي ويعرف قدره. أي المقاطعة الجادة للنظام الطاغي وقد ذكرت هذا من أهم شروط إنجاح المقاومة المدنية. المثال الذي أجده ماثلا دوما هو: ما كان سيضير السيد الصادق وغيره من المعارضين في عدم مصافحتهم للبشير طوال العمر أو يعترف به كرئيس من الأساس وهو الذي غدر سلب الديمقراطية والوطن. للأسف: (الحق حقا لا يصير حقا بكثرة معتقديه ولا يصير باطلا بقلة منتحليه... وبعض مودات الرجال سراب) كما قال بن حزم الأندلسي. فقد كان أكثر ما يمجده هو الوفاء وأكثر ما يسترخصه هو الغدر. وأكثر ما يهاجمه هو الكذب. فقال: (ما أحببت كذابا قط. وإني لأسامح في إخاء كل ذي عيب وإن كان عظيما وأكل أمره إلي خالقه. ولكن حاشى من أعلمه يكذب فهو عندي ماح لكل محاسنه ومعف علي جميع خصاله ومذهب كل ما فيه، فما أرجو عنده خير أصلا، وذلك لأن كل ذنب يتوب عنه صاحبه وكل ذام فقد يكون الإستتار به والتوبة عنه، ولكن حاشى للكذب، فلا سبيل إلي الرجعة عنه ولا إلي كتمانه حيث كان. وما رأيت قط ولا أخبرني من رأى كذابا ترك الكذب ولم يعد إليه ... وهي سمة ما رأيتها قط في أحد إلا وهو مزنون في نفسه بشق، مغموز عليه لعاهة سوء في ذاته، نعوذ بالله من الخذلان.). فكيف لا وهي أسوأ خصلة وتنحدر منها كل الصفات السيئة من أعلاها النفاق والغدر والخيانة إلي المهادنة والمجاملة بالكذب. وخير دليل ما قاله رسول الله صل الله عليه وآله وسلم إن المؤمن لا يكذب. وقد قال بعض الحكماء: إجتنب الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، والكذاب فإنه يجني عليك من حيث لا تشعر. إذا تقاضينا عن ال 8931 يوما التي ضاعت من أعمارنا وعمر الوطن، فلا أظن أن المائة يوم المعلنة حاسمة إذا لم يكن فيها شد للأزر و تقوية للعزم والمقاطعة بحزم للكذب والكذابين والمنافقين والخيانة والغدارين لتكون الذروة هي قطع دابر سلالة بن أبي بن سلول إلى الأبد. والكذاب ألحقوا لحد خشم الباب زي ما بيقولوا.. وربنا يكضب كثرة الإحباط واليأس والشينة. [email protected]