من المعروف ان المناشط والدورات الرياضية التي تُنظم علي المستويات الدولية أو الاقليمية الغاية منها التواصل بين الشعوب والاتصال الانساني والتنافس الرياضي وليست من اهدافها تحقيق نقاط سياسية إنتهازية ،وعلاقات عامة لتحسين صور الانظمة الفاسدة والمستبدة.. لكن النظام في الخرطوم يريد تحوير كل هذه المبادئ والمفاهيم الانسانية وتطويعها لخدمة مصلحته واجندته بتوظيف دورة سيكافا المزمع افتتاحها في الثامن عشر من الشهر الجاري بالفاشر وكادوقلي لتسويق للرأي العام الدولي والاقليمي بان مدينتي الفاشر وكادوقلي اللتان تستضيفان البطولة في الايام القادمة مستقرة وآمنة تماماً وإلا كيف نظمت فيهما البطولة وأتت كل هذه البعثات الرياضية الي دارفور وجنوب كردفان لتتباري في استادات هذه المدن..علاوة علي إظهار بان المناطق المستضيفة غير مهمشة وتوجد فيها بنية تحتية ومرافق رياضية وسياحية تُستضاف فيها دورات اقليمية . اتحاد سيكافا هو تجمع لدول شرق ووسط افريقا و ينظم بطولة كل سنة في احدي الدول الاعضاء..وهذا العام تنظم هذه البطولة في السودان وبالتحديد في المناطق المهمشة التي مستهدفة عسكرياً من قبل النظام ويقاوم انسانها من أجل البقاء وهي في مرمي نيران الحركات الثورية وتم قصفهما اكثر من مرة بالمدفعية الثقيلة لانها تتحصن فيها المليشيات والطغاة وبل هي اهداف عسكرية مشروعة لتحريرها من قبضة النظام الغاشم في الخرطوم..جاء اختيار منطقتي كادوقلي والفاشر بعناية شديدة من قبل الواليين احمد هارون وعثمان محمد يوسف كبر والآخير معروف بتبنيه لمثل هذه المناشط كالدورة المدرسية ومهرجانات القرأن الكريم والمصالحات القبلية الوهمية وهلم جرا والهدف من ذلك تحقيق مكاسب سياسية وشخصية ولتجميل صورة النظام بتزوير الحقائق علي الارض وإنكارالكارثة الانسانية والواقع المرير الذي يعيشه شعبنا المغلوب علي امره والذي كم مقدر منه مكتظ في معسكرات النزوح والتي تفتقر لابسط متطلبات الحياة الانسانية الكريمة علي مرمي حجر من المدن التي تستضيف هذه البطولة ..واما الوالي الاخر المطلوب لدي محكمة الجنايات الدولية والذي ساهم بشكل كبير في إبادة شعبنا في دارفور وتم مكافئته بمنصب والي جنوب كردفان وهو الان يمارس سياسات الابادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعب النوبة بولاية جنوب كردفان وقام بتحويل سكان جنوب كردفان الي مشردين ونازحين ولاجئين في دولة جنوب السودان وهو صاحب المقولة الشهيرة ( امسح ، اكسح ، قشو ، ما تجيبو حي ، ما عندنا مكان ) والتي خاطب بها مليشيات النظام في ولاية جنوب الكردفان وهي تتأهب للعدوان علي شعبنا في جبال النوبة . ولايتي شمال دارفور و جنوب كردفان تشهدان بالطبع ظروف إستثنائية وازمة اقتصادية طاحنة وأوضاع امنية وانسانية وسياسية بالغة التعقيد ومن المفترض ان توظف كل الامكانيات لتلبية إحتياجات المواطنين اذا كان فيهم شئ من الرشد وليس تبذير اموال الشعب في الفاضي بإقامة دورات نحن لسنا بحاجة إليها لخداع الرأي العام المحلي والدولي وعكس صورة غير حقيقية لواقع الامور علي الارض..ليس من أولوياتنا تنظيم مثل هذه الدورات ولا يمكن ان نترك هؤلاء يتلاعبون ويعبثون بمشاعر الشعب السوداني في دارفور وجبال النوبة كاللعب والرقص والضحك في بيت العزاء ..لا بد من إفشال هذا العبث ..نطالب شعبنا في هذه المناطق بالتظاهر والخروج الي الشوارع لافشال هذه الدورة وعلي الحركات الثورية القيام بواجبها الثوري ويجب من الاندية المشاركة الانسحاب الفوري من أجل سلامتهم والتضامن الانساني مع شعبنا ..ونحي الاندية التي انسحبت (نادي الناصر جوبا ،نادي توسكر الكيني) وهذه مواقف مشرفة تحسب علي شعوب هذه الدول ..لا مكان للغش والخداع والتلاعب بمشاعر شعبنا ..وحينما يتحرر شعبنا ويستعيد كرامته ويرد إعتباره ويتنسم عبير الحرية والعدالة والمساواة والسلام والتنمية وقتها ننظم الدورات الرياضية والثقافية للاستفادة من أرث شعبنا وتاريخه وثقافاته وتراثه للتواصل مع كل شعوب العالم . [email protected]