فعلاً مرت الأيام والشهور والسنين كالأحلام والكثير من أبناء الشعب السوداني بعيدين عن أرض الوطن الحبيب العزيز الذي نشأنا وترعرعنافيه..تمزقنا الغرية القاسية الموحشة..تشرد لاإرادة لنا فيه طالت مدته أكثر من 30 عاماً والبعض منا أكثر من ذالك !غربتنا عن الوطن ليس حباً أو رغبة فيها ! ولكن يرجع السبب الرئيسي للنظام القمعي الديكتاتوري القذر ( النميري البشير ). أسعد كثيراً وأغضب كثيراً عندما أعيد شريط الذكريات الجميلة في غربتي وأتذكر الأهل والأصدقاء! أرجع بنفسي الي الماضي البعيد فترة نهاية الستينات وبداية السبعينات ونحن في عز الشباب المبكر ! كنا نكون مجموعة فريدة حلوة من الأصدقاء المثقف الجميل الواعي المتشبع بحب الوطن أذكر منهم صلاح العالم حافظ مدثر عمر الدوش مصطفي مدثر هاشم الخير أحمد رستم عثمان نجيلة عثمان حامد عبد الرحمن خوجلي سيف بيت المال قيس صلاح فرج الله حسن حمزة وغيرهم وغيرهم من الحلوين تجمعنا أفكار وهوايات مشتركة وكانت امسياتنا عبارة عن ندوة مفتوحة نتناقش ونتفاكر في عدة مواضيع مختلفة سياسية اقتصادية اجتماعية شعرية رياضية ثقافية ومواضيع أخري كثيرة ! كنا ناشيطون في جميع المجالات بحكم عضويتنا في إتحاد الشباب السوداني العظيم الذي غرس في شباب ذالك الزمان الجميل حب الوطن والفكر الحر الديمقراطي الواعي بقيادة الحلوين خليل الياس وحامد سليمان ومحجوب بخيت.. كنا نقوم بخدمات اجتماعية انسانية عظيمة أذكر منها علي سبيل المثال حملات التنظيف والتشجير في مختلف أحياء مدينة أمدرمان العزيزة علي قلوب جميع السودانيين وأيضاً تعليم الكبار المسائية وكان مركزه دار التبشير الإسلامي مقابل دار الرياضة في أمدرمان كذالك مساعدة طلاب المدارس الإبتدائية وكان مقر هذا النشاط مدرسة النهضة الوسطي مقابل بيت أبو العلا في أمدرمان! رحم الله السودان وشعب السودان وأزاح عنهم هذا البلاء الممثل في عصابة أخوان الشيطان بزعامة المجرم عمر البشير! وساعد الله شباب هذا الزمن القبيح وأصلح أمرهم ..الزمن الذي كثرت فيه الموبقات ! شباب أصبح منحرف متخلف غير مثقف ضائع ! ووفق الله النسبة البسيطة من الشباب الواعي الثوري المثقف.. أتذكر أيضاً فترة الدراسة الجامعية في براغ ( تشيكوسلفاكيا ) مع الأصدقاءالحلوين الذين جمعتني بهم المحبة والمعزة وكان عددنا كبيراً ! كنا نقوم بعدة أنشطة ثقافية وفنية ورياضية نعكس فيها وجه السودان الحبيب في ذالك الزمان الجميل ونحن بعيدين عن أرض الوطن !من بين هؤلاء الحلوين إبراهيم زكريا عبد الوهاب سنادة أرسط ملك فتحي فضل حسن أبا سعيد الأخوة شنقيطي وشوقي وإيمان وخليل بدري روميو ومحجوب من ابناء جنوب وطننا الحبيب الأول زاندي والثاني من الدينكا عوض شريف فاروق شمو ود الحاوي مامون ويحي زروق علي البصيري وإبراهيم محد الحسن مامون فقيري كمال عبد الكريم فيصل حسسون المليجي تلياتي وغيرهم من الحلوين. في نهاية هذه السطور من الذكريات الحلوة التي مرت كالخيال أحلام ..أطلب من الله القوي الجبار أن يعود السودان كما كان سودان المحبة والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وأن نعود قريباً بإذن الله للوطن العزيز لتعود هذه الذكريات وتصبح حقيقة مرة أخري !ورحم الله من فارق الدنيا من هؤلاء الأصدقاء الحلوين وأطال الله في أعمار الأحياء منهم ..واللعنة والعار للبشير وعصابته القذرة ..والطائفية القبيحة التي هي سبب بلاء السودان عليهم اللعنة.. جميع الديكتاتورين الأوغاد زائلون يا البشير وأنت الدور جايك قريباً بإذن الله ولكن الشعوب والأوطان باقية لعنة الله عليك يا مجرم!! التحية لكل من يناضل ضد هذا النظام القذر المجرم والتحية للشرفاء أصحاب الأقلام الصادقة الشجاعة والتحية للراكوبة الظليلة.. حليم ماجد 18�62013 [email protected]