قلة ذوق.. قلة أدب.. بجاحة.. سمئها ما شئت. المهم أن ما يفعله حارس المريخ عصام الحضري ويتفوه به يستحق وقفة جادة من كل مريخي غيور على ناديه وعلى بلده. تصريحاته الأخيرة ليست غريبة عليه. بل هي امتداد طبيعي لقلة الأدب التي ظل يتعامل بها مع ناديه ورئيسه المتخاذل دائماً أمام هذا الساقط. الحضري الذي نبذه أهله وناديه الذي قدمه للأضواء من أول خطأ لا يغتفر في نظرهم، فعل كل ما يمكن أن تتوقعه من شخص عديم الأخلاق وقليل الاحترام إن لم يكن عديمه في المريخ دون أن يقول له جمال الوالي وحاشيته " تلت التلاثة كم." إساءة الحضري الأخيرة لعصام الحاج الأمين العام المستقيل لا يفترض أن تمر مرور الكرام كسابقاتها من الإساءات والصفعات العديدة التي وجهها هذا الدعي لكل أهل المريخ. ولا أدري كيف يقنع البعض أنفسهم بدءاً بجمال الوالي وانتهاءً بأصغر نصير للرئيس ( الأكثر شعبية) بأن الحضري حريص على المريخ بعد كل ما صدر منه طوال سنوات تواجده داخل الديار الحمراء. قال الحضري أن عصام الحاج أسوأ إداري مريخي يمر على النادي، وكأن صرة الفتى المنافق قد دُفنت بجوار هذا النادي العريق الذي أهانه البعض كثيراً. إن طلبت من الحضري الكذاب المخادع أن يعدد لك ثلاثة من رؤساء المريخ أو سكرتيريه السابقين لعجز عن ذلك، ورغماً عن ذلك يحاول أن يوهم جماهير النادي باحترامه للآخرين باسثتناء عصام الحاج. والأعجب من إساءات الحضري هو هذه الصحف الرياضية المتهافتة التي تفتح له المجال واسعاً لنشر إفكه وكذبه وقلة أدبه على الناس. مثل هذا اللاعب غير المحترم يفترض أن يواجه بالصرامة اللازمة من الجميع. حتى إن عجز مجلس المريخ الضعيف ورئيسه المتخاذل عن حسم هذا المفتري، فلابد أن نكون صارمين معه ولا نفسح له المجال هكذا من أجل الإثارة وتسويق الصحف وكأنه فريد زمانه. كل صحيفة تحرص على نشر بياناته المتكررة وكأنه صار أميناً عاماً للأمم المتحدة، وليس مجرد لاعب بنادي المريخ السوداني. فكيف تتوقعون منه أن يرعوي ويتأدب! من المؤكد أن جمال الوالي لم يعد يهمه شيء سوى أن يفرض إرادته على أهل المريخ بأي ثمن. لا ينزعج الرجل من تصريحات مثل تلك التي أهانه فيها الحضري شخصياً. ولا يكدر صفوه تقلب الحضري في المواقف تجاهه. المهم فقط عند جمال الوالي هو أن يظل رئيساً محبوباً وأكثر شعبية وتقام لها الاحتفالات، فالرجل يمارس السياسة من خلال الكرة، وعلى بعض المريخاب أن يفهموا ذلك ويكفوا عن حديث العاطفة. قال الحضري في وقت سابق "الوالي ما كانش يحلم يتصور معاي"، وأكد مرات ومرات خلال إحدى أزماته السابقة أن الوالي لم يمنحه حقوقه وأنكر كل ما استلمه لعلمه أن ذلك تم بدون إيصالات مالية.. واليوم يسب ويشتم عصام الحاج من أجل عيون الوالي والأخير يلزم الصمت المخجل. نطبق كسودانيين مقولة أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب، إلا في حالة هذا الوباء الذي أصاب كرة القدم السودانية منذ السنوات ( الحضري). فعندما يقل هذا الحضري أدبه إلى هذه الدرجة يفترض أن يتصدى له الجميع. يفترض أن يرفض المريخابي مثل هذا السلوكيات القبيحة من لاعب قبيح، بنفس درجة رفض الهلالابي لها. ولابد أن يشجبها المريخابي المناصر للجنة التسيير ورئيسها قبل المعارض للجنة. لكن المؤسف أن ذلك لا يحدث! لماذا؟! لأن الحضري يمثل لبعض الصحف مادة خصبة للتسويق. ولأن البعض لا يمكنهم أن يقدموا على أي تصرف يغضب الرئيس المحبوب. ولأن الكثير جداً من جماهير الكرة اختلطت عليها الأمور في السنوات الأخيرة وضللها البعض لدرجة وحولوهم من مناصرين للكيانات والكرة والوطن، إلى مناصرين لأفراد بعينهم سواءً في المريخ أو الهلال. ولأن ما يريده جمال لابد أن يكون.. والعياذ بالله. من ينتقد الوالي من المعسكر الأزرق تصنيفه جاهز ولا يحتاج لكثير عناء " هلالابي حاقد" ويطلبون منه أن يتجه لأمور النادي الذي يناصره ويترك المريخ وشأنه. وإن صدر هذا النقد من مريخي غيور على ناديه، لا يتأخر التصنيف أيضاً " حاقد على الوالي ونجاحاته" ويناشدونه بأن يحاول أن يرى جميلاً فيما يقوم به الرئيس (الأكثر شعبية)! ويفوت على هؤلاء دائماً إن الإساءة لرمز أو مؤسسة من وافد لا تفرق بين لون والآخر، بل هي إساءة لنا كسودانيين في المقام الأول والأخير. قبل فترة كتبت مقالاً حول إساءات الحضري المتكررة لنا كسودانيين فتساءل قارئ وطلب أن يذكر له كاتب المقال ( شخصي الضعيف) إساءة واحدة للحضري في حق السودانيين! ولك عزيزي القارئ أن تتأمل الدرجة التي وصلناها، وكيف أننا صرنا نحيك المواقف كل حسب مقاسه! عندما يشتم الحضري إدارياً مريخياً سابقاً، فهو يفعل ذلك لأنه يفترض فينا جميعاً السذاجة والغباء والعبط وكل الصفات السيئة. ولو أنه فعل ذات الشيء تجاه إداري مصري في ناديه السابق لقامت الدنيا عليه هناك ولم تقعد. أما نحن في سودان اليوم فقد تشرذمنا وتقسمنا وبلغنا حالة من السوء لا يعلم مداها إلا الله. لذلك يجد الحضري وأمثاله فرصتهم للإساءة لنا والاستهزاء بنا والضحك علينا. لهذا نقول ونعيد ونكرر أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وختاماً أسأل أعضاء لجنة التسيير في المريخ: أليس بينكم رجل رشيد، شهم، غيور يردع هذا الأفاك الذي ملأ الدنيا ضجيجاً دون أن يحمي شباك المريخ من الأهداف السهلة؟! [email protected]