هل أصبح الوضع الأعوج الذي نعيشه الآن واقعاً لابد من التكيف معه...كل الطرق مغلقة أمام حل يتراضى حوله الجميع،المعارضة ممثلة في قوى الإجماع الوطني تتبنى خطة تعبئة ل 100 يوم لإسقاط النظام،ثم تعلنها رسمياً بعد إعلانها بواسطة مساعد الرئيس نافع،ثم يتبرأ إمام الأمة منها،لترد المعارضة الكرة مرة أخرى إليه،حيث أن الخطة طُبخت في دار الإمام،نافع يشكر حزب الأمة كونه غسل يديه من المعارضة على خلفية التبرؤ من ال 100 يوم،المؤتمر الوطني لا زال في نوم عميق حيث أنه يراهن على الشعب،وكأن هذا الحزب يحكم السودان عن بعد،وهذا دليل عن ابتعاده عن الواقع،لأن الواقع يقول غداً أو اليوم ربما ينفجر المواطن غير آبه بحكومة أو معارضة..هم يراهنون على وعي الشعب،في حين أن الشعب فقد صوابه من شدة الأزمات. رغم أن الأوضاع الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية تجاوزت مرحلة أن تكون قابلة للانفجار،إلا أن المواقف لا زالت متباعدة بل متناحرة،الاستقطاب الابتزازي الذي حدث للشعب منذ أحداث كردفان وحتى الآن،لم يوصل إلى نتيجة واحدة إيجابية لصالح النظام،ولعله أصبح معلوم ومدرك للجميع،أن هذا الشعب اكتسب مناعة نوعية ضد جميع أنواع الخدع،أدرك أنه وسيلة للبقاء على السلة أطول فترة ممكنة،انتهت كل الحيل،والآن كرت الضغط الأخير الذي يمارسه أركان النظام والذي بات مكشوفا للجميع قد يحول هذا البلد إلى بحر من الدماء. المعارضة إن نجحت أو فشلت في ال 100 يوم لا يعني أن القضية خلصت عند هذا الحد،فالقضية الآن ليس من ينجح أو من يفشل خلال 100 يوم،القضية الآن خلال هذه ال 100 ربما يتطور الوضع العسكري والأمني إلى أبعد مما نتصور،حديث مساعد الرئيس نافع حول دخول الجبهة الثورية لكل المدن احتمال وارد،هو حقيقة،ما يعني أن الجبهة الثورية تتقدم بسرعة صاروخية،شاء من شاء وأبى من أبى،ما ينبغي أن يتشكل حلا عاجلا خلال هذه ال 100 يوم،وكما هو واضح أن الحكومة هذه المرة يبدو أنها حقيقة بدأت تتخوف من التحركات الداخلية أكثر من كل مرة حتى لو لم تقود إلى نتائج كاملة،هي تتخوف هذه المرة لأن التحرك العسكري من خارج الخرطوم يتطور سريعاً،الجبهة الثورية من الممكن أن تصل الخرطوم كما قال وزير الدفاع في حوار عقب أحداث كردفان،عطفاً على ذلك حديث نافع الأخير،وجميعهم يعلم ،حسناً،ماذا ينتظرون أكثر من ذلك،لماذا لا يكفوا أنفسهم شر الدماء،ومن أين لهم باليقين أنهم المنتصرون لا محالة،الوطن لا يحتمل أية مضاربات جديدة،ما يحدث الآن ونتابع تطوره الصاروخي حله واحد لا ثان ولا ثالث،ولو تحقق بحكمة سيكفي هذا البلد شر دماء لن تتوقف بيسر..لكن من يفعل == الجريدة [email protected]