قبل سنوات عديدة تزاملت في صفوف الدراسة الجامعية مع أحد المنتمين للحزب الحاكم الآن قبل المفاصلة وكان يصف نفسه بالشخصية الطموحة والتي لا تقف أمام طموحها حواجز ، مهما كانت ومهما كانت هذه كان يلمّح بها الي أي شكل إرتباط يمكن أن يجمعه بزميلة أو رفيقة أو (أخت في الله)..! عدّت سنوات وإلتقيت به بعد عودته من دولة عربية بعد أن إمتلأ تحقيقا ً لطموحاته ، أو هكذا ظننت وكان قد تزوج ولكنه لم يتغيّر من تيهه القديم ، فلا زال يذكر طموحه ، هذه المرة ، تحدّث عن مشروعه التنموي الذي يقصد به ترقية سلوك (أولاد الشوارع) وإحداث نقلة في حياتهم وتحويلهم الي قطاع منتج ، وعندما سألته كيف ذاك ، قال إنه تعاقد مع شركة إيرانية لإستيراد شاحنات من (الدرداقات) ، وكل (مشرّد) سيحصل علي درداقة تعينه علي النقل و(العتالة) رغم أن مبدأ العمل لن يتغير ولا وجهة المشروع التنموي نفسه ، فقط بدلا ً من أن (يعتّل) علي ظهره ، فليعتّل علي الدرداقة أمامه ، واليوم وبعد ان أغرق طموح زميلي وأفاض علي الشوارع وأولادها دردقة ً ولم يحدثه طموحه بأن من بينهم من تخلّّي عن طموحه لأسباب يعلمها جيدا ً ، كنت سأندهش لو أنه تحد ّث مثلا ً عن بناء مدرسة مهنية أو مجمّع صناعي يستوعب هؤلاء الأولاد ولكن بما أني أعرف نوع الطموح الذي يتملك زميل الدراسة فلم أستغرب من هذا الإنتشار (المخصّب) للدرداقة ..! عندما مددت ورقة الوصفة الدوائية المذيّلة بختم التأمين الصحي للطبيب الصيدلي ، سأل زميله عن توّفر أحد (الدوائين ) المكتوبين ، بعد أن أفادني بأن الدواء الأول خارج التأمين ، فأجابه الآخر بسؤال عن تاريخ (الروشتة) ، ثم إقترب من زميله وتناول منه الورقة ووجه لي السؤال : (مالها الروشتة دي قديمة كدا؟ ) فاجبته بأن الورقة في الأصل مهترئة ، ثم التاريخ مكتوب فيها ، فرد ّ بحسم بأن أي روشتة مضي علي كتابتها أسبوع ، فلن تصرف ، وبما أن روشتتي مضي علي كتابتها أسبوع، فسحبتها صامتة من يده وخرجت ، هكذا .. دون إطّّلاع علي أي تشريع يفيدني بما قال ولا أنا طالبته بتوضيح سليم ومنطقي لما ذكر ، هل يفيد أن أصرخ أمامه بأنني حتي أصل الي صيدليته الميمونة في وسط العاصمة كلّفني هذه الأيام المحسوبة ، هل يفيد أن يعرف أنني إضطررت الي إنتظار موافقة المدير المالي بمؤسستي ليوافق علي طلب السلفة الموضوع علي بريده من يومين ، هل سيستمع لي موظفو الحسابات وأنا أطالبهم بوقف خصم قيمة التأمين الصحي من مرتبي فورا ً ؟ بالمناسبة .. الدرداقة الآن عملت كم ؟؟ صحيفة الوفاق [email protected]