شهدت قاعة الشهيد الزبير محمد صالح الأحد الماضي الندوة التي نظمتها الأمانة العامة لأنساب السادة الأشراف الهاشميين العباسيين ، وقد شهدت الندوة مناقشات حول التاريخ العربي الإسلامي ، والدور الذي لعبه العباس بن عبدالمطلب وذريته سواء في مجال العلم أو السياسة . و قد تحدث في مستهل الندوة الشريف الشيخ الدكتور حسني أحمد علي العباسي، الذي تطرق االى مفهوم الشرف و كيف أن أبناء العباس هم من بني هاشم ، و دحض الكثير من الافتراءات و الدس الشعوبي فيما يتعلق بهذه الأسرة العباسية التي لعبت أخطر الأدوار في التاريخ العربي و الاسلامي و العباسي . كما تناول سلسلة الأنساب المتداولة في السودان ، و أشار الى وجود مجموعات عباسية في تشاد و الصومال و مصر . كما أشار الى أنساب المجموعة العباسية المعروفة في السودان بالمجموعة الجعلية و هي التي تضم الجعليين و الشايقية و مجموعات و أسر أخرى في أنحاء متفرقة بالسودان . كما تحدث في الندوة الشريف الدكتور فيصل بن فهد العاصمي الأمين العام لأنساب الأشراف الهاشميين العباسيين عن دور الأمانة في تتبع احوال المجموعات العباسية في شتى الاقطار، و التأكد من صحة انتسابها، و اشار الى أن بعض هذه المجموعات قد أخفت انتسابها في بعض الاحوال نتيجة لأوضاع معينة، كما تهدف الأمانة الى توثيق هذا التاريخ المجيد، و ايضاً اوضح أن من مهام الأمانة تقصي أحوال هذه المجموعة العباسية و تحقيق شكل من أشكال التضامن معها في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و ستكون في الخرطوم أمانة لهذه المجموعة تتولى تنظيم هذا الكيان. و كان الوفد العباسي المكون من الشيخ حسني أحمد علي و الدكتور فيصل بن فهد العاصمي و الأستاذ خالد محسن مكادي و الشريفة الاديبة مها محسن مكادي قد قام بزيارات لمنطقة العرشكول بالنيل الأبيض حيث مقابر الملوك الأوائل بالمجموعة الجعلية ، كما زار محافظة مروي و مقابر شايق و أحفاده ، وستكون في المستقبل زيارات لبارا بكردفان التي شهدت قدوم الاسلاف و كان الاستاذ عامر عبد الحميد ببناء و تشييد هذه المقابر و الأضرحة على نفقته الخاصة في مختلف مناطق السودان . وتحدث في الندوة الأستاذ خالد محسن مكادي والذي أفاض في الحديث عن مناقب الصحابي الجليل العباس بن عبد المطلب و سيرته العطرة و سلط الأضواء على التاريخ العباسي . و كان قد أدار هذه الندوة الناقد مجذوب عيدروس الذي أشار الى الدور الشعوبي في تزوير التاريخ العباسي ، و الى أن هناك جوانب خفية من التاريخ السوداني لم تجد الاهتمام اللائق بها ومنها مساندتهم - أي المجموعة الجعلية - في دعم الحلف الذي قام بين الفونج و عرب القواسمة و أدى الى قيام مملكة سنار الاسلامية و الدور الأساسي الذي لعبته هذه المجموعة في قيام مملكة تقلي الاسلامية في جنوب كردفان و الى مساهمة هذه المجموعة الى جانب مكونات الشعب السوداني الاخرى :- العربية و الافريقية في مجالات التفسير و الفقه و العلوم العربية و المدائح النبوبية و قد قدم الأساتذة الذين شاركوا في النقاش اضاءات مهمة حول الدور الذي لعبته المجموعة العباسية في السودان عبر مراحل تطوره التاريخي.