ما خرج من جوف وفم إمام الأنصار ومن ما بقي من عقله بميدان الخليفة لم يبعد عن دائرة جبنه وعمالته لنظام الحكم الفاسد، شخصيا لم أستغرب شئيا مما جرى لأن إمام الأنصار الذي باع أولاده لحزب المشير يمكنه فعل كل شيء من أجل نيل أموال ورضاء الكيزان. ما الغريب في أن يجمع هذا العجوز آلاف الناس ليقول كلاما مخجلا ويكرر حديثا يبكي الشعب على حال من ظنهم قادته؟؟ ما فعله رئيس الحكومة الأسبق لا يخرج من كونه مسرحية مكررة وبائخة، كتبها وأخرها رجال المشير، الغرض منها معرفة مقدرات الرجل في تهدئة الشارع وإمكانية قيادته للمعارضة (الناعمة)، ثم قراءة كيف يمكن ان تتحرك أقدام الثورة وماهي استعداداتها، خاصة أن كل من ذهب إلى ميدان الخليفة لم يشك في أن الشرارة الأولى للثورة ستنطلق من فم إمام الأنصار الذي وضع إبنيه داخل جب الكيزان ويريدنا أن نصدق أنه مع الثورة ويؤيد التغيير وسيعمل مع الشعب من أجل إسقاط سلطة الظلم والبطش. هل نسينا كيف قتل الصادق ثورتنا قبل عام عندما ساقها إلى ود نوباوي قبل أن يأمر إمام مسجده بطرد الثوار من المسجد وإخبارهم أن بيت الله وجد للصلاة فقط؟ هل نسينا موقفه يوم أن تبرأ من الثوار وقال أن حزب الأمة لاعلاقة له بالمحتجين الذين كانت تحاصرهم آلة القتل والعذاب في مسجد ودونوباوي وأزقة الحارة؟ أليس هذا هو الرجل نفسه الذي رفض ميثاق الجبهة الثورية الذي ارتضاه الشعب المظلوم، لأنه رأى فيه مهددا حقيقيا لوجود المشير في الحكم؟ العيب ليس في من سماه والده الصادق، العيب في الذين صدقوه وأضاعوا جهدهم يحلمون بأن رئيس حزب الأمة يمكنه أن يلعب دورا في سودان الغد، أو على الأقل يمكنه إصلاح بعض مفاسده، ومساعدة الشعب على إزالة حكام ظالميين ومنافقين كان السبب الأول في وجودهم إمام الأنصار نفسه. حنبنيهو مع الوالد محجوب شريف شفاه الله وعافاه.. حنبنيهو.. البنحلم بيهو يوماتى وطن شامخ وطن عاتى وطن خيّر ديمقراطى وطن مالك زمام أمرو ومتوهج لهب جمرو وطن غالى نجومو تلالى فى العالى إراده سياده حريّه مكان الفرد تتقدم قيادتنا الجماعيّه.. حنبنيهو.. وطن حدّادى مدّادى ما بنبنيهو فرّادى ولا بالضجه فى الرادى ولا الخطب الحماسيّه وطن بالفيهو نتساوى نحلم نقرا نتداوى مساكن كهربا ومويه تحتنا الظلمه تتهاوى نختّ الفجرِ طاقيّه وتطلع شمس مقهوره بخط الشعب ممهوره تخلي الدنيا مبهوره إراده وحده شعبيّه.. --- محمد العمري [email protected]