هى نظرية الاسلامسياسيين فى أى مكان وأى زمان،نفس المنطق ونفس العقلية فخطاب الرئيس محمد مرسى يوم الأربعاء الماضى وخطابه مساء أمس،تشبه لحد كبير خطابات المشير المستبد عمر البشير،فتجد أن هؤلاء القوم يستخفون بعقول الشعوب ويغالطون الواقع الملموس على الأرض،ولايؤمنون الا بواقع تابعيهم المعروفين وغير المعروفين ممن يجيدون زرعهم فى أوساط المجتمعات كخلايا نائمة يحركونها وقت الحوجة اليها أو تلك الفئة من الأحزاب والشخصيات التى ترتضى ببيع نفسها فى سوق نخاستهم،لهذا تجد المثير البشير دوما فى خطاباته امام هيئاته التشريعية وجماعاته من مافيا المؤتمرجية دوما ما تتسم بالكذب والأفك والضلال والتهديد والوعيد للذين لايؤمنون بشرعيتهم وشرعيتهم التى لاعلاقة لها بالاسلام أو الأخلاق من قريب أو بعيد... فى السودان خطابت المثير البشير وأعوانه فى النظام والتى يهددون بها الشعب لها تأثيرها فى الشعب السودانى لعدة أسباب يأتى على رأسها القوى السياسية التقليدية والتاريخية وزعمائها وقياداتها الهشة والصدئة والتى لايهمها سوى تواجدها فى المشهد حتى لو كان على حساب جماهيرها أو الشعب ،ووجودها فى المشهد هو الذى يجعل الشعب غير قادر على فعل شىء خصوصا وأن هذه القيادات الانتهازية تؤثر فيه بخطابها المخذل ومواقفها الضبابية وأفعالها التى تخالف أقوالها فى الغالب .. لكن الشعب المصرى مثل هذه الخطابات تستفزه وتزيده اصرار على مواقفه فخطاب مرسى يوم الأربعاء الماضى فى خلال ثلاثة أيام رفع سقف حملة تمرد من 16 مليون الى 22 مليون،رغم أن حملة تجرد التابعة للرئيس مرسى والتى لم نراها فى الشوارع طوال رصدنا ذكرت أنها جمعت 33 مليون توقيع وهذه عادة الاسلامسياسيين فى التزييف والكذب المطلق،فكان مشهد الثلاين من يوليو الرهيب والذى جعل حوالى 17 مليون من الشعب المصرى يخرجون للشوارع لتحدى الرئيس مرسى ومن يقف خلفه،وخطابه بالأمس جعل المصريين أكثر تحدى واصرار لكنس هذه الجماعة ودفنها للأبد،بالرغم من أن قياداتها من الجهاديين ومشتقاتهم مثل البلتاجى ورهط الشيوخ والأئمة الذين أعتلوا منصة رابعة العدوية المكان الذى اختاروه لحشودهم من الاقاليم والعاصمة يهتفون بشعارات كرهنا فيها فرعهم بالسودان مثل(الله أكبر ولله الحمد ،وهى لله الخ) ومعلنيين الجهاد من أجل الشرعية والشريعة وجعلوا من موقفهم امام ملايين الشعب المصرى موقف بين المؤمنين والكفار وهذا هو خطابهم وقت العجز والفشل.. فأنظروا اليوم جموع الشعب المصرى فى ردها على خطاب مرسى الأخير وكمية الحشد الذى سيخرج لاكمال ما بدأه،،وأتمنى أن نستفيد كشعب من تجربة الشعب المصرى الذى فرض على رموزه ونخبه وجيشه وشرطته أن تنزل عند ارادته وليس العكس،،، على الشعب السودانى أن يتحرك بنفسه بعيدا عن هرطقات أحزابه ونخبه ورموزه الصدئة وعلى شباب تلك الأحزاب وجماهيرها أن تعى دروس وعبر التاريخ من مواقف هذه الرموز والتى لاشاغل لها الا الحفاظ على مواطىء أقدامها للأبد حتى لو تم استخدامها كديكور أو كومبارس من قبل المشير المثير وعصابته لما يزيد من ربع قرن وعليكم أن تراجعوا مواقفهم وتاريخهم منذ انقلاب عبود مرورا بانقلاب نميرى حتى انقلاب الاسلاميين المشؤم،،والذى أصبح المصريين فى الفترة الأخيرة يضربون به المثل كحديث المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر بالأمس فى رد فعله على خطاب مرسى الأخير والذى أعتبره المصريين خطبة الوداع والذى قال بالحرف الواحد أنظروا للسودان ماذا فعل فيه هؤلاء أستلموه دولة واحدة فقسموه لدولتين ،،ولازال السودان فى خطر عظيم ما لم يصحو هذا الشعب ويدركه،،وعلى بقية شباب التنظيمات الثورية التى تكاثرت وتم اختراقها وافشال مخططاتها بعناية حتى خارج السودان، أن لايستسلموا وليعلموا أن الطريق للتغيير لايقوده زعيم طائفة أو رئيس حزب فهاهى التجربة المصرية ماثلة امامكم فى النسخة الأولى من الثورة التى تخطفها منهم الرموز وتركوها للأخوان فأجهزوا عليها لكنهم تعلموا فى النسخة الثانية وقادوا هم الشعب والرموز والنخب والزعامات ،، عليه التغيير تصنعونه أنتم بارادتكم ومن خلفكم الشعب للقضاء على فرع العصابة بالسودان لابد من خروج الجميع لكنس هؤلاء الصراصير ووضعهم فى مكانهم المناسب. عبد الغفار المهدي [email protected]