لقد ظللنا نتابع ما يدور في مصر بدقة ولحظة بلحظة إلا آن فوز الاخوان المسلمين بانتخابات رئاسة الجمهورية جعل الجميع يقلق بشدة على مستقبل مصر ولقد كان هذا القلق له اسبابه الموضوعية وهو ما تحقق بالفعل ، لقد كان الاخوان المسلمين منشغلين بشدة ببناء إمبراطوريتهم الوهمية وسط الجليد ، وهو ما يجعلنا نجزم إن هولاء الاخوان كانوا يعيشون في عصر غير هذا العصر الذي نحيا فيه ، لذلك فشلوا في قراءة المشهد السياسي المصري وفشلوا في قراءة إتجاهات الراي العام فيما يتعلق بتجربة حكمهم ، ولم يستطيعوا رؤية الحسرة والحزن الذي يشعر به الشعب المصري على سوء حظهم ، فلقد اجبروا مبارك للرحيل معتقدين إنه الشر الاعظم إلا آن مرسي والاخوان كانوا لهم بالمرصاد ، لقد فرض مرسي نفسه حاكماً وشعباً في نفس الوقت ، و يسمع إلا صدى خطاباته و لا يرى شركاء له في الوطن إلا اولئك الملتحيين . في الوقت الذي اغلق الاخوان برجهم العاجي بإحكام وبالشفرات السرية ، وفي الوقت الذي كانوا مشغولين بشراء الفلل الفاخرة لترسيخ حكمهم كان شباب حركة تمرد يعملون بصمت لإقلاعهم إلى غير رجعة ، ولن يقول الاخوان إنهم ظلموا و إنه كانت هناك قيود لممارستهم السياسية ، فلقد كان امامهم فرصة تاريخية لكي يثبتوا لمصر وللعالم إن تجربتهم فريدة و إنهم يستحقون فرصة وهو ما لم يحدث بالتاكيد واثبتوا إن مفهومهم وفلستهم للحكم لا يمكن تطبيقها ، لقد منح الاخوان فرصة ولقد فشلوا فيها لذلك يجب لهم إن يتقبلوا هذا بروح رياضية عالية وليس بالرهان على سفك الدماء وتحويل مصر إلى مستنقع للارهاب ومصنع لصناعة المتفجرات ؛ يجب إن يعود الاخوان المسلمين للاندماج في المجتمع والمساهمة في إعادة بناء مصر وآن يلعبوا دورهم الدعوي في تعاليم الدين والقران . الان بعد إن إنتهى عهد مرسي والمرشد والاخوان يجب إن يعيد المصريين التفكير في كيفية بناء الدولة والتفكير في قائد المستقبل لان تجربة الانتخابات السابقة هي التي اتت بمرسي بسبب عدم وجود قائد ليلتف حوله المصريين لذلك يجب الاتفاق على شخصية لا تكون محل جدل كما كان مرسي ، شخصية يضع استقرار مصر كاولوية وليس اجندة حزبه او بناء مجده الشخصي ، في المقابل يجب ان يكون هذا الشخص الذي سيقع عليه الاختيار رئيساً لكل المصريين وليس رئيساً لكل المصريين ما عدا الاخوان ، من المهم جداً إن لايتم إشعار الاخوان بإنهم إنهزموا او إن الاخرين كسبوا الرهان فلم يكسب احد الرهان بل مصر هي التي فازت وإنتصرت ، اي محاولة لإشعار الاخوان بالغرابة داخل وطنهم سيعني بكل تاكيد إن الثورة لم تحقق اهدافها ؛ ما حدث و يحدث في مصر سيعيد ترتيب الاوراق في المنطقة و سيؤثر بشدة في علاقة السودان مع مصر لان السودان لم يكن في حسبانها إن مرسي سيغادر كرسي السلطة بهذا السرعة لذلك لم تضع اي اعتبار لمصر عندما اختارت دعم سد النهضة لانها كانت تعلم إن الاخوان المسلمين في مصر يعانون من ضعف كبير لذلك اتخذت قرارها دون الالتفات إلى الخلف . [email protected]