تحدث بعض كتاب النظام في السودان إستباقا لما حدث في مصر وتحدثوا عن أن ما يقوم به وزير الدفاع السيسي بانه إنقلاب على الشرعية ويرقى لمرحلة تجريمه بوصفه إنقلابا عسكريا على السلطة المنتخبة ، ناسين أو متناسيين ان البشير إنقلب عسكريا ودون سند شعبي على نظام شرعي جاء السلطة عبر الآليات الديمقراطية ولم يأبه لذلك ، الصحفي رجل له رسالة لا يمكن أن يكون رخيصا لهذه الدرجة ، إذا لم تستطع أن تقول الحق فلا تتحمل هذه المسئولية فالكلمة رسالة. ماحدث في مصر ليس إنقلابا على الشرعية وإنما هي ممارسة ديمقراطية لإسقاط نظام يكتسب الشرعية الدستورية ولكنه سقط أخلاقيا وفقدان الشرعية الأخلاقية مبرر ديمقراطي لإسقاط أي نظام و لو جاءت به صناديق الإقتراع. الأصوات في صناديق الإقتراع تعني ثقة الناس بك لتولية المنصب وخروج نفس الناس الى الشارع يعني انك لم تعد تستحق هذه الثقة ، ويجب عليك أن ترحل الإسلامييون في السودان – والحمد لله – لا يتحدثون عن الشرعية إطلاقا لأنهم يعلمون يقينا بانهم غير شرعيون ومغتصبون للسلطة بالدبابة وبالتدين الزائف ليستخدموا السودان كقاعدة للتنظيم الإخوان العالمي ليدفع المواطن السوداني رغما عنه ثمن مغامراتهم غير المحسوبة العواقب وأن الشعب لم يمنحهم لا شرعية أخلاقية ولا دستورية ولا بطيخ! وحديث الإخوان المسلمون في مصر "مصدرهم وعقر دارهم " عن الشرعية نوع من العبث والإستهزاء بالعقلية السياسية المصرية ، فهم من إغتال السادات وحاول إغتيال مبارك بالتعاون مع نظام الإنقاذ في محاولة فاشلة في أديس أبابا ومحاولة دخولهم في عراك مع الجيش سيدفعون ثمنه غاليا. ماحدث للإخوان ليس ظلما وإنما هو ما يستحقونه وربما أقل بعد محاولتهم فرض سياسة التمكين ولكن الشعب المصري كان لهم بالمرصاد وأنزلهم المنزلة التي يستحقونها في السجون مرة أخرى بعد أن تعلموا من تجربة النظام الإخواني في السودان بأن الأخوان كالسرطان كلما عجلت في إستئصاله ستكون فرصة نجاتك أكبر ، فقاموا بعد إستئصاله باكرا والى الأبد الرئيس المخلوع الدكتور / محمد مرسي قام بما لم يستطع الزعيم الراحل / جمال عبد الناصر القيام به طوال فترة حكمة وهو القضاء على الإخوان المسلمين ، مرسي قضى عليهم سياسيا و أخلاقيا للابد. لم تعد هناك سوى ذكرى لمتشددون قتلة إرتكبوا مجازر في حق الشعب وقتلوا رئيسا شرعيا ثم جاءوا بعده ليتحدثون عن الشرعية ، هذا لعمري في الفعائل ابدع!! أكبر خطأ إرتكبه الإخوان هو محاولتهم لعب ذات الأدوار القذرة التي ظل إخوانهم في السودان يلعبونها ، ولكن الشعب لم يكن قد تخدر بالكامل ولم يبلع الطعم الذي – للأسف – إبتلعناه نحن ، ولم يسري السرطان في جسد الأمة بما يكفي ليمنعها من الحركة كانت حركتهم ثورية وقوية بما يكفي ليصحح الخطأ الذي كاد يقضي على ثورة 25 يناير في بداية العام السابق كانت كثير من القراءات تتحدث عن سطوع نجم الإخوان ، ولكن الحق أحق أن يتبع ، فشل الإخوان فيما ظلوا يتميزوا به على مر العصور ، الكذب والخداع والتدليس والقمع والتدين الزائف ، فشلوا في تقديم حلول سياسية إجتماعية إقتصادية تجعل بقائهم في السلطة شيئا ممكنا فشلوا في ليبيا منذ بداية الثورة وصارت ليبيا ليبرالية بإمتياز وتجاوز الشعب هناك اللحى والزيف وفي تونس غرقوا في صراعات مع المكونات السياسية والإجتماعية مما جعلهم يقفون بلاساق وكفرت بلاد حسن البنا وسيد قطب بهم ولم يعد لهم بقاء الا في السودان بعد أن إهتزت ركائر طغيانهم والحبل على الجرار ، فإخوان السودان فشلوا أكثر من أي فصيل لهم في العالم وسيشربون من نفس الكاس المرير الذي يرتشفه الآن آرازلة الورى و أدعياء المذهبية في كل مكان . لم يتبقى على الشعب السوداني أن يقول كلمته ويسقط الزيف لتسطح شمس الحرية في كبد سماء الخرطوم وننعم جميعا بوطن الحرية والسلام والعدالة ويبقى بيننا الأمل في التغيير دوما،،،،،، حسن العمدة [email protected]