بالأمس القريب دعوتنا سيدي الامام الى حشد كان في حساباتنا ان يكون حشد الحرية والتحرير تيمنا بميدان التحرير لاخوتنا في شمال الوادي– كنا نظنها الشرارة التي تحرق كل الفساد والمفسدين وتعيد كل الحقوق المنهوبة والسلطة المغتصبة – جئناك سيدي الامام حفايا وجوعى نحمل اكفاننا على اسنة الرماح – جئناك نحمل ارواحنا على اكفنا مستدينين قيمة تذكرة الترحيل – فغرنا افواهنا وارعفنا السمع لنلتقط صدى خطابك ولكن رجع الينا الصدى خاسئا وهو حسير– فجاءت عبارات التحذير والتخويف والاحباط بل مصحوبة بنبرات الزجر حين همم البعض منا امتعاضا بل رجاءا في تحويل مسار الخطاب – سيدي الامام دعوتنا نستمع اليك لا ان تسمعنا وصرحت بذلك دون تلميح – قبلناها وتجرعنا كؤوس الحسرة وعدنا ادراجنا نجرر اذيال الخيبة والأسى والندامة واصطفت الشماتة على جنبات الطرقات تشيعنا بنظرات الاستخفاف والازدراء والاحتقار – وفي اليوم التالي اطلت علينا كريمتك بطلعتها البهية ودمها الرايق ونفسها المطمئنة ونفسها الهادي – تدعونا هي الأخرى في نفس الاتجاه وتطالبنا باعداد العدة للانتخابات القادمة محررة بذلك شهادة ميلاد جديدة تطيل في عمر النظام – سيدي فضلا لا تجعلونا ألعوبة بين ايديكم – تستنفرونا فننفر - وتدعونا بابناء الانصار فننصركم – نمني انفسنا بالنصر على هذا الكابوس الذي جثم على صدورنا ربع قرن من الزمان بنفرة هادرة لا نبخل عليك بقيادتها فنحن رجال كما عهدتنا وابناء رجال في عهد اجدادك وتعلم انت دون الآخرين مدى تضحيات ابائنا حين تتقن القيادة – انت تعلم ان قيادة الرجال فن قد لا يتقنه الا البعض فلا اظنك تجهل ذلك الفن والابداع ولكن قد تحولك دونه العاطفة بالنظر الى فلذات اكبادك وهم يتمرغون في نعيم الانقاذ – يعتلون ارفع المناصب في الدولة تشريفا - وبذا يشدونك الى التقاعس بحبل متين – سيدي الامام مانرجوه اتاحة الفرصة لنا لنعبر عن ما يتقد من نار بين اضلعنا – ها انت اليوم تدعونا للتوقيع على مذكرة قد لا تسمن ولا تغني من جوع – وها نحن نراك سيدي الامام ( تشرك وتحاحي ) – ترفض اسقاط النظام وتنادي بتغيير النظام وهذا لغز ما وجدنا له تفسير –رجاءا ان كان لنا رجاء ما لنا لو استعضنا بتغيير النظام باسقاطه ؟ بل رجاءا استبدل مذكرة التوقيع بالمواقعة في ساحة الوغى وسترى منا ما يرضيك ان كنت فعلا تتطلع لازاحة هذا الكابوس والموت في سبيل الكرامة عزة – وان كنت ترى ما لانرى وتريدنا ان نرى الا ما ترى فدعنا وفينا ما يكفينا ومنه العوض وعليه العوض !! [email protected]