* المتأسلمون يضربون نموذجاً قل نظيره في الابتعاد عن جوهر الشريعة والشرعية معاً بمتلازمتهم النفاقية التي جعلتهم ملعونين منبوذين ومثال تندُّر.. ولعل خير عبارة تلخص موقفهم العام هو ما قاله الأديب الكبير يوسف القعيد: (سيد قطب يحكم من قبره) في إشارة ذكية لأثره على راهن الجماعات التي استقت من فكره المتطرف..! * وفي تجاوز (انفصامي) لتاريخه القريب ينجرف الدكتور حسن الترابي لمغالطة صارخة؛ مدافعاً عن شرعية رئيس مصر المخلوع محمد مرسي؛ واصفاً ما جرى (للإخوان المصريين) بأنه انقلاب على السلطة الديمقراطية..!! واستنكر عدم تجاوب المجتمع الدولي مع هذه الجماعة الحاكمة لمصر بسلطة المرشد (السرية).. أو بالأحرى (العصابة) التي لن تتورع من نوافير الدم إذا كان هو ثمن الجلوس على الكرسي...! وحتى لا يصبح الكلام مكرراً عن مصر على حساب (كوارثنا الداخلية السياسية) كان لزاماً على كل ذي عقل أن يستدعي (ملف الترابي) المنقلب مع المنقلبين ضد الشرعية في السودان سنة 1989م.. ولا أظن الحدث يفوت على ذاكرته؛ إلاّ من باب المكابرة الذميمة..! أليس مستفزاً لحد المرارة أن يتفوه رجل مثل الترابي مهللاً لذاك الشيء الذي يسمى (الشرعية)..؟! أين كان إيمانه بالديمقراطية قبل ربع قرن؟؟!! بل لماذا لم يعتذر للسودانيين قبل أن يناصر معتوه الكنانة؟! * ثم أية شرعية فوق الجماهير وهذا المتسلط مرسي أول من قالها للشعب: (لا شرعية فوقكم).. أو كما كان يكذب على نفسه..!!! وبتأييده للجماعة التي تدعو للقتل والسحق فإن الترابي يكشر عن أنياب الطبع الذي غلب التطبع (رغم ابتسامته).. فكيف يريد أن يناصر العالم (فصيل الإخوان) وكل الأرض خبرت أنهم قوم (رخاص) يسهل استئجارهم لتنفيذ أي مخطط لبقائهم ولو كان الثمن إبادة الناس..!! ولعله من المحاسن الكبرى أن يكون طرد مرسي من كرسي الرئاسة هو بداية الزلزلة لهؤلاء الغرباء الجوف... والله غالب على أمره ولو كره أحفاد مسيلمة..!! أعوذ بالله عثمان شبونة [email protected] الأهرام اليوم.