تصدير .. ما حردناكم و لكنها الظروف الرعونة وحدها ما دفعت بحكومة البشير أن تستعين بالجنجويد لإخماد ما رآه النظام أنه تمرد .. قدم النظام دعما مفتوحا بلا استثناءات لجماعة الجنجويد و إذنا يبيح لها عمل ما تشاء كذلك بلا استثناء و كانت النتيجة أودية من الدماء ..أكوام من الجماجم .. تقتيل بوحشية .. تهجير منظم .. اغتصاب بالجملة.. و إلغاء لهوية بالكامل من أجل إحلال جديد. لم يلبث أن وضع الجنجويد اصبعهم في عين السلطة و صرخوا في أذنها جهارا بأنها سرج لهم و مطية بعدما استقووا بعطية النظام و لإعطاء برهان عملي بذلك .. دخلوا عنوة في رابعة النهار إلى أكبر مدن دارفور و استباحوا المحكمة المنعقدة لمحاكمة أفراد منهم و عمدوا إلى جلد القاضي و الشرطة ثم أطلقوا نيران التحدي في سماء نيالا قبل أن يخرجوا منها .. فأي محكمة بعدها تنعقد و أي قانون بعدها يدين؟ انفرط الأمر و وطأ الجنجويد هيبة الدولة بنعلهم و أعملوا في اشباع نزواتهم و النظام لا حول له و لا قوة و عندما ضاق الأمر بأمن البشير و اغتال رجلا من الجنجويد استصرخوا بعضهم فتجمعوا كجراد و أسمعوا الناس الآمنين دوي أسلحتهم خفيفها و ثقيلها لأيام بحاضرة نيالا .. استدعت السلطات كوشيب .. أمير الجنجا لدغدغته باسكات جماعته فرفع سقف دية مقتلوهم إلى 40,000,000 و لما استفز الأمر أمن البشير عمدوا إلى اغتياله فأخطأوه من خوفهم فطاروا به إلى الخرطوم تعجيلا بعلاجه خشية أن تثور شيعته. طار نافع ليس إلى نيالا ليكون في قلب الحدث و لكن إلى الفاشر ليشيد بسيكافا و ليسمع المدح الأصفر و أسد علي و في الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر بات الجنجويد قوة ضاربة و مهددا للنظام المتهالك سواء في ساحة المعركة أو في المحكمة الدولية كشاهد على الحكومة و ما سيقوم به النظام في الفترة القريبة العاجلة هو زرع الفتنة بين الجنجويد أنفسهم ليستبيحوا دماء بعضهم و تكون هي الرابحة بتربع أطول على كرسي الحكم إكمالا لهوايتهم بمص خيرات البلد و هنيئا لشعب أدمن مشاهدة الخبثاء و لا من يسدل الستار. شريفة شرف الدين [email protected]