وقف معظم المعارضين السودانيين موقف مساند لخطوة الفريق السيسي التي اطاحت بالدكتور مرسي العياض من رئاسة مصر ومعه تنظيم الاخوان الاسلاميين من سدة الحكم,وللامانه كنت من هولاء رغم ما يشوب هذا الموقف من تناقض كوننا ننادي يالديمقراطيه ونرفض الحكم الشمولي والعسكري,حيث أننا رفضنا انقلاب الاسلامويين السودانين علي شرعية الصادق المهدي في انقلاب 30 يوينو المشؤم,ولكن برؤيه تفكيكيه لذهنية الاخوان وتفكيرهم الانتهازي والطفيلي في درجته العليا والبرغماتي في درجته الدنيا,والذي يري في الديمقراطيه وسيله لا غايه,وسيله للوصول للحكم ومن ثم الانقلاب عليها وركلها بعيدا لانها ليس من الدين كما تقول كتبهم ومناهجهم, وتبني مشروع احادي يفترض الحقيقه المطلقه في تنظيمهم وانه يستمد شرعيته من الله ويحكم باسمه في الارض يقتل ويعذب ويشرد وكل هذا باسم الله والله منه بًراء,وهذا ما فعله مرسي او بالأصح المرشد والامبراطور المالي خيرت الشاطر من خلال خيال الماته مرسي,حيث انهم حين وضعو رجلهم في قصر القبه الا وتحرك لا وعيهم الشمولي,فبدأو في اخونة مؤسسات الدوله من جيش وشرطه وخدمه مدنيه,ووضعو دستورا اقصائيا يستبعد تنوع وتعدد مصر الطائفي والديني ,مفصلا علي بقائهم الدائم في الحكم,وهم هنا يحذو حذو اخوانهم في السودان والذين حولو كل مؤسسات الدوله الي ازرع تنظيميه تبطش بالشعب وتكرس لبقاء حكمهم,فاضحي الجيش السوداني جيش يخص التنظيم واضحت عقيدته القتاليه عقيدة للدفاع عن بقاء حكمهم,وكذلك الشرطه والامن,واضحت الخدمه المدنيه تعج بقليلي الكفاءات وكفاءتهم فقط الولاء التنظيمي فانهارت مؤسسات الدوله وحين تنهار مؤسسات الدوله تصبح الدوله مجرد فقاعه كبيره تعج بالفساد والفوضي والانتهازيه ,وللاسف هذا ما حدث ويحدث في السودان,فانقسمت االبلاد,واضحت بؤره للحروب والتشرد والنزوح,اُفقر الشعب وتشرد نصفه وأنهارت المشاريع كمشروع الجزيره,وتقلصت ثروتنا الحيوانيه وضاق الشعب,واضحت الدوله في ايدي افراد يعيثون فيها فسادا ويحافظون علي امتيازاتهم بمزيد من القتل والتنكيل والتقسيم.كل هذا الماسي التي حاقت بالسودان دفعت الشعب المصري او معظمه وهو شعب لماح بطبعه الي قطع الطريق علي هولاء باشعال ثورة ثلاثين يونيو التصحيحيه,فهي هنا ثورة شعبيه في المقام الاول انحاز لها الجيش ويمكن مقارنتها بثورة ابريل,بل ان الجيش لم يحكم كما حكم سوار الذهب,وبالنظر الي ردة فعل الاخوان واثارتهم العنف الممنهج ضد الدوله نجد ان الجيش المصري كان محقا,فلو قدر لاخوان مصر المكوث الي اربعه اعوام,لكانت مصر بعدها ضيعه الي التنظيم العالمي للاخوان,ومرتع لحماس والتنظيمات الجهاديه,ففي عام واحد دخل هذا الكم الهائل من الارهابيين ومعهم اسلحه نوعيه فكيف كان سيكون الحال لو مكث مرسي اربعه اعوام,ولو كان قدر للشعب المصري ان يغيرهم ديمقراطيا بعد الاربعه سنين,لمارسو الانقلاب او احالو مصر الي فوضي اكبر بمراحل كثيره مما يفعلوه الان. د. فاروق عثمان [email protected]