في أول خطاب عام للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي العياض بعد أدائه القسم ..اعتذر الرئيس مرسي لطلاب جامعة القاهرة لأنه تسبب في تأخير امتحان طلاب القانون والآداب بضع ساعات..إدارة الجامعة حولت امتحان الطلاب للفترة المسائية بسبب استخدام الرئيس المنتخب لذات المكان في أول خطاب لشعب مصر الكريم. في خطابه الأول كان الرئيس الجديد حريصاً على إطفاء الصبغة المدنية على مصر..أرسل رسالة واضحة للعسكر أن واجبهم حراسة الحدود وتأمين البلاد ضد العدوان واحترام الدستور.. وحملت الرسالة تعهداً بعودة المؤسسات التشريعة المنتخبة «بأعجل ماتيسر». الرئيس مرسي كان متوازناً وهو يشكر المجلس العسكري على دوره في حراسة الثورة.. ووفائه بتعهده بتسليم الحكم لرئيس مدني منتخب من الشعب.. ثم بعد الخطاب مضى الرئيس المنتخب إلى قاعدة عسكرية ليشهد وفاء الجيش بعهده بتسليم الأمانة إلى أهلها. أكد الرئيس المصري المنتخب أنه سيكون رئيساً لكل المصريين الذين أيدوه والذين عارضوه.. حرص الرئيس المنتخب أن يذكر مسيحيي مصر صراحة ودون «دغمسة» مثمناً دورهم في ماضي وحاضر ومستقبل مصر.. ومن المتوقع أن يختار «أخونا» مرسي نائباً له من قبط مصر الذين أوصانا نبينا الكريم بهم خيراً. الذين خافوا من كشات النظام العام وتحطيم وجه مصر المتسامح كانت رسالة العياض واضحة لا تقبل التأويل واللبث.. الرئيس المنتخب وأمام حشد متنوع من كل أطياف مصر أكد اهتمام حكومته بالسياحة وتطويرها باعتبارها مورداً اقتصاديا مهماً. لم يتوعد رئيس مصر الجديد أن يضع أمة أو شعب تحت مداسه.. بل أعلن صراحة أن مصر ستتجه إلى العالم بقلب مفتوح.. ستحترم كافة المواثيق والعهود.. وتدعم نضال الشعب الفلسطيني حتى ينال كافة حقوقه.. لم ينسى رئيس مصر المنتخب أن يشير في دبلوماسية تستحق الاحترام إلى حق الشعب السوري في الحياة الحرة الكريمة. الضرورة الدبلوماسية جعلت الرئيس المصري الجديد يغيب السودان من خطابه المهم.. لم يقل مرسي«احنا أخوات» وكذلك لم يؤكد دعمه للحكومة السودانية في مواجهتها للمؤامرات الصهيونية.. كما تجنب الرئيس المنتخب الإشارة للمفارقة التاريخية.. في ذات اليوم الذي وصل إخوان مصر إلى السلطة بإرادة الجماهير كان إخوتهم في السودان وقبل أربعة وعشرين عاماً يفعلون ذات الشيء ولكن بغير إرادة الشعب. الرئيس مرسي بدأ متفهماً لطبيعة الشعب المصري حتى قبل أن يصل سلماً إلى سدة الرئاسة.. طرفة يتم تداولها في المغرب العربي تفيد أن مواطناً تونسياً كان يشكو الهم العام لصديق ليبي.. التونسي أخبر صديقه مستغرباً أن رئيسهم «الزين» بعد خمسة وعشرين عاماً قال لشعبه «الآن فهمت»..عاجله المواطن الليبي المقهور إن القائد القذافي وبعد أربعين عاماً من القيادة بتهور سأل الشعب الليبي «من أنتم ؟».. الحمد الله أن هذه «الونسة» المغاربية لم يحضرها ممثلٌ لشعب السودان. مبروك لمصر سنة أولى ديمقراطية والعاقبة لنا في المسرات.