مغامرة مثيرة تعرضت لها نهار امس الاول.. شابان أشارا لي في عز لهيب. الظهيرة.. حملتهما معي في سيارتي وعلى بعد أمتار قليلة منهما شاب ثالث لما رآني توقفت انضم إليهما فجلس في المقعد الأمامي بجواري بينما انفردا هما بالمقعد الخلفي. قطعنا مسافة بضع كيلو مترات ..الشاب في المقعد الأمامي وصل مقصده فنزل .. الآخران استمرا لبضع كيلو مترات اخرى ثم طلبا منى التوقف .احساس(امني) داخلي جعلني ادقق النظر في المرآة الجانبية لاتفحصهما بعد النزول ..الشاب الاول بجسمه الضخم حجب عني الاخر بصورة تبدو كانها عفوية..ساورني الشك وانا انطلق بالسيارة مبتعدا عنهما..فمددت يدى للخلف أتحسس حقيبة جهاز اللابتوب..حسنا..موجودة.. لكن دعني اطمئن اكثر..رفعتها بيدي تبدو اخف قليلا..سحبتها من الخلف الي المقعد الأمامي بجوارى..كانت المفاجأة مذهلة..الحقيبة مفتوحة اختفي جهاز اللابتوب ..لم أتردد انعطفت يسارا دون حتي ان أتأكد من خلو الشارع من السيارات في الاتجاه المعاكس.. ما ان رآياني حتي انطلقا اقصي سرعة كل في اتجاه .. الشاب الضخم في اتجاه منازل قريبة من الشارع والآخر في اتجاه مزارع ومنطقة كثيفة الأشجار على مسافة .. طاردت الاول بالسيارة قليلا بين البيوت.. ثم لما حازيته اوقفت السيارة مهرولا في اتجاهه.. فارق الحجم والجسم لصالحه ..لكن يبدو انه وبنظرة احترافية أدرك ان اي معركة ستجذب انتباه سكان البيوت المجاورة .. فطفق يستعطفي ان أتمهل حتى يسترد لي جهازي من زميله الذي ذاب وسط المزارع والأشجار الكثيفة.. إمرته ان يركب معي في السيارة ثم اندفعت في اتجاه المزارع.. لا اثر للشاب الاخر.. طلب مني ان أوقف. السيارة على وعد ان يلحق به وسط الأشجار.. طلبت منه ان يسلمني بطاقته.. نظرات عينيه كانت تقول ( وهل لمثلي بطاقة.. الا اذ كان للحرامية نقابة).. لحسن الحظ كان يمسك بيده اليمني جهاز موبايل..بسرعة خطفته من يده ..نزل من السيارة فتبعته من الخلف في اتجاه المزارع ادركت حجم المخاطرة ان ينفرد بي هذان اللصان في هذه المنطقة المعزولة..بدات اتصل بشرطة النجدة وانا أسير بسرعة خلف الشاب الضخم حتي لا افقد اثره..شرطة النجدة اضاعت بعض الوقت في كثرة الأسئلة عن المكان كنت اشعر بان اى ثانية أفقدها تباعد بيني وجهازى الذى هو مكتبي وبيتى وصديقي الذى يحوى كل عملي..اغلقت الخط دون إكمال المحادثة ..الذى أدهشني انه كان يتوسل لي بخوف شديد رغم انه في حالة انفراد كامل بي وجسمه ثلاثة اضعافي..بدأ ينادى بأعلي صوته في اتجاه المزارع (انت يا بشر تعال راجع)يكرر العبارة دون استجابة يرفع في صوته اعلي بصورة هيستيريا دون ان يجد ردا من الاخر وعندما يرى ملامح القلق تنتابني..يقترب ويطلب مني الصبر قليلا ثم يرجع ليواصل النداء.. استمر الوضع حوالى نصف ساعة مرت كأنها دهر.. في النهاية بدا شبح رجل يطل من بين الزراعات.. يتأبط جهازي.. سلمه لزميله ثم فر هاربا في اتجاه المزارع.. الشاب الضخم سلمني جهاز اللابتوب وهو يسترسل في إبداء الندم والاسف ويرجوني العفو.. أذهلني حرارة توسله ثم انكب يقبل يدي ثم جبيني هو يردد (أعفوا لي.. ارجوك أعفوا لي).. اتدرون ماذا حدث .. بالكاد تعرفت على جهازي.. يبدو ان الشاب الذي هرب به الى المزارع اخفاه. تحت الطين بين الزراعات.. كان الجهاز ملطخاً بالطين من كل جانب .. وليست تلك هي المشكلة.. بل في الماء الذي كان يسيل من داخله.. ولايفوتكم أني - في الاصل مهندس كمبيوتر- بسرعة اخرجت (بطارية الجهاز) اجراء احترازي مهم لكنه بكل أسف جاء متأخرا بعد نصف ساعة قضاها الجهاز تحت الطين بين الزراعات.. كانت كافية ان تزهق انفاسه.. ارجوك .. تجنب فضل الظهر .. لانه تحول الى قصم الظهر.. وأرجوك اكثر لا تشتر جهازاً تدرك انه مسروق .. انت اذاً واحد منهم..