عمليا اصبحت شمال كردفان منطقة عمليات عسكرية.. مجيء احمد هرون لشمال كردفان يعني انه مكلف بتهيئة المنطقة وتجهيزها لتصبح خط دفاع اول عن الخرطوم والوسط..بالطبع دارفور اصبحت خارج السيطرة بالنسبة للمؤتمر الوطني ومليشياته..باتفاقية الدوحة ماركة السيسي وتقسيم دارفور الي خمسة ولايات اصبحت الحروب الدائرة هناك حروب اهل دارفور يديرونها وفق اجنداتهم ومصالحهم..دور المركز هو مراقبة تداعيات هذه الحروب ودعم هذا الطرف او ذاك وفقا لقراءات تخصه..عليه فان تعيين احمد هرون واليا لشمال كردفان يعني ترحيل أزمة دارفور وجنوب وغرب كردفان لهذه الولاية..سيتم تجييش الاهل في شمال كردفان لتحقيق غرضين اولهما عمل خط دفاع عن المركز كما أسلفنا, وثانيهما محاصرة الحريق في دارفور, جبال النوبة ومناطق المسيرية التي يعرف النظام انها سوف تشتعل بسبب استفتاء أبيي المحدد له شهر اكتوبر من هذا العام.. أن مسألة ابيي اضحت لا تحتمل المناورة بالنسبة لجوبا او المجتمع الدولي على حد سواء..او حتى على مستوى لجنة أمبيكي التي أفتت في هذا الموضوع باقامة الاستفتاء..فهذا الرجل (أمبيكي) اصبح أخلاقيا ومهنيا يتحتم عليه ان يقول كلمته الاخيرة ويحدد بشكل قاطع اي طرف يناور ويعقد القضايا ومن الذي يهدد الامن والسلم الدوليين في المنطقةوالاقليم..عليه فان المرحلة القادمة بالنسبة للنظام هي مرحلة لادارة الازمات التي تطبق عليه من اتجاه..فهل اهلنا في شمال كردفان على استعداد ليصبحوا وقودا لمغامرات جديدة يحركها المركز ويديرها أحمد هرون بالوكالة..بالقطع الاجابة هي لا.. ان أهل شمال كردفان ليسوا على استعداد لمغامرات المركز وسماسرته من ابناء المنطقة او الوافدين اليها وبالتأكيد ان الثوار يراقبون الموقف تماما ويعرفون ان اهل شمال كردفان الشرفاء لن يقبلو هذا العبث وان أهل شمال كردفان سوف يجدون الدعم والمساندة من الثوار وأن كل من يحاول المساس بأحد من ابناء شمال الشرفاء سيجد العقاب الفوري من الثوار والذين اصبحت اياديهم تطول اي شبر من شمال كردفان.. وكما خرج احمد هرون طريدا من جبال النوبة دون يحقق هدفا واحدا من اهدافه التي ظل يعلنها ويكررها طوال زمن الحرب, سيخرج مهزوما من شمال كردفان لينضم الي مجرمي المركز وينتظر وثبة الثوار الاخيرة في الخرطوم. [email protected]