حكاية هذه ( الحفرة ) حكاية لا مفر من أن يسمعها والي الخرطوم وأركان حربه ، ولا خيار امامهم سوى ، أن يذهبوا بها لرؤسائهم ويحكوها لهم بالتفصيل ، دون أن يحذفوا منها أو يضيفوا كما يفعلون دائماً ، بقضايا هذا الشعب ، ولكن في الآخر أب سن الولاية سيضحك على أب سنتين رئاسة الجمهورية .. . حكاية الحفرة تقول ، أن مواطناً صالحاً بلغ عن وجود حفرة على الطريق العام ، تعيق سير العربات ، وتتسبب في الحوادث يومياً ، ومات بسبب هذه الحفرة العشرات ، وتضرر منها الكثير من الناس ، وجاءت سلطات الوالي لترى قضية هذه الحفرة ، على أرض الواقع، بعد أن كثرت البلاغات وتناولت الصحف خبرها ، قال أحد مستشاري الوالي ، بأن المشكلة بسيطة جداً ، وأشار بوضع علامة تبيه بوجود حفرة ، وتم وضع الإشارة ، ولكن المشكلة تفاقمت أكثر ، وعندما علت أصوات الإحتجاج ، أشار مستشار آخر بوضع إسعاف بالقرب من الحفرة ، ليتم إسعاف المصابيين بالسرعة المطلوبة ، ونفذ الوالي الفكرة ، وتفاقمت المشكلة وزادت الحوادث وزاد عدد الموتى والمصابين، وزاد الوالي عدد الإسعافات وزادت الإحتجاجات ، فأشار مستشار آخر ببناء مستشفى بالقرب من الحفرة ، لتقريب المسافة ، وتم بالفعل بناء المستشفى وتجهيزها ، وعندما بدأت المستشفى في إستقبال المصابين وبدأت الأرباح تنهال على صاحب المستشفى ، أشار لمستشار الوالي ، بعمل حفرة بالقرب من الحفرة الأولى ، وبالفعل ، نقل المستشار الفكرة للسيد الوالي ، وتم تنفيذها ، دعماً لمستشفيات القطاع الخاص ، وترسيخاً لسياسة الخصخصة ، وبدأت الحوادث تتضاعف ، والناس يموتون بالعشرات ، والعربات تتحطم ، والسيد الوالي ، يظهر في التلفزيون ليحدث الناس ، عن خطته التي نجحت في ، درء آثار الحفرة ، وعن جولاته وصولاته ، في حل مشكلة الحفرة ، وعن الأفكار الجديدة والخلاقة التي ساعدته ، في القضاء على مشاكل الحفر نهائياً ..!! . حكاية هذه الحفرة ، هي تماماً كحكاية ، الخريف والوالي الخضر ومستشاريه الأفاضل ، فكل مايفعله الوالي هو القيام بزيارة المناطق المتأثرة ، وتوزيع بركات زيارته على المتأثرين ، وبهذا يكون قد أرضى ضميره ، والمسألة بالنسبه له ، مسألة وقت ، فبعد شهور ستنقشع السحب وتشرق الشمس ، وينتقل لزيارات أخرى ، متحدثاً عن إنجازاته الوهمية ، كإنجازات المراكز الصحية التي قام هو ووزير صحته بإفتتاحها ، وهم يصطحبون بصات الوالي التي كانت تحمل من خلفهم الهتيفة ، ليحدثنا عن نقل الحوادث لمناطق السكن ، وكأن القضية هي قضية ( بوماستك وبوهية ، وصيوان ، ومكبرات صوت ) ..!! . لا فحكاية الخريف ، ومايحدث اليوم ، من سوء تصريف في الشوراع الرئيسية ، وتراكم المياه في الأحياء ، وتحطم الطرق السريعة ، وتهدم المنازل ، دليل واضح ، على أن ( موية الخريف كضبت غطاس الوالي ) ولكن كما يقول المثل ، الضرب على الميت حرام ، فغداً سيأتي الوالي الخضر ليحدثنا عن إنجازات حكومته في الطرق والجسور وهندسة التصريف وبناء الكباري ، ودرء آثار الخريف من الملاريات والحميات والحشرات وأصوات الضفادع ، ولكن للوالي الخضر نقول ، من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ، وكثرة الحفر ستزيد أرباحكم اليوم ولكن غداً ستغطس حجركم ..!! ولكم ودي .. الجريدة [email protected]