حولت الأمطار المنهمرة، والسيول المنحدره، أجزاء كبيرة من مدن وقرى الوطن المنكوب، بالحروب والكروب، إلي ساحة مشهد كارثي مأساوي، رهيب وماثل، المشاهد ليس فليماً تراجيدي، على نسق الدراما الهندية، التي تدر الدمع الثخين وتُبكى المآقي، الصورة المأساوية، واقع مؤسف، وليست (فنتازيا) بفعل (الميديا)، نشاهدها من علي كراسى الشعب في دار سينما أمدرمان الوطنية، أيام المجد الذهبية... عند ما كنا نبكي علي المظلوم، ونناصر بطل القصة، ونسب الخائن، ونمج الظلم، علي الفطرة، ونحن يفع، في عمرنا النضر الغض، لكن الواقع، رؤية عين.. يا للهول..! ما ثل حي، غرقى، وعالقين في شوارع الأسفلت، وفوق البراميل الطافية، وأمامهم مقتنياتهم البسيطة، التي راكموها بالسنين، وعرق الجبين، تُمضي كزبد السيول الجارف، وخرقهم البسيطة، وعنقريب هبابي، و منقد، وهبابة قش ، ومُعلاق، وجدار مطلي، بطلاء رخيص الثمن، غالي القيمة مجندل، تم الحصول علية بشق الأنفس،.. وشعب سقوف، من عيدان الدوم، وركيزة راكوبة تطفوا ، أطفال، ونساء، وشيوخ، يلتحفون السماء، ويبحثون عن اليابسة ليفترشوها، فيفترشون الظلط ؟ وضاقت بما رحُبت اليابسة، أحلام تتلاشى، أمام المارد سيل جارف كل الأشياء غرقت تحت الأنظار، ثم تختفي في لحظات، كأنها وميض ضوء، أو وهج أعشى الأبصار ثم إختفى.... يا... وطني المصلوب، على الميعاد، ليهد جدار الظلم والجبروات،... نِعمتُ الغيث تحولت، إلي نغمة بؤس، تَطلب غوث، وأهليها الفقراء العظماء، إنسد الأفق أمامهموا، وأوصدت، أبواب الحكام المتخمة بما لذ وطاب وحلو وحرام !! يحبونه لماً ويأكلونه تراثاً، وتباعدت الطبقات - وكُل يا كُمي قُبال فمي بطاقة إثبات الشخصية- وضاقت عليهم بما رحُبت الأرض ، و هؤلاء البؤساء والمحرومين، لولا وازع يقظ ، ووجدان سليم، وضمير حي، لم تقتله سنوات القهر وظلامات تجارة الدين ، وظلم بإسم الله ، والله برييء من ما يفترون، ممن تطخت أياديهم بدماء الأبرياء، وحشدوا موارد الدولة لإدارة حرب، ضد شعوبهم لا لتنمية رُصدت، ولا لِخيرٍ صُرفت. وظف المؤتمر الوطني كل أجهزت الدولة، ولربع قرن من الزمان ، لشن الحرب ضد الهامش، وإستخدام قوة الدولة، لإزلال المواطن، وسر قة قوته وقهره، وسلب الحقوق، والنماذج لا تحتاج لعدسة " ميكروسكوب " لتُرى......... وفي قمة عدم المسؤلية، والإستهانة بأرواح الناس ، وعد م الإحساس بنكبتهم، (رئيسهم) والراعي المسؤول عن رعيته ؟ يؤجر طيارة، ب 170 الف دولار، (بواسطة جمال الولي) كسمسار وسيط- لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني، حسن روحاني- لو لم يتم إرجاعه " بصورة ذليلة ومهينة" من قبل سلطات الطيران المدني السعودي، لعدم الإستئذان بعبور المجال الجوي السعودي ( حسب البيان الرسمي الصادر من سلطات الطيران المدني السعودي )، بينما جماهير شعبه تستجدي غوثاً، جرعة ماء حلماً طبقياً بعيد المنال، أو قطعة خبز، أمنية وردية !! ونائبه معتكف تهجداً خمسة نجوم في العشرة الخواتيم، قد يكون بمسجد النور الفاخر بكافوري..!! ويده ملطخة بالدماء في المحراب... أما الخضر والي حاضرة الخلافة المنكوبة، يتابع من طائرة عامودية من علٍ أحوال رعيته ... وصلاة تراويح بمسجد النور الفاخر، أو الشهيد العامر بالتخمة، حد القيء وبإمامة أحد علماء السوء ، الخرس من كلمة حق إمام إمام جائر!!؟ يقبض الجُعل هانئاً من المال السُحت، وينهق مصوتاً مناصراً لإخوة له في مصر أخوان المرشد، وسوريا بأمر الباب العالي ...!!! والبوليس يخمد مظاهرات المحتجين، ويفرق جمع المظلومين (بالبنبان) الإير اني!!!؟؟ أين يسكن أفراد وصغار ضباط البوليس الإسلامي، حامي الدين البراني، ونصير اللص الشيطاني، وأين منازلهم !!؟... عجبي!! سوء التخطيط، يمشي بساقيه، مسئولون دون أهلية، أو علم ودراية، تأهلم لما هم فيه متخمون، شيدوا قصورهم من حر مال شعبهم، وسرقوا أمانته، إزدردوا السُحت وأكلوا الحرام، ومطايهم (سياراتهم) مظللة وذات دفع رباعي، لونها فاقع تسر الفاجرين نُهبت من أموال السابلة ، ومحروسة بنفرٍ من شياطين الإنس- رجال أمن طاغيه، مكرشين ومرتشين، ومحرشيين، وباطشين، ويائسين. ومناظر الكثير من المحاصرين، تدمي القلب بعد فوران التنور، من جراء السيول، وهم يشكون لطوب الأرض، ولكن لا حياة لمن تنادى!!؟ قال: أحد السكان، من علي شاشات التلفاز في محطة ( إسكاي نيوز) وهي تغطي الحدث، وهو يتحدث بمرارة، و يقف على شارع الظلط (الأسفلت) بعد أن غمرت المياه الحي بأكمله، وإبتلعت الشوارع الترابية والساحات ( نحن ساكنين في الظلط، والظلط مليان موية، يا أخونا غيثونا......؟؟ يا أخوانا غيثونا....؟؟) وأمراة أخرى " حيث لا معتصم" ؟ تقول ( المواطنين، جوه الغرق، نطلب من الجهات المختصة، تلحق الناس !!؟؟) وآخر يقول ( نحن أولادنا في الظلط دحين أنقذونا ) ولكن أمير المؤمنين في بلاد النيلين، ذاهب لتهنئة روحاني وبلاده تغرق بسبب الإهمال، ووالي ينظر من علٍ، بتلذذ سادي، لشعب يغرق، ويتضرر بنقص الأنفس، ويفقد من الثمرات، ويتضور جوعاً. مما ينذر بقادم أخطر وأسوء وأعظم، وأكثر سعة، يؤدي إلى كارثة إنسانية تزيد المحنة،.. وخوازيق البلد زادت .. وهي إنتشار الأمراض والأوبئة، وإنهيار صحة البيئة، المنعدمة بنيتها أصلاً، لسوء التصريف وإختلاط مياه الشرب الجوفية بتصريف المراحيض ( السايفونات) لفشل التخطيط ، وإنعدام البنى التحتيه. أما علماء السلطان فخرسوا عن الكلام المباح حتي لاح الصباح وحي على الفلاح. (وفضي نارك يا محارب ولا هات البندقية). عبد الوهاب الأنصاري [email protected]