"نفير" الأمل والبشارة ميرغني مكي ميرغني * كوارث السيول والأمطار الأخيرة التي دمرت قرى بكاملها في ولايات السودان المختلفة هي إبتلاء وامتحان جديد لصبر أهل السودان الذين تكاثرت عليهم المصائب .. * ومصيبتنا أن كوارثنا تزداد بزيادة سوء التخطيط والإهمال وعدم المبالاة وعدم التعلم من الأخطاء من قبل السادة المسؤولون الذين لا يعرفون أدب الإستقالة أو الترجل عن المناصب التي فشلوا فيها من يوم تقلدهم لها وليومنا هذا ولكنهم باقون فيها فلا حساب ولا مسألة تفعل ما يحلو لك وقتما تريد وكيفما تريد تخطئ فتكافأ وترقى ؟؟ "ابتسم أنت في حكومة المؤتمر الوطني"!! * نحن في السودان حبانا الله بحكومة لا تجيد سوى احباط المواطن وقهره وإهماله وعدم الإهتمام بما يتعلق بحياته وأمنه ومعاشه ولا أدري ماذا تفعل حكومة بهذه المقومات ؟؟ ربما لا يعلمون أن رواتبهم ومخصصاتهم والحياة الرغدة والنعيم الذي يعيشون فيه من مال ذات المواطن المغلوب علي أمره ولولا هذا المواطن لما كان هناك منصب ولا جاه !! * ما علينا فاسطوانة حكومتنا الفاشلة تلك اسطوانة مشروخه ومعروفة وقد مل الناس سماعها لأن الحكومة تفشل وتدمن الفشل وتعلم أنها تفشل ويخبرها القوم أنها فاشلة ولكنها تستمر في ذات الفشل بإصرار غريب يشابه التشفي مماذا لا ندري !! * نعود لموضوعنا حيث مصيبة الأمطار والسيول التي أنجبت من رحم الغيب بعد أن يئس الناس مولوداً أسمر الملامح بهي الطلعة جميل التكوين سامي الروح لا ينتمي لحزب ولا لقبيلة يسمى "نفير" .. * يئس الكثيرون من خير يأتي من شباب السودان بعد أن دمرتهم السياسات الخاطئة فهم بين خريج عاطل وطالب يبحث عن مصروف الدراسة في كنف أسرة أنهكتها متطلبات المعيشة اليومية .. * في خضم هذا الدمار و الإحباط وتدهور حالة الوطن السياسية والصحية والتعليمية والأخلاقية يأتي المولود "نفير" حاملاً البشارة بأن شباب السودان الخلص لازالوا بخير وأن الذهب قد "نفض" ما يعلوه من أتربة فبان لمعانه ولونه الزاهي.. * "نفير" كانت البلسم لأهلنا الذين تضرروا وهدمت منازلهم وفقدوا المأوى والممتلكات فكان شباب نفير لهم بالمرصاد شباب خضر مؤمنون بربهم وبحبهم لوطنهم خرجوا للناس وهم يحملون الزاد والإبتسامة ويمدون يد العون لكل محتاج ومكلوم ، لا رواتب ولا حوافز ولا لجان منبثقة ولا شعارات وتكبيرات ونفخة كاذبة يعملون بصمت وبصدق وبتجرد متطوعين راتبهم أجرهم من الله سبحانه وتعالى.. * "نفير" شباب سودانيون أقوياء تحدوا الظروف وتجمعوا وقرروا أن يفعلوا شيئاً لأهلهم الذين يصرخون ولا مغيث لهم فحكومتهم لاهية حول طائرة الرئاسة وعزل مرسي والمعارضة السورية .. فتنادوا وتجمعوا بمركز جسر بالعمارات .. لا ميزانية ولا سيارات لا شيئ بدءوا من الصفر اعتمادا علي الشعب السوداني المعروف بشهامته وكرمه وتكافله فلم يخزلهم الشعب وكان لهم السند وانطلق الشباب علي بركة الله في عمل ميداني مدروس ومنظم بغرفة عمليات ومناديب منتشرون علي إمتداد حجم الكارثة يمدون غرفة العمليات بالمعلومات التي تحفظ وتحلل ويحدد حجم العون ونوع المساعدة .. قمة في التنظيم والأداء .. * "نفير" .. ولدت دون ضوضاء ودون شعارات واعتمدت علي الانترنت والفيس بوك في نفرتهم ونجحوا نجاحا ساحقا جعل حكومتنا الغافلة "تبغر" من نجاحهم فوصفوهم بالشيوعية مرة وضايقوهم مرات واعتقلوا بعضهم ولكن ذلك لم يعيقهم أو يرهبهم واستمروا في أداء رسالتهم وواجبهم تجاه وطنهم وأهلهم وعشيرتهم بصبر وجلد وعزيمة لا تلين.. * شباب "نفير" وددت لو أصافح كل منكم علي حده وأقول لكم ما قدمتموه من عمل تؤجرون عليه من رب العالمين وما قدمتموه لنا من صورة جديدة حية لتجاوب الشباب السوداني وتعامله مع حجم الكارثه أدخل في نفوسنا الطمأنينة بأن شباب السودان قادرون علي تحمل المسؤولية وقادرون علي فعل ماهو أكبر من حجم "نفير" .. * آن الأوان لشباب السودان أن يتقدموا الصفوف وأن يصححوا وضع الوطن المغلوب علي أمره كفانا ذل وهوان كفانا حروب وتقتيل وضياع ، لم يتبقى شيئا في هذا الوطن سوى الإنسان السوداني وهو يترنح بين الفقر والجوع والمرض والحروب والكوارث الطبيعية فهل يغيث الشباب وطنهم وينقذوا أهله من هذا الظلم والفساد الذي فاق حد المنطق والمعقول ؟؟ * كلمة أخيرة شكرا شباب "نفير" .. [email protected]