في عام الرمادة تجلت قوة شكيمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وظهر ورعه وتقواه فقال (اللهم لا تجعل هلاك امة محمد علي يدي). هذه المقولة أكدت خوفه من الله وحرصه علي امة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فكان كثير البكاء والتضرع إلي الله ويقضي صلاته بكاء لما أصاب الأمة من ضيق. لم يبكي الفاروق خوفا علي زوال حكمه , فهو لم يبحث عن زعامة ,ولكن خاف من سؤال المولي عز وجل يوم تسود وجوه وتبيض وجوه فقال عنه الإمام علي رضي الله عنه ( عففت فعفوا يا أمير المؤمنين ولو رتعت لترعوا ) . وفي السودان وعندما جعلت السيول والفيضانات مساكن الناس دمارا, كان الرئيس السوداني عمر البشير يستعد إلي زيارة إيران !! بيوت تنهار وجثث وبكاء والرئيس يتوجه إلي إيران ويرتدي جلبابا ابيضا ويلوح بعصاه عند العودة خائبا من الزيارة وتأتي زوجته من خلفه بثوبها الجميل. لماذا ترافقك زوجتك والناس في ضيق بل لماذا تسافر والبلاد في هذا الوضع . المسئولية الأخلاقية تحتم علي الرئيس أن يتدبر ما سيحدث لشعبه. عمر بن الخطاب لم يقرب نساءه اهتماما بشأن المسلمين وانشغالا بحالهم في عام الرمادة . ( لو لم يرفع الله المحل عام الرمادة لظننا إن عمر يموت هما بأمر المسلمين ) هل يمكن إن نقول إن عمر البشير ربما يموت هما بأمر المسلمين في السودان؟ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) من منكم اهتم بأمر المسلمين يا أهل الإنقاذ وحقن دمائهم وحافظ علي وحدتهم وصان حرمات بيوت الناس ؟؟ من منكم تخلي عن طعامه ليطعم طفلا جائعا ؟ تخيلت أن عمر الفاروق بيننا اليوم وفي بيته ثلاجة وخبز .... في يوم البعث العظيم ستقف قيادة الإنقاذ أمام الحق عز وجل وهو علام الغيوب .. كيف ستجيبون علي سؤال الله؟؟ هل نمتم وبطونكم جائعة تقرقر عندما اجتاحت السيول البلاد .. الحساب عسير إن نمتم والأرصدة في البنوك ..الحساب عسير إن كانت العمارات الشاهقة مكدسة بالآسرة والنجف والمفارش والناس ينامون في العراء ..الحساب عسير إن كنتم تشاهدون مأساة الناس عبر شاشات التلفاز...ألان تهرب من محاكمة المجتمع الدولي ولكن كيف ستهرب من زلزلة الساعة وسكرات الموت . ماذا ستقولون لربكم يا أهل الإنقاذ ؟ هل تطمعون في شراء الذمم في يوم القيامة لتشهد لكم بالصلاح والعفة ؟! عمر بن الخطاب سمع لبطنه قرقرة من الجوع , فنقر بطنه باصبعه وقال مخاطبا له قرقر أو لا تقرقر ..انه ليس لك عندنا غير الزيت حتي يحيا الناس ... لم يقل حتي يهدأ الناس أو نخدع الناس ولكن الوعد لبطنه بطول الجوع المشروط بحياة الناس .. الفاروق أجاع بطنه وامتحن إيمانه وكان أخر من يأكل ....صرخ صرخت التاريخية المدوية اللهم لا تجعل هلاك امة محمد علي يدي .. هي صرخة الضمير الحي الخاشع لله رب العالمين . كا ن خائفا من الأمانة وعلي الأمانة فنجي الله امة سيدنا محمد من الهلاك علي يديه ..تحمل سيدنا عمر المسئولية كاملة وقال ( لا تجعل هلاك أمتي علي يدي ) وضميره يملي عليه انه المسئول عن هذا المحل !!! قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فأشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به ) ... يا اهل الانقاذ يقول الحق عز وجل (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) صدق الله العظيم [email protected]